تبدو ملامح الطفولة في قطاع غزة في أسوأ حالاتها بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة، فيما ناشدت منظمات محلية وأممية بضرورة إدخال المساعدات العاجلة إلى القطاع لتدارك الكارثة.
ولوحظ مؤخرا، وجود تسارع في وفيات أطفال فلسطينيين في قطاع غزة، منهم أطفال رضع وحديثو الولادة، بسبب سوء التغذية الناجم عن الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحتى الاثنين، بلغت حصيلة الوفيات بسبب سوء التغذية 16 طفلا فلسطينيا، وفق رصد الأناضول ومسؤولين صحيين بالقطاع.
وأظهرت الإحصائيات أن مدن محافظة الشمال (بيت لاهيا، بيت حانون، جباليا) إضافة إلى محافظة غزة، تحتل المرتبة الأولى في عدد الوفيات الناجمة عن نقص الغذاء والجفاف وانقطاع التيار الكهربائي، حيث بلغ عدد الأطفال الذين توفوا 15 طفلًا، بينما شهدت مدينة رفح جنوب القطاع وفاة طفل واحد.
و الثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الصحة في القطاع، عن وفاة أول رضيعين نتيجة الجفاف وسوء التغذية في مستشفى “كمال عدوان” شمال القطاع.
وقالت الوزارة في بيان حينها: “بدأنا نرصد حالات وفاة بين الأطفال الرضع نتيجة الجفاف وسوء التغذية شمال القطاع”.
وتوفى في مستشفى “كمال عدوان” شمالي غزة الذي توقف عن العمل بسبب نقص الوقود مؤخرا، العدد الأكبر من الأطفال.
– 16 وفاة
ورصدت الأناضول أسماء الأطفال وأعمارهم وهم على النحو التالي:
– ميرا صالح عبد النبي (سنتان)
– طفلتان مجهولتان الاسم، للأم هبة زيادة، تبلغ أعمارهما 33 يوما و40 يوما.
– منة الله أبو عميرة (6 أشهر)
– سحر الزبدة (40 يوما)
– خالد أحمد حجازي (سنتان ونصف السنة)
– محمد الزايغ (45 يوما)
– محمود عبن (سنة واحدة)
– (مجهول الاسم) يعود للأم حنان عليوة (سنتان)
– إبراهيم البطش (3 سنوات)
– أنور الخضري (9 شهور)
– مصعب أبو عصر (غير معروف العمر بالتحديد)
– (طفلة مجهولة الاسم) تعود للأم نسمة خلف (14 يوما)
– عبد العزيز سالم (شهران) توفي بسبب الولادة المبكرة، جراء عدم استكمال الحمل بشكل طبيعي.
بالإضافة إلى عدم توفر الحليب اللازم له والمخصص للأطفال الرضع، وتفاقم الوضع الصحي بسبب انقطاع التيار الكهربائي، حيث كان بحاجة ماسة لتدفئة داخل الحضانة.
– يوسف سامي الترامسي (6 أشهر)
– يزن الكفارنة (10 سنوات)، توفي الاثنين، في مدينة رفح، بعد مكوثه في المستشفى 10 أيام، حيث تعود أصوله إلى مدينة بيت لاهيا شمال القطاع.
وخلال تلك الفترة، تضاءل وزن الطفل يزن، بشكل ملحوظ بسبب نقص الغذاء الحاد الذي عمّ القطاع، وتحول إلى هيكل عظمي.
وكان الطفل يعاني من حالة مرضية تتعلق بالبلع والهضم تعود لفترة ولادته، ولم يكن يتناول إلا الطعام المهروس مثل الموز والبيض.
– مجاعة حقيقية
وتعليقا على الوفيات، قال مدير مستشفى “كمال عدوان” حسام أبو صفية، للأناضول، إن “15 طفلا فارقوا الحياة في المستشفى بشمال قطاع غزة بسبب سوء التغذية”.
وأضاف أن “شمال قطاع غزة تعاني من مجاعة حقيقية، وهناك عدد كبير من الأطفال يأتون إلى المستشفى وهم يعانون من سوء التغذية”.
ودعا الطبيب الفلسطيني، منظمة الصحة العالمية، والمنظمات الدولية للعمل بشكل جاد، على إدخال الطعام لسكان شمال قطاع غزة.
والأربعاء الماضي، أعلن أبو صفية، أن المرفق الطبي في مستشفى “كمال عدوان” خرج عن الخدمة بسبب نفاد الوقود وشح الإمدادات الطبية، جراء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة لا سيما محافظتي غزة والشمال يعيشون مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود.
وفي 19 فبراير/ شباط الماضي، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الارتفاع الحاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يشكل “تهديدا خطيرا” على صحتهم، خاصة مع استمرار الحرب المدمرة.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، إن غزة على وشك أن تشهد “انفجاراً في وفيات الأطفال”، الأمر الذي من شأنه أن “يضاعف مستوى وفيات الأطفال الذي لا يطاق بالفعل”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
الاناضول