الجمعة , ديسمبر 13 2024 الساعة 15 33
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / تحذير أممي من إفشال الحوثيين لجهود السلام.. تفاصيل جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن.

تحذير أممي من إفشال الحوثيين لجهود السلام.. تفاصيل جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن.

 

أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الخميس، عن قلقهم إزاء تدهور الوضع الإنساني في اليمن، والمخاطر البيئية التي الناتجة عن غرق سفينة روبيمار في البحر الأحمر، معتبرين هجمات الحوثيين على السفن تصعيدا خطيرا قد يهدد الجهود الأممية للوصول إلى حل للنزاع المستمر في البلاد منذ سنوات.

جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن لمناقشة الوضع في اليمن، بمشاركة المبعوث الأممي هانس ومندوب اليمن الدائم عبدالله السعدي اطلع الصحوة نت على تفاصيلها.

وفي الجلسة، حذرت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيديم وسورنو من خطر انهيار التقدم الإيجابي الملحوظ منذ الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في نيسان/أبريل 2022.

وأشارت في كلمتها نيابة عن مساعد الأمين العام مارتن غريفيث، إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في الأشهر الأخيرة، مما يشكل تهديدا حقيقيا ومتزايدا لحياة ورفاه الملايين من الناس، وخاصة النساء والأطفال.

وبينت أن التقييمات الأخيرة لمنظمة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، أظهرت زيادة بنسبة 11 في المائة في انعدام الأمن الغذائي منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي – وهي أعلى المستويات منذ 16 شهرا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

ويعاني ما يقرب من نصف الأطفال، دون سن الخامسة، من التقزم يتراوح بين المعتدل والحاد– بزيادة قدرها 4 نقاط مئوية مقارنة بعام 2022 وأكثر من ضعف معدل انتشار التقزم على مستوى العالم. وأفاد أكثر من نصف الأسر التي شملتها الدراسة أن مستويات استهلاك الغذاء غير كافية.

وقالت المسؤولة الأممية إنه تعين تخفيض عدد الأشخاص الذين يتلقون المساعدات وحجم الحصص الغذائية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وأوقف برنامج الأغذية العالمي توزيع المساعدات الغذائية العامة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في نوفمبر/تشرين الثاني، بينما واصل مناقشاته مع سلطات الأمر الواقع الحوثية بشأن من يجب أن يعطي الأولوية في المساعدة.

المبعوث الأممي يحذر

وفي الجلسة رسم المبعوث الأممي الخاص لليمن هانس غروندبرغ، الخميس، صورة قاتمة لجهود حل الأزمة في البلد، مؤكدا أن عملية الوساطة التي يقودها “باتت أكثر تعقيدا”، وأن اليمنيين يشاركونه الشعور بنفاد الصبر في سبيل تحقيق تطلعاتهم.

ورغم ذلك قال غروندبرغ إن الجهود مستمرة لوضع صيغة نهائية لخريطة طريق لحل الأزمة اليمنية.

وأضاف: “كنا نأمل أن يأتي شهر رمضان (بدأ في 11 مارس/ آذار الجاري) وقد حظينا باتفاق لوقف إطلاق النار في جميع أرجاء اليمن وتدابير لتحسين الظروف المعيشية في البلاد، وكنت آمل أن أحيطكم اليوم بشأن تحضيرات لعملية سياسية جامعة”.

وتابع: “كان يجب أن يكون موظفو القطاع العام في جميع أنحاء البلاد قد تقاضوا رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية، وكان من المفترض أن تُستأنف صادرات النفط ما كان يمكن أن يسمح بتوفير الخدمات بفاعلية أكبر وبتحسين الظروف الاقتصادية، وكان ينبغي أن نتوصل لاتفاق آخر بشأن إطلاق سراح المحتجزين ما يتيح لهم العودة إلى ديارهم مع أحبائهم في رمضان”.

وأردف: “على الرغم من أن هذه الآمال والتوقعات لم تتحقق بعد، فإن جهودنا من أجل وضع الصيغة النهائية لخريطة الطريق الأممية وتنفيذها تظل مستمرة دون انقطاع”، دون تقديم تفاصيل بشأن تلك الجهود”.

وحذر المبعوث الأممي من أنه كلما طال أمد التصعيد، زادت التحديات أمام جهود الوساطة في اليمن. “ومع تداخل المزيد من المصالح، يزداد احتمال تغيير أطراف النزاع في اليمن لحساباتها وأجنداتها التفاوضية”.

وقال إن “السيناريو الأسوأ، قد تقرر الأطراف الانخراط في مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر تعيد اليمن إلى حلقة جديدة من الحرب”.

وحث غروندبرغ “جميع الأطراف المعنية على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والعمل نحو خفض التصعيد، لحماية التقدم المحرز فيما يتعلق بعملية السلام في اليمن”.

كما حث على فتح الطرقات الرئيسية وإنهاء معاناة المسافرين اليمنيين.

أعضاء المجلس يدينون الحوثي

من جانبهم أعرب مندوبا مالطا والإكوادور، عن قلقهم إزاء تدهور الوضع الإنساني في اليمن، وشددوا على أن اليمن لا يزال أحد أكثر البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في العالم، حيث يحتاج 18 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية. ولاحظ الكثيرون أنه بدون التمويل اللازم، سيستمر الأمن الغذائي في التدهور بشكل حاد.

وحث البلدان المجتمع الدولي على ضمان حصول برنامج الأغذية العالمي وشركائه على الموارد اللازمة وإمكانية الوصول لاستئناف توزيع الغذاء في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأعرب العديد من المتحدثين عن أسفهم على الهجوم الصاروخي الحوثي على سفينة الشحن True Confidence في 6 مارس، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة بحارة وإصابة أربعة آخرين، فضلاً عن الهجمات الصاروخية على سفينة روبيمار.

وقال ممثل الولايات المتحدة، إن الهجمات تؤثر على كل دولة عضو في الأمم المتحدة؛ مما يجعل من الضروري العمل بشكل موحد ورفض الهجمات الحوثية التي تستهدف حرية الملاحة الدولية.

وحذر ممثل واشنطن من أن الحوثيين يخاطرون بالتقدم المحرز في جهود السلام في اليمن، مضيفا أن “هذه الهجمات لا تفعل شيئًا للتخفيف من الصعوبات التي يواجهها الشعب اليمني، ناهيك عن المساعدة في تلبية احتياجات الفلسطينيين، المدنيين في غزة.”

وأكد المندوب الفرنسي أن الحوثيين مسؤولون “بشكل فردي” عن التصعيد في البحر الأحمر وما نتج عنه من تداعيات على الاستقرار الإقليمي والتجارة البحرية الدولية.

وطالب إيران بوقف أعمالها المزعزعة للاستقرار من خلال وقف تمويلها وتسليحها، وهو ما دعت إليه المملكة المتحدة، مؤكدة على وجوب إيقاف إيران لدعمها غير القانوني للحوثيين.

وشدد مندوب المملكة المتحدة أيضًا على دور آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن سلامة الواردات التجارية – التي يأتي من خلالها 90 في المائة من جميع المواد الغذائية إلى اليمن – أمر حيوي.

وشدد المتحدث باسم جمهورية كوريا على أن غرق السفينة روبيمار التي كانت تحمل الأسمدة في وقت سابق من شهر يثير القلق أيضًا بسبب التلوث البيئي المحتمل للبحر الأحمر.

وأضاف ممثل سيراليون، الذي تحدث أيضًا باسم الجزائر وغويانا وموزمبيق، أن التركيز العالي لهذه البضائع الخطرة قد يشكل تهديدًا خطيرًا للنظام البيئي البحري وصناعة صيد الأسماك اليمنية، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم قدرات خفر السواحل اليمني في حماية الشريط الساحلي للبلاد.

وأدان مندوب اليابان أيضًا “سلوك الحوثيين الفظيع وغير المبرر” – والذي يعوق التجارة العالمية، ويقوض الحقوق والحريات الملاحية – ودعا إلى الإفراج الفوري عن سفينة Galaxy Leader التي تديرها اليابان وطاقمها المكون من 25 فردًا.

شاهد أيضاً

محاكمة الفلسفة

  صايل بن رباع تخيلوا معي، في عالمٍ آخر، بعيدًا عن حدود الزمن والمكان، قد ...