السبت , أبريل 27 2024 الساعة 02 28
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / مثقفون لـ “26 سبتمبر”: تعزيز الوعي الوطني وتوحيد الجهود يعجل من حسم المعركة ضد المليشيا الإيرانية

مثقفون لـ “26 سبتمبر”: تعزيز الوعي الوطني وتوحيد الجهود يعجل من حسم المعركة ضد المليشيا الإيرانية

 

 

استطلاع – سبتمبر نت

 

أدرك الثوار الأوائل أهمية الوعي الجمعي في المعركة المصيرية التي يناضلون من أجلها، فعملوا لسنوات عديدة على تنوير الشعب، وتبيين حقيقة الإمامة، ومدى ظلمها وبطشها، والحال التي وصل الشعب لها “حينها” من جوع وجهل ومرض، فبدأوا أولى خطواتهم في إنهاء حكم الإمامة بنشر الوعي وهدم الخرافة.

 

ويخوض الشعب اليمني اليوم معركته ضد مليشيات الحوثي الإيرانية، في مجالات عدة، وبمختلف الصعد، عسكريا وثقافيا واقتصاديا، وسياسيا، في إيمان راسخ بأن المعركة مصير وطن وهوية شعب، في حين تحاول تلك المليشيات إعادة الشعب إلى مربع الفقر والجهل والأمراض، لكن الشعب اليمني وبقواته المسلحة وقاماته الثقافية، قد عرفوا الطريق وتعاهدوا بالحفاظ على الثورة وأهدافها، ومكتسباتها.

 

الدكتور يحيى العتواني، دكتوراه في العلاقات العامة والإعلام الاجتماعي، وصحفي وباحث متخصص في الاعلام الاجتماعي، يرى أن دور الأدباء والمثقفين والكتاب في هذه المعركة لا يقل أهمية عن المقاتلين في الميدان، وأهميته تكمن في التركيز على التوعية بمخاطر ما يحصل من تجريف للهوية الوطنية من قبل الميليشيات بمختلف مسمياتها في كل ربوع الوطن.. مشيراً إلى أن هذه الميليشيات تعبث ليس بحاضر اليمن وماضيه فقط وإنما تعبث بمستقبل الأجيال إن لم يتم تدارك الأمر.

 

وفي تصريح لصحيفة 26 سبتمبر، يقول الدكتور العتواني “يجب على المثقف والأديب أن يكون حاضراً في معركة الوعي خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير قوي في المجتمع، بل أصبحت المصدر الأول للمعلومة، بدلاً من خوض معارك جانبية.

 

ويؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت هي من تقود الرأي العام، وهذا ما نلاحظه بشكل يومي، ولذلك يجب على التوجيه المعنوي تخصيص قسم خاص بالتواصل الاجتماعي، هذا القسم مهمته نشر فلاشات التوعية والمقالات القصيرة لغرض التوعية كما ذكرنا سابقاً.

 

ركيزة أساسية

ويوضح الصحفي والباحث المتخصص في الإعلام الاجتماعي الدكتور العتواني، أن الوعي الوطني هو الركيزة الأساسية في أي معركة، فبدون وعي وطني ومعرفة ما يدور ولماذا هذه المعارك فلا معنى للمعركة.

 

وتساءل لماذا لا تقوم وزارة الإعلام بعمل فلاشات توعوية قصيرة من قبل المثقفين والأدباء والكتاب وصناع الرأي عن مخاطر الإمامة وتعريف الناس بقضاياهم وكيف يتم العبث بها من قبل الميليشيات هذه الفلاشات ستكون لها نتائج جيده وستنتشر في وسائل الإعلام بشكل سريع ويخصص لها موظفين لنشرها في وسائل التواصل الاجتماعي.

 

تغيب الوعي

من جهته رئيس ملتقى الفنانين اليمنيين طه الرجوي، يقول عملت مليشيا الحوثي منذ بداية حروبها ضد الدولة اليمنية على تغييب وعي اليمنيين وتفكيك وحدتهم، عبر سلسلة من الخطابات والشعارات الدينية والمجتمعية والقومية وإذكاء الصراعات القبلية والمناطقية والخلافات بين الأحزاب السياسية، وصولاً إلى تدمير العملية التعليمية بمختلف مستوياتها.

 

ويوضح الرجوي أن مليشيات الحوثي تسعى من خلال تجهيل اليمنيين وتجويعهم وتغييب وعيهم لإشغالهم بمعاركهم الداخلية ومشاكلهم الشخصية، وبالتالي لا أحد يستطيع الوقوف أمام مشروعها الطائفي العابر للحدود سواء كانت الدولة أو الأحزاب السياسية أو القوى الحية في البلاد وحتى المواطنين العاديين من عموم الشعب.

 

ويضيف “نعلم جيداً أن مثل هذه الأفكار العنصرية والمشاريع التدميرية لا يمكن لها النجاح في حال يقظة الشعوب لذلك حرصت المليشيا على إنهاك الدولة اليمنية وضرب القبائل والأحزاب ببعضها وتمكنت من نشر الخراب والدمار في عموم البلاد، ونلاحظها كيف تعمل على إجهاض أي حالة تقارب بين القوى اليمنية وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.. مؤكدا أهمية إعادة بناء الوعي الوطني بخطورة المشروع العنصري التدميري الذي تحمله المليشيا الحوثية بدعم وتخطيط من النظام الإيراني الإرهابي، وضرورة مواجهة هذا المشروع لأمن اليمن والمنطقة والعالم.

 

توحيد الجهود

ويقول الرجوي “إن تعزيز الوعي الوطني وتوحيد جهود القوى الوطنية لمواجهة هذا المشروع الإرهابي يعجل بحسم المعركة وإنهاء الحرب وإعادة الأمن والاستقرار في عموم الوطن وتأمين المنطقة وحماية المصالح الدولية فيها”.

 

ويضيف في تصريحه لـ26سبتمبر “أن وسائل تعزيز الوعي الوطني لا حصر لها، وهو واجب مؤسسات الدولة بالدرجة الأولى وواجب الشعب أفراد ومؤسسات مدنية كون خطر هذه العصابة الإرهابية لا يقتصر على فئة معينة من الشعب بل يطال الجميع ويتجاوزها إلى دول الجوار والعالم”.. مشيرا إلى أن الواجب اليوم على الجميع هو العمل بكل جد وإخلاص لتعزيز حالة الوعي الوطني والدفاع عن الهوية الوطنية ومكتسبات الثورة والجمهورية التي تعمل المليشيا الحوثية بكل إمكانياتها لطمس هوية اليمنيين وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.

 

وأفاد أن واجب الإعلام أن يعمل على تعزيز الوعي من خلال المسلسلات والأفلام والفلاشات والتقارير والكتابات والمنشورات الهادفة والمركزة، إلى جانب الحملات الإعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات وفي المدارس والمنتديات وغيرها.

 

واجب الجميع

 

وأضاف “أن تعزيز الوعي الوطني واجب الجميع أفراداً ومؤسسات حكومية وقطاع خاص، فقد شاهدنا ما ارتكبته المليشيا الحوثية في صنعاء من انتهاكات طالت مؤسسات الدولة وشملت المؤسسات الخاصة الحزبية والمستقلة، وما تزال اليوم عاصمة اليمنيين شاهدة على أكبر جريمة في العصر الحديث بعد أن أصبحت ذات لون واحد وصوت واحد بعد أن كانت مدينة لكل اليمنيين بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم السياسية والدينية والاجتماعية.

 

ويرى الفنان الرجوي، بأنه في الأحداث العظيمة، يكون الأدباء والمثقفون في المقدمة هم من يصنعون الوعي بأهمية الموقف ويوجهون الشعوب بما يجب أن يعملوه، وفي معركتنا ضد المليشيا الحوثية الإيرانية برز الفنانون والشعراء والمثقفون في مقدمة شرائح المجتمع المقاومة لهذا المشروع العنصري الكهنوتي وهم من يعوّل عليهم اليوم إسناد المعركة الوطنية وتحقيق الانتصار العظيم.

 

استشعار المسئولية

 

ويعترف بأنه ما يزال دور المثقفين والإعلاميين والفنانين وغيرهم دون المستوى المطلوب ويجب استشعار الجميع للمسؤولية الوطنية بأن يقوم كل شاعر أو مثقف أو فنان بدوره ومن موقعه للدفاع عن الجمهورية والحرية والكرامة والمواطنة المتساوية واستعادة دولتنا المختطفة من قبضة العصابة الحوثية الإرهابية وتحقيق المستقبل المنشود والآمن لأبنائنا.

 

معركتين متوازيتين

 

وتخوض الأمة اليمنية اليوم معركتين في آن، معركة عسكرية يسطرها الأبطال في الجبهات، ومعركة ثقافية جمهورية يتوجب على كل مثقف جمهوري الانخراط بها، بحسب تصريح الكاتب موسى قاسم لصحيفة 26 سبتمبر”.

ويضيف قاسم “أن المعركة الثقافية مهمة بالتوازي مع المعركة العسكرية، وهذا ما فعله رواد الحركة الوطنية اليمنية قُبيل تفجير ثورة سبتمبر وأكتوبر الخالدة، حيث ساهموا في صناعة أهم تحوّل يمني منذ ألف عام، ذلك لأن كثير من التحولات السياسية المفصلية في حياة الشعوب تسبقها ثورة ثقافية فكرية تهيئ الظروف للوصول إلى التحول الوطني المنشود، وهو ما كان قبيل ثورة سبتمبر وأكتوبر وتوجها الأحرار بالنظام الجمهوري الخالد”.

 

وقال “تشكل معركة الوعي الوطني من أهم المعارك التي ومن الأهمية بمكان قبيل أي ثورة يسبقها وعي وطني جمعي، تنويري تقوده النخب الثقافية في المجتمع، ويؤكد ذلك الكاتب موسى قاسم، حيث يقول: يمثل الوعي الوطني ركيزة أساسية في المعارك الوطنية المصيرية، فهو الأساس في صناعة النصر وتجذيره في الذاكرة الشعبية الجمعية”.

 

وأردف “أن هذا الوعي يتخلق من خلال التنوير الذي تقوده النُخبة المثقفة، التي ترتقي بوعي الشعب وتنير الزوايا المظلمة التي يكمن فيها الجهل، لذلك فإن الأدباء والمثقفين لا يلعبون مجرد دور في هذا الصدد، بل يؤدون واجباً وطنياً يمليه عليهم ضميرهم الوطني وانتماؤهم وولاؤهم لوطنهم وأمتهم”.

 

غياب النخبة

 

ويأسف الكاتب قاسم عن دور المثقفين والأدباء اليمنيين الذي يعتبره قاصرا مقابل العدو الغاشم وآلته الإعلامية الهائلة مشيراً إلى أنه من المؤسف القول إن الأدباء والمثقفين اليمنيين قصّروا كثيراً في واجبهم التنويري خلال معركتنا الوطنية المصيرية المقدسة، وأقصد هنا بالمثقفين الذين قُدِّموا خلال العقود السابقة كرواد للثقافة، إذ إن أغلبهم التزم الصمت، فيما برز القليل منهم في الساحة التنويرية لمواجهة الكهنوت السلالي العنصري، شعراً ونثراً ومقالةً”.

 

وقال “إن هذا التقصير أو لنقل الغياب للمثقف اليمني، الذي عركته الحياة الثقافية طيلة عقود من الزمن، حاول المثقفون الشباب سبر أغواره بكل ما أمكنتهم أدوات الحياة الثقافية العصرية، وقد أدى المثقفون الشباب واجباً وطنياً حقيقياً، عرّوا من خلاله الكثير من الأكاذيب والخرافات التي سوقتها الآلة الإعلامية للمليشيات الحوثية السُلالية، وداعميها الإقليميين”.

 

معركة ثقافية جمهورية

 

ويؤكد أن المعركة مع هذه المليشيات الكهنوتية هي ثقافية فكرية في أساسها، لأن محركاتها الأيدلوجية، كالحق الإلهي وحصرية البَطنين، قائمة على خرافات وتدليسات هلامية لا تصمد أمام الوعي الوطني الجمهوري والمثقفين الوطنيين الجمهوريين.

 

ويضيف الكاتب في تصريحه لـ”26 سبتمبر”، نعلم جميعاً أن المعركة اليوم قائمة بين الجمهورية بمستقبلها المُشرق، والكهنوتية العنصرية برجعيتها الدموية، لذا فالمثقف اليوم يجب أن يكون جمهورياً، وأن تكون أسلحته الثقافية جمهورية خالصة، وأن يعمل المثقف الجمهوري على تعزيز الوعي الوطني الجمهوري لما لذلك من تأثير صميمي على الوعي الشعبي الجمعي.

 

ويؤكد أن الشعب اليمني مؤمن بالجمهورية إيماناً لا يتزحزح، لكنه بحاجة إلى رفع منسوب الوعي بها وبأهدافها وقيمها، ولأن البديل هو الظلم والظلام الذي أزاحه أقيال وثوار 26 سبتمبر الميامين قبل قرابة ستين عاما من الآن، ثم تركوا أمانة الحفاظ على الثورة ومكتسباتها لأجيال اليوم، مثقفين وعموم الشعب.

شاهد أيضاً

“الفاو” تحذر من فيضانات مفاجئة ستشهدها اليمن خلال أيام.

  حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) من تزايد خطر الفيضانات المفاجئة بسبب هطول ...