السبت , أبريل 27 2024 الساعة 06 27
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / الحوثي والتعليم

الحوثي والتعليم

بقلم/ عبد الوهاب طواف

انطلق الحوثي في معاركه العبثية للسيطرة على السلطة من أساس طائفي بمبرر المظلومية وبدعم إيراني وتسهيل وتمهيد من عناصر طائفية داخل الدولة؛ وفعلاً استطاع الوصول إلى القلب والسيطرة على أرض الشمال إلا أنه عجز عن تطويع القلوب والمشاعر.

اعتمد وقود من نوع خاص وقوي وفعال لإدارة وتشغيل مشروعه الطائفي؛ تمثل في جهل الناس وفقرهم وخصوصاً فئة الشباب الصغير في المناطق البعيدة عن العاصمة. اليوم وبعد سيطرتهم على السلطة؛ من المؤكد أن الحوثة سيطوروا وينموا نقاط ومكامن قوتهم، فركزوا باستماتة للحصول والسيطرة على منابع النشء والشباب والمال والإعلام والسلاح؛ لنقل الجهل والفوضى إلى كل مدن اليمن؛ فكان لهم أن اختطفوا وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والإعلام والمالية والداخلية والدفاع والجمارك والضرائب والموانئ في حكومة بن حبتور “العجيب” في صنعاء.

ولأن الجهل أداتهم الفعالة للسيطرة على المجتمع؛ سيديرون دفة الجهل والتجهيل عبر ضرب أساسات التعليم والتنشئة والتقويم والتثقيف والتدريب والتأهيل؛ وتسهيل الغش بخطط مُحكمة ومدروسة، لضمان خروج جيل عاجز وجاهل وفاشل ومتخلف؛ و بالتالي سهولة توجيهه واقتياده إلى مجاهل العبث والتخلف والإنحطاط.

الكثير انزعج من عمليات الغش المنظمة في الامتحانات في مناطق سيطرة الحوثة، وتناسوا أن ما يسمى بوزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب لم يُعرف له مؤهل دراسي؛ وكذلك أخيه عبدالملك قائد ما يسمى بالمسيرة القرآنية لم يدخل مدرسة أو يُشاهد وهو يقرأ سورة قصيرة من القرآن؛ ومؤهلاتهم الوحيدة هي دروس تلقين الطائفية على أيدي غلاة التطرف والتشدد المذهبي والطائفي في غرف مظلمة بعيدة عن أعين الناس.

نحن أمام كارثة حقيقية ستدك أساسات الدولة والمجتمع وستشرد جيل كامل من أبناء اليمن قاطبة؛ والتصدي لها مسئولية الجميع.

ما يجري بفعل ممارسات الحوثة يتجاوز العقل والمنطق؛ والصراعات السياسية على السلطة؛ فنحن أمام ظاهرة شرعنة وتقنين الجهل والتخلف. اليوم الجميع وأولهم المؤتمر الشعبي العام مطالبين بالوقوف أمام هذه الكارثة المدمرة للمجتمع اليمني. غداً سيتم رفض الشهادات والمؤهلات الجامعية في جميع دول العالم وسيتم رفض الطالب اليمني في الجامعات العربية والأجنبية؛ ولن يجد الشباب أمامهم إلا ساحات الحرب والتخلف الحوثية، لتدمير اليمن ومحيطها الإقليمي.

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...