السبت , أبريل 27 2024 الساعة 03 41
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / عندما تفقد البوصلة .. الزبيدي على خطى عبد الملك (تقرير خاص)

عندما تفقد البوصلة .. الزبيدي على خطى عبد الملك (تقرير خاص)

وطن نيوز – خاص

يبدو الوضع السياسي في اليمن هذه الأيام أكثر وضوحا من ذي قبل، بعد اتضاح الرؤية حول الخلفيات السياسية لمختلف الأطراف في الساحة اليمنية، وإظهارها لتوجهاتها السياسية والفكرية بشكل بات أكثر تجليا من أي وقت مضى.

 

حتى وقت قريب كانت بعض الأطراف السياسية الناشئة تتخفى تحت ستار الشرعية والمقاومة، وتعمل ليل نهار على تجنيد الأتباع وإعداد العناصر المسلحة، وتتحين الفرصة المناسبة لفرض مشروعها اللاوطني، والمرفوض محليا ودوليا.

 

القيادة الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، كانت بالتأكيد مدركة لهذه التحركات، وأعطت هذه الأطراف جزءا من المسؤولية والمناصب الحكومية، وأتاحت لها الفرصة لتظهر للرأي العام طريقتها في ممارسة العمل السياسي ونظرتها له، وما ستقدمه للمجتمع من خدمات وغيرها.

 

فشلت تلك الأطراف في إدارة المناصب التي أوكلت إليها، واستغلتها في خدمة مصالحها الشخصية الضيقة، وما إن أدرك الناس حقيقتهم، حتى ذهبت هذه الأطراف إلى حد بعيد من الطيش السياسي لتلقي اللوم بفشلها الذريع على الحكومة الشرعية، وتتذرع بأسباب واهية.

 

بعد ذلك جاءت مرحلة أخرى من مراحل كشف القناع وإظهار الحقائق، وتجلى ذلك عقب قرارات للرئيس هادي بإقالة محافظ عدن، وعدد من الوزراء، وكانت بمثابة النقطة الفاصلة في إظهار الحقيقة، بعد أن ظهر عيدروس الزبيدي رافضا لتلك القرارات متناسيا أن تعيينه في ذلك المناصب جاء بناء على قرار مماثل، معلنا بذلك المكايدة السياسية والقبول بما يحلو له فقط.

 

تطور الوضع بعد ذلك بقيام الزبيدي ومعه المحال للتحقيق هاني بن بريك وآخرين، بما سمي إعلان المجلس الانتقالي لإدارة المحافظات الجنوبية، وهو ما قوبل برفض رسمي وشعبي واضح، واعتبره الرئيس هادي في اجتماع بهيئة مستشاريه منعدم الأثر في أرض الواقع، أعقب ذلك تصريحا من دول التحالف أعلنت فيه التزامها بالحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، إلا أن الزبيدي وأتباعه لم يدركوا تلك الإشارات جيدا حتى الآن، رغم إعلانه في بيان تأسيس مجلسه التزامه بالتعاون مع دول التحالف العربي، ما يؤكد أن ذلك لم يكن إلا مغازلة لدول التحالف العربي، ليستمر تحرك الزبيدي بعد ذلك بين مد وجزر، دون أن يلقى مجلسه أي قبول من أي طرف كان.

 

خلال الأيام الماضية عاد الزبيدي وأتباعه للظهور من جديد، معلنين إقامة فعالية لإنهاء ما أسموه بالاحتلال، ولم يوضح الزبيدي أي احتلال يقصد، فمن يدير المحافظات الجنوبية اليوم هم أبناؤها، وهو الحال الذي ستكون عليه الدولة الاتحادية، بالإضافة إلى تواجد قوات من التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن، إلا أن الرد جاء على لسان خطيب ساحة المعلا الشيخ محمد رمزو، الذي أباح دم كل جنوبي لم يؤيد المجلس الانتقالي واصفا إياهم بالخونة، ولم يحدد هل تدخل دول التحالف العربي التي لم تؤيد المجلس الانتقالي ضمن هذه الاتهامات أم لا.

 

ما هو واضح وجلي أن الزبيدي ومنه معه يسيرون في مماحكاتهم السياسية سير الأعمى، متخبطين في اتخاذ قراراتهم التي لن يكون لي أي وجود على أرض الواقع، كون من يصدرها لا يملك أي سلطة تسمح له باتخاذ هكذا قرارات، ولم يدرك الزبيدي ما آلت إليه مليشيا الانقلاب جراء حماقاتها، إلا أن العمى السياسي ربما يطغى على صاحبه ليرديه أسوأ المهالك، سعيا وراء مشاريع ضيقة.

شاهد أيضاً

تحذير أممي من إفشال الحوثيين لجهود السلام.. تفاصيل جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن.

  أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الخميس، عن قلقهم إزاء تدهور الوضع الإنساني في ...