الأحد , أبريل 28 2024 الساعة 10 40
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / في حوار خاص مع “الوطن نيوز” .. إعلامي جنوبي: أي عودة إلى الانفصال ستكون بوابة للصراع والاقتتال الداخلي.. والحل في مخرجات الحوار الوطني

في حوار خاص مع “الوطن نيوز” .. إعلامي جنوبي: أي عودة إلى الانفصال ستكون بوابة للصراع والاقتتال الداخلي.. والحل في مخرجات الحوار الوطني

الوطن نيوز”خاص”

ونحن نعيش اليوم حالة حرب مؤلمة طال أمدها وكنا في غنى عنها بعد خروج اليمنيين بصياغة عقد اجتماعي جديد يؤسس لدولة موحدة عادلة، على أساس اتحادي وديمقراطية جديدة وفق مبادئ دولة الحق والقانون والمواطنة المتساوية، لولا نكث مليشيات الانقلاب للعهد وانقلابها على مخرجات الحوار والدولة الشرعية وتسببها في الوضع الذي نعيشه اليوم .

ونحن نصارع هذا الواقع، تحل علينا اليوم الذكرى الرابعة لاختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل والتي تصادف ال25 من يناير من كل عام .

وكما أشرنا في تقرير سابق نشره “الوطن نيوز”، إلى أن القضية الجنوبية مثلت القضية الأبرز في أروقة الحوار وتناولاته ومخرجاته طيلة ما يقارب العام؛ فإن هذا التقرير يسلط الضوء على القضية بشكل خاص .

فماذا حققت مخرجات الحوار الوطني للقضية الجنوبية؟
وكيف يمكن الاستفادة من الظروف الحالية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإنصاف القضية الجنوبية؟
ولماذا تعرقل بعض القوى المحسوبة على الجنوب تنفيذ مخرجات الحوار وترفض مشروع اليمن الاتحادي؟
ومن المستفيد من فشل المشروع الاتحادي وتفنيد جهود الحوار الوطني ومخرجاته؟
وما تقييم أداء القيادة السياسية وخطواتها بالنسبة لطريق مشروع اليمن الاتحادي؟
وما مآلات ومسارات القضية الجنوبية في ظل الأوضاع الراهنة ؟ .

ولوضعكم أمام صورة جلية تجاه هذه التساؤلات وإجاباتها؛ قمنا في “الوطن نيوز” بإجراء حوار مع أحد إعلاميي الجنوب البارزين، وهو الإعلامي المعروف نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة، الزميل “عبدالرقيب الهدياني” .

وقبل الولوج لحديثنا مع الهدياني، نشير إلى أن مخرجات الحوار الوطني الشامل ضمنت حلولا جذرية للقضية الجنوبية، وضمنت تمثيل الجنوب في كل سلطات الدولة القادمة بنسبة 50 بالمائة في السلطة التنفيدية والتشريعية والقضائية وكذا مؤسستي الجيش والأمن .

وضمت الوثيقـة الوطنية لمخرجات الحوار الكثير من النصوص فيما يتعلق بالقضية الجنوبية في إطار محددات
قانون العدالة الانتقالية وملف ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان والإخفاء القسري وبشكل خاص من عام 2007 في إطار كشف الحقيقة و جبر الضرر ورد الاعتبار والاعتذار وتخليد الذكرى، وكذا ملف الاحتجاجات السلمية، كما وردت عدد من النصوص فيما يتعلق باسترداد الحقـوق والأموال المنهوبة جراء سوء استغلال السلطة و معالجة الاختلال في المؤسسات الأمنية والعسكرية والقضايا المتعلقة بالتنمية والتمكين الاقتصادي في المحافظات الجنوبية.

وتمثل الدولة الاتحادية – بحسب مخرجات الحوار – قطيعة كاملة مع تاريخ الصراعات والاضطهاد وإساءة استخدام السلطة والتحكم في الثروة.

وقد خرجت لجنة الأقاليم برئاسة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم كالتالي: إقليم حضرموت (عاصمته المكلا، ويضم محافظات حضرموت، وشبوة، والمهرة، وسقطرة)، وإقليم سبأ (عاصمته مأرب، ويضم محافظات مأرب، والجوف، والبيضاء)، وإقليم عدن (عاصمته عدن، ويضم محافظات عدن، وأبين، ولحج، والضالع)، وإقليم الجند (عاصمته تعز، ويضم محافظتي تعز، وإب)، وإقليم أزال (عاصمته صنعاء، ويضم محافظات صنعاء، وصعدة، وعمران، وذمار)، وإقليم تهامة (عاصمته الحديدة، ويضم محافظات الحديدة، وريمة، وحجة، والمحويت).

أهم مشروع دولة ينجزه العقل اليمني

في بداية حديثه معنا، يقول الإعلامي الجنوبي (عبدالرقيب الهدياني) إن “وثيقة الحوار الوطني التي تمخض عنها مؤتمر الحوار، تبقى أهم مشروع وتصور للدولة أنجزه العقل اليمني حتى الآن؛ حيث تعد الوثيقة خلاصة جهد استمر 9 أشهر وشاركت في إنجازها مختلف المكونات في المجتمع وحصلت على تأييد ومباركة الإقليم والمجتمع الدولي بما حوت من تصور تجاوز مشكلات نصف قرن ووضع الأسس لمستقبل يحقق الشراكة في السلطة والثروة لكل فئات ومكونات المجتمع ويمنع المركزية؛ وهما القضيتان الأساسيتان ومحور الصراع والمشكلات والحروب التي عصفت باليمنيبن حتى اليوم” .

وفي ظل الأوضاع الراهنة التي نعيشها اليوم، يؤكد الإعلامي الهدياني أن “الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى للعمل على تطبيق وثيقة الحوار الوطني، خصوصا والشعب اليمني قد أنهكته الحرب والدمار والقتل والتشريد والمشاكل التي عصفت به في كل مناطق الوطن” .

ومما يعزز مناسبة الظروف لتنفيذ مخرجات الحوار، “هذا الإجماع العربي والدولي تجاه القضية اليمنية ودخول الأشقاء في التحالف العربي في معركة تحرير الوطن من الانقلاب ودعم الشرعية”، بحسب الهدياني .

الدولة الاتحادية؛ ضمانة أكيدة لاستقرار الجنوب

وفيما يخص موضع القضية الجنوبية في مخرجات الحوار الوطني وما حققته تلك المخرجات للقضية، يقول الإعلامي الهدياني لـ “الوطن نيوز” : “وثيقة الحوار حلت كل القضايا العالقة ومنها القضية الجنوبية في إطارها الوطني من خلال الفيدرالية والأقاليم بحيث يحكم كل إقليم عبر أبنائه مع صلاحيات كاملة لكل الأقاليم؛ وبهذا ينتهي تغول المركز وهو ما شكى منه الجنوبيون نتيجة الإقصاء والتهميش” .

ويضيف الهدياني: “كما تمثل وثيقة الحوار بما فيها من حلول للقصية الجنوبية ضمانة أكيدة لاستقرار الجنوب في الدولة الاتحادية بعيدا عن مشاريع التقسيم والانفصال المطروحة من قبل بعض الجنوبيين والتي تحمل مخاطر كثيرة، منها عدم الاستقرار وتفشي الصراعات المناطقية التي عانى منها الحنوب سابقا وبسببها نشبت الحروب كأحداث 13 يناير 1986م والتي راح ضحيتها الآلاف” .

ويؤكد “وبالتالي تبقى الفيدرالية في إطار اليمن الواحد حلا لتجنب كل هذه المخاطر” .

دافع عدمي في ظل واقع متغير

تعالت اليوم بعض الأصوات في جنوب الوطن منادية بالانفصال والانقلاب على الشرعية ونسف مخرجات الحوار ومشروع الدولة الاتحادية من جديد على غرار ما حدث في شمال الوطن من قبل مليشيات الحوثي الإيرانية وحلفاءها.

وتعقيبا على تساؤلنا عن سبب رفض تلك الأصوات الجنوبية لمخرجات الحوار الوطني وللشرعية وللمشروع الوطني الجامع متمثلا في الدولة الاتحادية العادلة؛ يجيب الهدياني أن ذلك قائلا: “بدافع عدمي يعتقد بعض الجنوببين أن مشروع الانفصال سيحقق للجنوب وضعا أفضل وهو اعتقاد خاطئ ﻷن الانفصال لن يعيد دولة الجنوب الواحدة التي كانت قائمة ما بين 1967م و 1990م بل إن الظروف والوقائع والقوى تغيرت في واقع الجنوب ” .

ويشير إلى أن “هناك اليوم طموحات لانفصال حضرموت والمهرة، وعدن لن تقبل شركاء الصراع أبين والضالع الذين تحاربوا على ساحتها لربع قرن” .

ويضيف: “وبالتالي أي عودة إلى الانفصال ستكون بوابة للصراع والاقتتال الداخلي في الجنوب، وخير دليل على ما اقول هو هذا التفكك اليوم في مكونات الحراك الحنوبي وظهور الصراع المناطقي في عدن “.. مؤكدا أن “الحل لكل ذلك هو في مخرجات الحوار الوطني” .

المستفيد من فشل مشروع اليمن الاتحادي

وفي خضم الواقع الذي نعيشه اليوم، ويكافح اليمنيون ومعهم إخوانهم في التحالف العربي لأجل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتحقيق مشروع اليمن الاتحادي، يعتقد الهدياني أن “لا مستفيد من فشل المشروع الاتحادي سوى الفاسدون الذين يسعون للهيمنة على الثروات ونهب الأراضي، وأذرع ايران الذين يريدون توسيع نفوذهم إلى الممرات الدولية في كل البلاد، ومثلهم الانفصاليون الذين يعتقدون خطأ أن ذلك سيعيدهم إلى الحكم والتفرد على المحافظات الجنوبية ” .

خطوات مؤكدة نحو اليمن الاتحادي

وبخصوص تقييمه لسير القيادة الشرعية في طريق مشروع اليمن الاتحادي وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، يؤكد الإعلامي الجنوبي عبدالرقيب الهدياني أن “الحكومة الشرعية تعمل على استعادة سيطرتها على كامل اليمن لتطبيق مخرجات الحوار واليمن الاتحادي باعتباره المشروع الوحيد القابل للتحقيق والمدعوم شعبيا وعربيا ودوليا” .

مشيرا إلى أن “كل الخطوات اليوم تؤكد أن السلطة الشرعية ذاهبة في هذا الاتجاه بعد إنهاء الانقلاب واستعادة صنعاء” .

ومع الإجماع المحلي والإقليمي والدولي الداعم للقيادة الشرعية؛ فإن القضية الجنوبية في طريقها للحل وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل وفي إطار مشروع اليمن الاتحادي العادل برغم الأصوات الشاذة الساعية للفوضى والتخريب وإشعال فتيل الاقتتال الداخلي في المحافظات المحررة بعد أن طوى اليمنيون صفحته للأبد واتخذوا قرارهم التاريخي وبدعم من الأشقاء في التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية .

وما خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة والضخمة والتي أعلنها ودعمها التحالف بقيادة السعودية لدعم اليمنيين ورفع معاناتهم وربط محافظات شمال الوطن بمحافظات جنوبه، وكذا زيارة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر إلى العاصمة المؤقتة عدن وتنفيذه لاجتماعات وزيارات هامة وخصوصا بعد إعلان الحكومة الشرعية لموازنة الدولة للعام الجاري وكذا عزمها عقد مجلس النواب الشهر القادم لإقرار الموازنة في العاصمة المؤقتة عدن، ذلك خير دليل على حقيقة وواقعية ما ذهبنا إليه

شاهد أيضاً

دورة تدريبية لتأهيل 50 امرأة في مجال الصناعات الغذائية بمأرب .

  افتتح وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح اليوم، دورة تدريبية لتأهيل 50 امرأة من ...