الأحد , أبريل 28 2024 الساعة 07 09
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / ثورة 26 سبتمبر.. البداية والنهاية!

ثورة 26 سبتمبر.. البداية والنهاية!

كتابات: صلاح الواسعي

ونحن على مشارف إشعال الشمعة ال59 لثورة 26 سبتمبر المجيدة. ربما هناك من يتساءل الآن: ما الذي حققته الثورة ويستحق أن نحتفل به؟ المشهد في اليمن يرجع للوراء. إلى ما قبل 62.. اليمن الشمالي تحكمه الإمامة، واليمن الجنوبي تتحكم به قوى أجنبية. كيانات صغيرة تنبت هنا وهناك تكشف عن هوياتها اللاوطنية. اليمن الجمهوري بات ورقة متسخة في يد قوى أجنبية هي ذات اليد التي أمسكت بالنظام الملكي قديما ..عن أي ثورة تتحدثون؟

في البداية يجب علينا أن نعترف بأن تساؤلاً كهذا له مشروعيته ووجاهته. بل واجب علينا أن نبحث له عن جواب. بشرط ألا يستند الجواب على افتراضات ليس لها أساس على نطاق الواقع وأن يكون بمعزل عن سوق الشعارات السياسية ودعاية الحرب.

تكمن حساسية “سبتمبر” في أنه الحدث التأريخي الذي ظل على مدى عقود يشكل الفكر السياسي اليمني. وتكمن الخطورة أكبر في كونه لا يخضع لأي تساؤلات ومراجعات نقدية أو دراسات تستخلص عصارة التجربة. إذ كل ما يمكن قوله عن سبتمبر هو التقديس والتضخيم فقط. وهذا سلوك حتى ولو بدى ايجابيا لجهة كونه تعزيزا للروح الثورية وغرساً لقيم الجمهورية إلا أنه يفرغ الحدث من مضامينه التأريخية بإحالته لمجرد ذكرى وكرنفال احتفائي لا يفيد بأي شيء.
إن عدم إعمال النقد في التأريخ يلغي وظيفته التأريخية ويجعل التأريخ مجرد أرقام جامدة وحكايات على أفواه العجائز لا تفيد إلا في مكافحة سأم الأيام.

وللأمانة لولا الإنقلاب الحوثي على الجمهورية اليمنية في سبتمبر2014 لرددتُ مع الحشد أن أهم منجز حققه سبتمر 62 هو التخلص من العهد الإمامي للأبد. وأنه أفتتح عهداً يمنياً جديداً هو عهد” الجمهورية اليمنية” انسياقاً مع المقولات التي كرستها الجمهوريات المتعاقبة على سبتمبر 1962 وحتى اليوم. إن سبتمبر 2014 مثل لحظة الإرتباك الحقيقي للتأريخ ومسلماته. كشف عن خواء معرفي وزيف تأريخي واستغباء الواقع والتأريخ. فها هي الإمامة عادت مجدداً لواجهة المشهد السياسي متجاوزة كل الحقائق والمسلمات بأفول نجمها للأبد.

إن غياب النقد التأريخي في اليمن هو المسؤول الأول والأخير عن كون التأريخ يعيد نفسه. التأريخ اليمني كان أداة من أدوات السلطة يتم توظفه كدعاية تحريض وتحشيد سياسي لصالح النظام، وكجانب تعبوي أيديولوجي وظفته الأحزاب والكيانات..البيوتات والقبائل والبرجوازيات استخدمته كمطية للوصول الي السلطة. لم تنشأ حركة نقد تأريخي في اليمن بمعزل عن السلطة ونفوذها.

ما الذي حققته ثورة سبتمبر! ولماذا لا بد أن نحتفل بهذا الحدث العظيم؟! الحقيقة ان سبتمبر 62 مثل نقطة فارقة في تأريخ اليمن يستحق الإحتفاء. لكن الحقيقة التي ظلت غائبة أن تصالح عام 70 بين الجمهوريين والملكيين لم يكن النهاية وإنما كان البداية. هذا ما ينبغي أن يقال ويتم تكريسه في وعي الأجيال. على طول الخط يجب أن يبقى السؤال الثوري السبتمبري مفتوحاً على مصراعيه. ومع كل ذكرى سنوية يستعيد ثوريته. لا أن يصبح الحدث مجرد عيد كرنفالي يخدر الجماهير.

لو شئنا الدقة، لقلنا أن ما حققته ثورة 26 سبتمبر فقط أنها “أوجدت الثورة كفعل تأريخي” بما يمكن أن يقال عن مكتسباتها التي ترافق أحداثها المتقلبة على امتداد عمره البالغ 58 عاما، ولا شيء آخر.!

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...