الإثنين , أبريل 29 2024 الساعة 15 14
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / تلغيم عقول النشء تأسيس لحرب طائفية والحسم هو الحل”تقرير خاص”

تلغيم عقول النشء تأسيس لحرب طائفية والحسم هو الحل”تقرير خاص”

 

 

يمر بلدنا الحبيب بأزمة هي الأسوأ و الأكثر تعقيدًا منذ انقلاب الحوثيين على السلطة قبل أربع سنوات وكان للتعليم منها النصيب الأكبر، فلقد عمد الحوثيين على تلغيم عقول النشء بما يتناسب وتوجههم الطائفي، عبر زرع الخطاب الطائفي في المناهج الدراسية، لينشئ جيل معاق فكريًا وأخلاقيًا واجتماعيا هدفه العداء لكل ما يتناقض مع ما تم زرعة، ولن نستطيع حل هذه الكارثة مالم يتم الحسم العسكري في أقرب وقت ممكن.

التأسيس لحرب طائفية

وقال الكاتب الصحفي حسين الصوفي أن الحوثيين عمدوا منذ اللحظة الأولى إلى العمل على تفخيخ المجتمع، وهذا ما يؤكد أنهم أداة لمشروع غربي لتفخيخ المجتمع وتفكيك نسيجه الاجتماعي، وتفخيخه للمستقبل، فهم لا يريدون السيطرة على الدولة، وإنما انقلبوا للعبث بالمستقبل بزرع الطائفية، التي لم تكن على الاطلاق موجودة في الشعب اليمني.

ولفت أن الفرز الذي كان موجودا قبل الانقلاب ” زيديًا ، شافعيًا” كان فرزًا جغرافيًا، ولا أثر له مذهبيًا ولا فكريًا ولا عقائديًا، وما تعمله مليشيا الحوثي أنها تزرع الطائفية، وتعبث بالتعليم، وتؤسس لحرب طائفية حتى لو تم السلام ووصل الناس إلى حل سياسي، فإنها قد فخخت العقول، مما يستدعي الانتباه لهذه الكارثة.

وأضاف الصوفي.. أن مشكلة تعبئة العقول تتجاوز التعبئة في الجبهات والتحريض الإعلامي واستخدام المصطلحات الإيرانية، التي تصف المنافق و “المرتزق” حتى الشعار الذي يعتبر إيراني بحت، وتسعى الدول في المجتمع الدولي التي تعمل على إطالة الحرب في اليمن إلى إعطاء الحوثيين فرصة  لتفخيخ المجتمع، ويمكن أن تحل بالحسم العاجل، لأن تأخير الحسم العسكري يعمل على عرقنة المجتمع اليمني.

ويؤكد أن ما يجري في اليمن ليس انقلابًا سياسيًا فقط، بل هو انقلاب اجتماعيًا ودينيًا وفكريًا وايديولوجيًا، وهو انقلاب على القيم الاجتماعية، وإن لم يتم الحسم في أسرع وقت فإننا سنواجه كارثة مستقبلية، قد تقودنا إلى الخطر العراقي. وسندفع ثمنها جميعًا.

إحداث شرخ مجتمعي

أما الأستاذة الجامعية دولة أحمد فقالت بأن التعليم منذ أواخر العام 2014 شهد انحدارًا وتراجعا ملحوظا ، صاحبه خطابا تعبويًا تحريضيًا، فلقد عمدت “جماعة الحوثي” على حشره ضمن برامج التعليم العام والجامعي.

ولجأ الحوثيون إلى تحييد الخطاب الوطني الجامع، وتمييع قيم الجمهورية والثورة والديمقراطية، في مقابل ما يمكن أن نطلق عليه ( مذهبة ) الرسالة التربوية والتعليمية والسطو على عقول النشء والشباب، عبر فرض برامج إذاعية مدرسية موجهه، وابتداع احتفالات ذات طابع طائفي استعدائي، مرورا بتخليق سلطة موازية لسلطة الإدارات المعنية في المدارس والجامعات تقع على عاتقها  مهمة  التحشيد وقمع الأصوات المعارضة للتجاوزات والانتهاكات الجسيمة بحق المعايير واللوائح العلمية والأكاديمية.

وتضيف..  ولا يعتبر ذلك انتهاء بفرض مقررات جديدة أو إدراج مفاهيم وتوصيفات ضمن مقررات سابقة، هدفها إجمالا خدمة  التوجهات والأهداف السياسية والمذهبية للجماعة، وأن المشكلة الأكبر لا تقتصر على مثل هكذا ممارسات، بل يتجاوزها إلى التبعات المستقبلية المترتبة على تدجيج عقول جيل بأكمله بثقافة العنف والطائفية الوافدة على المجتمع اليمني، وإحداث شرخ مجتمعي بين طبقات وفئات الشعب المختلفة، علاوة إلى خلق حالة من الانفصام في الولاء والانتماء الوطني ، وهذه لوحدها كارثة تحتاج لعقود مع افتراض توافر الإرادة والدولة القادرة  على جبر الضرر للأسف الشديد.

تلغيم عقول النشء

من جانبه قال الصحفي حسن الفقية “يتشكل حاليًا في مناطق سيطرة الحوثيين جيلا جاهلاً وملغمًا “طائفيا”، كل عدته التعليمية ملازم وزوامل، لا يسمع ولا يعي ولا يدرك إلا كل ما يتعلق بالمسيدة والحرب والموت والمظلومية والظلام.. ويقول” ستتفاقم خطورة هذا الجيل كلما طال أمد تحرير البلاد من الخرافة والظلاميين.. وسيكون لدينا جيل عاق لأسرته ووطنه وجمهوريته في ظل غياب وصول وسائل الإعلام التي تفضح ممارسة الكهنوت إلى الأرياف.

ويؤكد أن حرمان المعلمين في مناطق سيطرة السلالة من رواتبهم متعمد من أجل عزوفهم عن تعليم الطلاب، واستبدالهم بأمميين وجهلة وأطفال محسوبين عليها ليتم حشو وتلغيم عقول النشء بأفكارها المارقة والدخيلة، يأتي ذلك بالتوازي مع تكثيفهم لدورات “ثقافية” تستهدف البشر والشجر والحجر ولا تستثني أحدا لتطبيع الجو العام والبيئة المحيطة. وتكون النتيجة جيل ضائع وتائه ومعاق ذهنيا وتعليما لا يعرف إلا رفع ذراعه عاليا وهزه لا إراديا كلما سمع أو شعر بما يوحي بصرخة الخراب والدمار..

أصبح التعليم لعبة

استهلت الأستاذة نجوى العبسي حديثها عن التعليم في ظل الانقلاب الحوثي بـ ” إذا أردت ان تجهل شعباً فعليك بالتعليم، ونحن في هذا العهد الجديد الذي يسمى “عهد الحوثي” نلاحظ ونجزم بأن التعليم أصبح مجرد لعبة يحركها الحوثة كما يشاؤون. وأصبحنا أكثر إدراكًا بأنه لا يوجد تعليم كما رسمته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، فلم تحظى هذه الثورة بهذا المبدأ الا في العشر السنوات الأولى من قيامها “عهد الحمدي”.

وتؤكد العبسي.. بعد فترة الحمدي أصبح الغرض من التعليم مجرد تجهيل الشعب، وجعله أداة لتسيير مؤامراتهم ومخططاتهم الكهنوتية، ليجعلوا الشعب عبداً مملوكاً في أيدي ما يسمون أنفسهم “السادة” عن طريق تعيين مدراء مدارس موالين لهؤلاء الجماعة، لكي ينفذوا كل المخططات التجهيلية للشعب.

وتضيف.. ما يؤرخ في المناهج الدراسية من بطولاتهم المزعومة والإذاعة المدرسية والخطابات التي تلقى في شاشات التلفاز انتهاءً بدعوة الشباب لحمل السلاح، بحجة محاربة الإرهاب والتطرف وفي الحقيقة ماهي إلا مدخل لبث وغرس الطائفية بين أبناء الوطن الواحد.

 

جيل من الجهلة

أما الطالب الصحفي مبارك اليوسفي فأكد بأن الانقلاب الحوثي أثر على المسار التعليمي بشكل كبير جدًا وقال “معظم المدارس والجامعات وخاصة التي تقع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي تأثرت كثير. إما من حيث فرض مواد طائفية أو طريقة تعليم طائفية معينة، أو من هروب الكادر التعليمي وخاصة المعارض للسياسة الحوثي”.

 

وعن حديثه حول الخطاب الطائفي يقول “إضافة مواد جديدة إلى المقررات الجامعية يعتبر استهداف لتغيير عقائد الشباب” و يعلمه الكثير من الأشياء المغلوطة، التي تخدم سياسية الحوثيين، وهذه كارثة تستهدف الكثير من الطلاب. وهناك الكثير من المضايقات التي يتعرض لها طلاب الجامعة وهي كثيرة ولا حصر لها، كان أخرها منع الاختلاط بين الجنسين وعدم السماح للطلاب بالاختلاط في أي فعالية، ومنع من يريد الاحتفاء أو حتى إظهار نوع من هذا القبيل بعيد الحب.

ويضيف اليوسفي.. حدثني صديقي لي في جامعة عمران أن الجماعة اعتقلت قبل أكثر من أسبوع أربعة طلاب بسبب أنهم يراسلون بنات في الواتس آب حسب قولهم، و من حيث تلقي التعليم لدى الطالب، أصبح شيء بسيط جدا خاصة بعد أن تم استبدال الكثير من مدرسي المدارس والجامعات بأخرين أقل كفاءة وقدرة، وهذا ينعكس على الطلاب فهم بهذه التصورات يصنعون جيلا كاملا من الجهلة، والجيل الذي لا يعلم شيء سوى بعض المعتقدات المدخلة مؤخرا إلى التعليم والتي تخدم الجماعة.

شاهد أيضاً

رئيس مجلس القيادة الرئاسي يستقبل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي.

  استقبل فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي ومعه عضو المجلس ...