الإثنين , مايو 6 2024 الساعة 13 10
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / بن دغر والبلاغ المبين

بن دغر والبلاغ المبين

بقلم/ د.عبده البحش

في الذكرى الثانية لتحرير مدينة عدن التاريخية وعاصمة اليمن الاقتصادية من براثن المشروع الإمامي السلالي الصفوي الخبيث، تحدث معالي دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر حديث القادة الكبار الذين يضطلعون بمصالح شعوبهم ويسخرون كل طاقاتهم وجهودهم من أجل بناء أوطانهم والارتقاء بشعوبهم على كافة الأصعدة سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعلميا على أساس المبادئ العالمية المعروفة في الحكم الرشيد وأهمها الديمقراطية وحقوق الانسان والمواطنة المتساوية وهي القيم الأصيلة التي تضمن الاستقرار والتقدم والازدهار.

لقد استطاع الدكتور بن دغر أن يلخص في خطابه الشهير مكامن الخلل التي أوصلت اليمن إلى ما هي عليه من خراب ودمار ومجاعة ومرض وانهيار وتفتت للنسيج الاجتماعي اليمني والتي كان سببها العقلية الانقلابية المتخلفة والمتعجرفة والمتدثرة بثياب الطائفية الدينية السلالية الضحلة والعصبية القبلية العمياء التي كانت سبب خراب ودمار اليمن عبر التاريخ، ذلك لأنها تفتقر إلى ثقافة الدولة والنظام والقانون والمؤسسات العصرية التي أصبحت سمة أساسية من سمات الحكم الرشيد في عصرنا الراهن، الذي أفسده الحوثيون بعبثية شعاراتهم الغوغائية السلالية الطائفية بكل ما تحتوي من هوس الوصاية والولاية الخرافية وبكل ما تتضمن من نزعات الحقد والكراهية ضد اليمنيين أصحاب الأرض وسكانها الأصليين أحفاد مملكة سبأ وحمير ومعين وأوسان وكتبان ومملكة كندة وغيرها من الممالك اليمنية العظيمة.

لقد استطاع بن دغر في خطابه الرشيد وضع النقاط على الحروف والبلسم على الجروح مقدما النصح والإرشاد لكل السياسيين اليمنيين بمن فيهم خصومه أعداء الدولة اليمنية العصرية الحديثة وأعداء المواطنة المتساوية وأعداء اليمن الاتحادي الذي أصبح خيار اليمنيين جميعا، حيث خاطب بن دغر كافة الأطراف السياسية المتصارعة مطالبا إياهم بسرعة الاستجابة لصوت العقل والحكمة والاحتكام إلى الحوار معلنا أن دم اليمني على اليمني حرام بل إن دم الانسان على الإنسان حرام، وشتان بين من يحرص على حياة اليمنيين ودمائهم وبين من يجند أطفالهم ويرسلهم إلى المحرقة من أجل مشروعه السلالي العائلي البغيض.

إننا في أمس الحاجة إلى رجال وقادة شجعان من أمثال الدكتور بن دغر الذي تحلى دائما بالشجاعة والصراحة والحكمة والاتزان مخاطبا المتشددين في عدن والمتطرفين في صنعاء أنه لا مفر من الدولة الاتحادية كما أنه من المستحيل بقاء الوحدة اليمنية بشكلها القديم، إنها رسالة واضحة للمتخندقين في صنعاء والمتمترسين في عدن لكي يفهموا أنه لا مجال للأماني التي تضل أهلها وأن الخيار الوحيد والطريق السليم هو خيار الدولة اليمنية الاتحادية التي توافق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني والتي تحقق لليمنيين طموحاتهم السياسية والاقتصادية وتضمن لهم دولة عادلة تتوزع فيها السلطات والثروات على الجميع ولا تسمح لعائلة أو سلالة أو قبيلة أو فرد بالاستئثار والتحكم في القرار وفقا لمزاعم دينية سلالية خرافية أو مزاعم عنترية فارغة.

لقد تمكن معالي دولة رئيس الوزراء في خطابه التاريخي من رسم خارطة طريق سياسية سلمية لليمنيين جميعا تحت شعار لا ضرر ولا ضرار وهو مبدأ معروف في حل الإشكالات والصراعات السياسية داعيا الجميع إلى أخذ الدروس والعبر من التاريخ ومن هذه الحرب التي مضى عليها أكثر من عامين والتي لم تجلب لليمنيين إلا الموت والخراب والجوع والمرض والتدهور العام في كافة مجالات الحياة، وهذا ما يحتم على الجميع بقبول تسوية سياسية سلمية على أساس مخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية اليمنية والشروع في بناء ما دمرته الحرب المجنونة واستعادة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد والعيش في سلام وأمان وحرية وعدالة اجتماعية ومواطنة متساوية وديمقراطية يشترك الجميع فيها على حد سواء.

إن خطاب الدكتور بن دغر يستحق المزيد من القراءة والدراسة والتحليل العميق لأنه الخطاب السياسي العقلاني الوحيد في زمن تصاعدت فيها خطابات التهديد والوعيد من كافة الأطراف المعبأة بكل ألوان الحقد والكراهية والمتشبعة بالروح الأنانية والاقصائية ذات النزعات الانتقامية الشريرة.

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...