الأحد , مايو 5 2024 الساعة 19 36
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / سد مأرب يفيض بالمياه من منفذه الطبيعي للمرة الأولى (صور)

سد مأرب يفيض بالمياه من منفذه الطبيعي للمرة الأولى (صور)

متابعات ” الوطن نيوز- أوام أونلاين ”

بدأ سد مأرب يفيض من المنساح الجانبي الذي تم تجهيزه عند إنشائه قبل أكثر من ثلاثة عقود للتعامل مع حالات تدفق مياه الأمطار والسيول عليه بكميات كبيرة كما هو حاصل هذه الأيام التي تشهد فيها المحافظة ومعظم محافظات البلاد أمطارا غزيرة وصفت بأنها غير مسبوقة منذ عقود.

وسُجلت أمس الجمعة التي وافقت عيد الأضحى المبارك حالة مفيض المياه من منساح الروضة الواقع في منطقة حدير جان شرق جنوب السد حتى وصلت أطراف وادي عبيدة، دون أن وقوع خسائر بشرية أو مادية.

سد مأرب يفيض بالمياه من منفذه الطبيعي للمرة الأولى (صور)
السد فاض بالمياه لأول مرة من منفذه الطبيعي

وبحسب المهندسين المختصين، فإن هذا المنفذ أعدته الشركة المصممة للسد ليكون ممرا آمنا للمياه في حال تدفقها على السد بكميات كبيرة بهدف تخفيف الضغط على مركز الحاجز المائي للسد. وتعد هذه المرة الأولى التي تنساح فيها المياه من هذا الممر منذ إنشاء السد الجديد على حساب الإمارات عام 1986.

جانب من مفيض السد من منفذه الطبيعي

آمن ويتسع مياه أكبر

وقد أكد مدير مشروع السد، المهندس أحمد العريفي، أن السد آمن جدا من الناحية الفنية والاستيعابية ولا يوجد مخاوف من انهياره كما يُشاع في بعض المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي.

وأضاف في تصريحات صحفية أمس الجمعة أن “السد صمم قبل بنائه على احتمال أن يأتيه طوفان كل عشرة ألف سنة، وهو قادر على استيعابه، وله منفذا طبيعيا تبدأ المياه بالمفيض منه الى خارجه، وبعدها نحتاج الى 280 مليون متر مكعب من المياه زيادة استيعابية في السد لنبدأ الحديث عن الخطورة”.

وأوضح العريفي أن “السد ما يزال حتى الآن يستطيع أن يستوعب كمية هائلة من المياه تتجاوز مائة مليون متر مكعب حتى يصل إلى المفيض من المنفذ الطبيعي في حدود طاقته الاستيعابية الآمنة والطبيعية جدا”.

سد مأرب يفيض بالمياه من منفذه الطبيعي للمرة الأولى (صور)
تدفق المياه باتجاه شرق جنوب السد

من جهته، قال المهندس سيف الولص، مدير مكتب الزراعة والري بالمحافظة، “إن المياه الواصلة إلى بحيرة سد مأرب بفضل الأمطار التي شهدتها اليمن مبكرا في العام الحالي تشكل ما يقرب من 43 في المئة من سعة البحيرة القصوى والبالغة 660 مليون متر مكعب، وتبلغ كمية المياه التي وصلت السد حتى الآن 285 مليون متر مكعب، وهو ما يشكل نسبة 71% من سعة السد قبل الوصول إلى المفيض والمقدرة بـ400 مليون متر مكعب”.

انفوجرافيك للسعة التخزينية للسد

وأكد في تصريحات لموقع المحافظة، أن المكتب قام بفتح بوابة السد سابقا ورفع مؤخرا كميات المياه الخارجة من بوابة السد عبر قنوات التصريف وفق برنامج الري المعد من مكتب الزراعة استعدادا للموسم الزراعي، مبشرا بموسم زراعي وفير.

تطمينات واهتمام بالسد والنازحين بجواره

وكان محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، زار السد يوم الخميس، وأكد من هناك في رسالة تطمينية للمواطنين أن “المهندس الذي رافق عمليات انشائه وتشغيله منذ لحظاته الأولى والمسئول الفني عنه، والأكثر خبرة علمية وعملية بالسد وجوانبه الهندسية والفنية، أكد له بأن السد آمن جداً ولا صحة لما ينشر ويثار من مخاوف”.

سد مأرب يفيض بالمياه من منفذه الطبيعي للمرة الأولى (صور)
محافظ مأرب خلال زيارته للسد مع المهندس المختص

ووجه المحافظ “الجهات المختصة بتوفير كافة المتطلبات الخاصة بالصيانة حاليا وبصورة عاجلة وكلما احتاج الى ذلك وبشكل دائم واعتبار عملية الصيانة للسد من اولويات اهتمامات السلطة المحلية وفي مقدمة المشاريع الاستراتيجية”.

وخلال الأيام الماضية، وصلت كميات المياه الواصلة للسد من الأمطار والسيول إلى امتداداته الطبيعية في وادي ذنه لتغمر خيام النازحين القاطنين هناك منذ سنوات، قبل أن يتم نقل العديد منهم إلى مناطق بعيدة عن السد تحسبا لتمدد المياه في عمقه الجغرافي.

وقد شكّل المحافظ لجنة لتقييم أضرار واحتياجات النازحين تمهيدا لتقديم المساعدات اللازمة من قبل السلطة المحلية، داعياً “المواطنين من أبناء صرواح والنازحين القاطنين في وادي ذنه خلف السد، إلى مراعاة المنطقة الجغرافية الخاصة بالسد وامتداده الطبيعي وأن لا يبنوا فيها أو يسكنوا حتى لا يتعرضون لأضرار السيول واتساع مساحة السد، خاصة وانهم يعلمون أنها منطقة جغرافية أصبحت من ملاك السد المتفق عليها عند إنشائه والموثقة رسمياً وصرفت لأصحابها التعويضات المناسبة في حيتها عن تلك الاراضي”.

نازح يجمع ما تبقى له من أعواد عشته في وادي ذنه

تاريخ السد المعجزة

يعود تاريخ بناء السد القديم إلى بداية الألفية الأولى قبل الميلاد، وذُكر في النقوش المسندية باسم “عرمن” أي العرم، ووصف بالعجزة الهندسية في الجزيرة العربية، ويعتبر من آثار مملكة سبأ القديمة.

وتقول العدد من المصادر التاريخية، إن المهندسين القائمون عليه قاموا بمعاينة الأرض المقام عليها السد قبل إنشائه، ثم بدؤوا ببنائه حسب ما أعدوه من مخططات هندسية متقنة، ويمكن وصفه بأنه حائط حجري كبير جداً، تم إقامته في موقع يعتبر نقطة خروج السيل من الوادي، ويمتد السد من الناحية الجنوبية لمسافة ستمائة وخمسين متراً نحو الشمال، ويحتوي على أبواب تفتح وتغلق وفقاً للحاجة المتطلبة لمرور الماء منها.

ووفقاً لتلك المراجع، فقد قاموا ببناء السد باستخدام الحجارة، وتم نحت هذه الصخور المقطعة بكل دقة ومهارة عالية، وقاموا برصفها فوق بعضها البعض بالربط بينها باستخدام مادة الجبس. كما قاموا باستخدام القضبان الأسطوانية المصنوعة من مادتي النحاس والرصاص البالغ طول القضيب الواحد منها ستة عشر متراً، ويصل طول قطرها إلى نحو أربعة سنتيمترات وتستخدم بمثابة مسمار فتوضع داخل ثقوب الحجارة لتندمج فيما بعد بصخرة ليتم منح السد القوة والثبات أمام الكوارث الطبيعية كالزلازل والسيول القوية وغيرها.

سد مأرب يفيض بالمياه من منفذه الطبيعي للمرة الأولى (صور)
بقايا سور سد مأرب القديم

ساهم السد الذي يُوصف بأكبر نظام للري آنذاك وقياسا بالزمن، في ازدهار مملكة سبأ في القرن التاسع قبل الميلاد وتحوّلت أراضي مأرب إلى بساتين خضراء ذكرها الله في القرآن الكريم.

تعرض السد طوال تاريخه لانهيارات عديدة، حيث يشير بعض المؤرخين إلى أنه انهار مرات وبعضهم يقول خمس مرات وفي كل مرة كان اليمنيون يعيدون بنائه بالتعاون والتكاتف ويتغلبون على صعوبات زمنهم.

السد الجديد

بُني السد الجديد في عام 1986 بدعم من رئيس دولة الإمارات العربية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على بُعد ثلاثة كيلو متر من مكان السد القديم عند خط عرض 15.30 درجة شمالا وخط طول 45.30 شرقا.

تبلغ مساحة بحيرته 30 كيلومتر مربع ويتسع لـ 400 مليون متر مكعب من الماء فيما تعمل بوابة التصريف الخاصة به بطاقة قدرها 35 مترا مكعبا في الثانية وذلك لزوم ري حوالي 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وفق العديد من المصادر.

يبلغ عمق الجسم الخرساني لهذا السد 60 مترا ومساحته 24 ألف متر مربع وطوله 763 مترا وعرضه عند مستوى سطح الوادي 337 مترا وعند مخرج المياه من بوابة التصريف 195 مترا كما بلغ إجمالي حجم الردميات في جسم السد 3 ملايين متر مكعب وتم إزالة 200 ألف متر مكعب من الصخور من جانبي الموقع وتغطية جسم السد بصخور بلغ حجمها 100ألف متر مكعب وقد شارك في إنشائه حوالى 400 مهندس واستشاري وعامل وفني وإداري وغيرهم.

شاهد أيضاً

تفجير المنازل وتهجير السّكان.. قواسم مشتركة بين الإرهاب الحوثي والاحتلال الصهيوني.

متابعات الوطن نيوز- 26 سبتمبر في الـ 10 من مارس 1948 اجتمع قادة الحركة الصهيونية ...