الخميس , مايو 2 2024 الساعة 02 52
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / هادي هو الخيار الأمثل لمستقبل الدولة الاتحادية

هادي هو الخيار الأمثل لمستقبل الدولة الاتحادية

بقلم/ ذكرى العراسي

حرصت طوال الفترة الماضية الابتعاد عن الاسلوب الاعلامي بتوجيه رسائلي عبر هذه الصفحة وحرصت أن تكون رسائلي عفوية وسلسة لتصل للعامة.

والتزمت الصمت رغم الاتهامات التي ألحقها بي البعض من الذين لا يهمهم وطن ولا أبرياء تدفع ثمن حرب لا أحد يعلم متى ستنتهي .. وكل همهم مصالحهم الشخصية فحسب.

ولكني اليوم أجد بأن لا بد أن أتكلم باللغة الإعلامية التي لم تعهدوها مني من سابق لأنها ستكون آخر رساله أوجها لأهلي وأحبابي داخل الوطن بشكل عام وعدن بشكل خاص لأن المعادلة السياسية تغيرت.

فكروا بمستقبل أولادكم واستفيدوا من دروس الماضي وتذكروا بأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.

كلنا نحلم باستعادة الدولة الجنوبية بنظامها وثقافتها وتحضر أبنائها ولكن هل سيتحقق ذلك دون أن تسبقه خطوات عقلانية نضمن للمواطن حقوقه .. أم أنها مسألة تحدي وتصفيات حسابات والمواطن البسيط يدفع ثمنها بكل حرب ؟؟؟

صفوني بما شئتم لا يهم ..المهم عندي كلمة الحق التي تعودت أن أقولها مهما كلفني الثمن.

فقد راهن “عفاش” قبل خروجه من السلطة 2012، على أن المراحل التي ستعقب خروجه من الحكم، ستتحول اليمن إلى كيانات مصغرة، ومشاريع صغيرة، و حالة من الفوضى و اللا ستقرار …

وذلك موثق في الكثير من خطاباته ..

لكن العقليات العنترية، والأمزجة العجيبة، لا تقرأ التاريخ ولا تريد أن تستوعب ما الذي يمكن أن يحدث عقب الخطوات القادمة …

و أقول (هااااااااادي ) و للمرة الألف، هو الخيار الامثل لمستقبل الدولة الاتحادية، التي تضمن لنا جميعاً تحقيق مشروع الاستقلال الناجز، في ظل مشروع كونفدرالي، يحقق التوازن المطلوب لرغبات أبناء الجنوب الحر، و مشروعية أحلامهم وتطلعاتهم ….

لكن الاجتزاء المفرغ من محتواه، هو الذي أوصل قضيتنا إلى ما نحن عليه اليوم، فما يسعى إليه الحوثيون في الشمال،

هو الوجه الآخر لما يسعى إليه الزبيدي في الجنوب ..

وكلاهما يحلمان بدولة معزولة عن العالم وسط سخط دولي واسع النطاق، فلا اعتراف ولا عملة ولا حدود ولا تمثيل دبلوماسي ….

يا نااااااااااس….

النضال المفرط، من أجل هدف بعييييييد، يمثل إنهاك للقدرات، وإضعاف للقوى الوطنية التي تعمل عليه ….

لماذا لا نمد أيدينا إلى هذا الرجل (هادي) و نوحد اتجاهاتنا وأهدافنا، خلفه، لعلمنا أن ما لم يدرك جله، لن يدرك كله ….

الفرص السانحة لا تتسكع على الأبواب، و اللحظات المضيئة تحتاج إلى قناص ماهر، يجيد فن الحسم في الزمن المناسب.

* هادي هو الذي شكّل النطاق الواسع لمنظومة الحوار الوطني، وأعاد للقضية الجنوبية ألقها وزخمها وجعلها قضية محورية في مستقبل الدولة الاتحادية …

* هادي هو الذي أفسح المجال لحالة الاستقرار الوطني بعد حروب ستة مع الحوثيين الذي كانوا مشردين في الجبال والجحور وجعلهم جزء من النسيج الوطني، لكنهم خذلوه، لأنهم أذرع مطاطية تلعب على كل ما ليس وطني ولا عربي بالمطلق ….

* هادي هو مهندس الصيغة الفيدرالية، وقائد الدولة الاتحادية، الذي نثق جميعاً أنه عمد إلى إعادة هيكلة الجيش العائلي وقزّم القيادات التي كانت محسوبة على النظام السابق وأصبحت تدير الوطن وفق مزاجها ورغباتها وأهوائها الشخصية وما نعانيه اليوم هو جزء من تلك التركة الثقيلة ….

* تأخير الرواتب.

* السطو على البنك وسياراته التي تنقل الأموال إلى الفروع في المحافظات المحررة.

* الانفلات الأمني وحالات الاغتيالات والاختطافات.

* الدعوة لمكون المجلس التنسيقي خارج إطار الشرعية الوطنية….

****

كل تلك القضايا هي النتائج الحقيقية والأولية ، لحالة الفوضى العفاشية والارتجال الأهوج ، لخلق مزاج جنوبي رافض لمشروعية الرئيس (هادي ).

يكفي أن نعرف جميعاً، أنه طوال عامين من الحكم، بذل أقصى طاقاته للوصول إلى وثيقة الحوار الوطني، السياج الآمن لمستقبل دولة الاتحاد، التي من خلالها، سيتحقق حلم الجنوبيين في استعادة مكون الدولة الجنوبية بقوانينها وأنظمتها وحقوقها المسلوبة …..

لكن ماذا نقول لحطاب الليل: ….

(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) صدق الله العظيم….

لا تضيعوا هادي من أيديكم….

فيضيع معه مستقبل الجنوب….

اللهم إني بلغت

اللهم فاشهد…

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...