الخميس , مايو 2 2024 الساعة 12 43
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / الشبـــاب وقـــود الحـــرب وصُنـــٌاع الســـلام

الشبـــاب وقـــود الحـــرب وصُنـــٌاع الســـلام

كتابات /عبــدالـرحمــن الـزبيـــب

يعتبر الشباب اهم العناصر المكونة للمجتمعات والرافعة القوية لانتشال اي مجتمع من واقعة السيء الى مستقبل افضل ان تم اتاحة المجال للشباب للقيام بدور ايجابي وفتح المسارات الايجابية لهم وتحفيزهم لسلوكها

وقد يكون الشباب ايضاً مطرقة لتدمير المجتمعات واخطر وسائل التدمير لها ان تم تجاهلهم وتم التضييق عليهم وعدم اتاحة المجال لهم للتعبير عن تطلعاتهم واحتياجاتهم وحصرهم في زاوية العنف الضيقة ليتحولوا الى قنبلة تنفجر في وجه الجميع وتحطم الحاضر وتدمر المستقبل

لاتشتعل اي حرب الا بوقود يمدها بالطاقة و يضمن لها الاستمرار مثلها مثل اي ماكينه ووقود الحروب هم الشباب وفي نفس الوقت الشباب هم صناع السلام اذا ماتم فتح المجال لهم للاستماع الى رؤيتهم

التي غالباً تعبر عن كبد الحقيقة بدلاً من تكتيكات كبار السن ومتاهاتهم التي لاتخرج الوطن الي اي واقع جديد ويستمر في دهاليز الماضي يتخبط فيها

للأسف الشديد ان جميع الاوطان التي تشتعل فيها نيران الحروب صوت الشباب  مغيب وليس حاضر بقوة في مراكز صنع القرار ولا يتم تمثيلهم في فرق التفاوض لجميع الاطراف ويتم حصر التفاوض والقيادة في كبار السن الذي لا يخرجون الاوطان الى بر الامان

وتستمر طاحونه الحروب بلاتوقف ويتم حصر وحشر الشباب في ساحات القتال فقط دون اشراكهم في القيادة والتفاوض لصناعة السلام لان الشباب وقود الحرب وباخراجهم منها تتوقف الحروب

يحتفل العالم في اليوم الثاني عشر من شهر اغسطس من كل عام باليوم الدولي للشباب منذ اكثر من سبعة عشر عام ففي تاريخ 17 كانون الأول/ديسمبر 1999 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 120/54 إعلان 12 آب/أغسطس من كل عام بوصفه يوما دوليا للشباب

ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشابات والشباب كونهن شركاء أساسيين في التغيير فضلا عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه أولئك الشباب والشابات في كل أنحاء العالم وكان اول احتفالية باليوم الدولي للشباب في 12/ اغسطس / 2000م

والذي يوافق ذكراها في عامنا هذا 2018م الأحد وفي كل عام يتم وضع شعار لليوم الدولي للشباب وشعار هذا العام 2018م هو إتاحة مساحات مأمونة للشباب بما يؤكد على اهمية افساح المجال للشباب للالتقاء ومناقشة جميع اهتماماتهم وتطلعاتهم في مساحات مأمونه خالية من العنف والضغط والتهديد وبما يطلق العنان للشباب للابداع في مجتمعاتهم والمشاركة في قيادة اوطانهم الى مستقبل اكثر اشراقاً

يحتفل العالم باليوم الدولي للشباب ووطني ينزف دماء الحرب ويستنزف طاقات الشباب فيها وبحسب احصائيات وتقارير الامم المتحدة الاخيرة يتضح لنا حجم الشباب في العالم حيث يوجد حالياً 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 سنة في العالم

وهذا هو أكبر عدد من الشباب على الإطلاق إلا أن 1 من كل 10 أطفال يعيش في مناطق الصراع و 24 مليون منهم لا يذهبون إلى المدارس وأدى غياب الاستقرار السياسي وتحديات سوق العمل والفضاءات المحدود للمشاركة السياسية والمدنية إلى زيادة عزلة الشباب في المجتمعات بالاضافة الى ان ثلث المهاجرين من الشباب

وهؤلاء الشباب في العالم هم قاطرة النمو والتنمية ان تم استثمار طاقتهم بشكل جيد وهنا تشابه كبير بين  طاقة الشباب والطاقة النووية فقد تنتج الطاقة النووية طاقة كهربائية مفيدة تشغل المكائن والاضاءه في المدن ان تم احتواء انفجارها والتحكم بشكل جيد بالطاقة الناتجة عنها ليتم تفريغها لمصلحة الشعوب وفي نفس الوقت

قد تتحول الطاقة النووية اذا ماتم كبتها ومنع تفريغ طاقاتها في مساراتها السلمية ستتحول الى قنبلة تدمير خطيرة جداً تنفجر بعنف لتدمر مساحات هائلة من الارض والبحار والسماء وتجعلها غير صالحة للعيش لمئات الاعوام

وكذلك طاقة الشباب ان تم افساح المجال لها لتتفجر في مساراتها الطبيعية الايجابية ستمد الاوطان بطاقة هائلة للبناء والسلام  وان تم كبتها والتضييق عليها فستنفجر في وجوه الجميع لتدمر الارض والسماء والبحار بحروب دموية طاحنه

قرار الحرب يحتاج الى عنفوان وقوة الشباب لاشعال فتيل الحروب وكذلك السلام يحتاج الى قوة وعنفوان الشباب ليقف في مواجهة طاحونه الحرب ويوقف دواليبها لن يصنع السلام في وطني الا الشباب بارادتهم القوية بقناعة كاملة بعيداً عن التكتيكات الضيقة الذي يشغلنا بها كبار الساسة ويبررون استمرار الحروب بان الوقت غير مناسب كونهم لايملكون قرار الحرب فكذلك لا يملكون قرار ايقافها الشباب فقط هو من يوقف الحرب

لماذا لا نسمح للشباب في وطني من جميع الاطراف للتعبير عن تطلعاتهم المشروعة في وطن خالي من الحرب والدمار ليحققوا فيه احلامهم الوردية التي تخنقها رائحة البارود انا متأكد بان الشباب اذا تم تمكينهم من الوصول الى مستوى صناعة القرار سيضغط زر ايقاف الحر
ب لانها تتن

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...