الجمعة , مايو 3 2024 الساعة 07 09
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / تحصين وحدة اليمن

تحصين وحدة اليمن

إفتتاحية الخليج:

الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة عدن، جنوبي اليمن، أمس الأول، قدمت دليلاً إضافياً، على أن مهمة استكمال تحرير البلاد من عصابة الحوثي التي تسببت بكل ما حدث، ويحدث، من حروب داخلية، لم تعد تحتمل التأجيل، وأن التسريع في تحرير ما تبقى من أراض لا تزال تقع تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين، هو الطريق الأفضل لتحصين اليمن من مخاطر الانزلاق إلى مخاطر فتنة داخلية لن يقبل بها تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية .

وقد كان موقف الإمارات إزاء التطورات السلبية التي شهدتها عدن واضحاً لا لبس فيه، إذ إنه ينطلق من موقف مبدئي وحازم باتجاه دعم التحالف العربي، ولن تثنيه الأصوات النشار التي تبرز بين فينة وأخرى في محاولة لشق الصف بين دول التحالف، كما هو الموقف الذي تتبناه قطر، التي بذلت خلال الأشهر الأخيرة جهوداً متواصلة لإحداث شرخ في التحالف الذي تظهر الحقائق تماسكه على الأرض من خلال الخطوات التي قام بها في تحرير مناطق الساحل الغربي، وانتزاع مدينة بيحان في شبوة من أيدي المتمردين الحوثيين، وتطويق صعدة، المعقل الرئيسي للانقلابيين، فضلاً عن قرب الشرعية من صنعاء، ما يشير إلى أن وتيرة التحرير في كل اليمن تسير وفق خطة مدروسة .

قوى التحالف العربي لدعم الشرعية بذلت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة جهوداً ضخمة، وقدمت، ولا تزال تقدم، دعماً غير محدود لكي يعود اليمن إلى محيطه العربي وهو موحد، وتحت سلطة وقيادة واحدة، ولخدمة شعب واحد، وتحقيق تنمية متوازنة لجميع الأطراف.

مع ذلك، فإن الأحداث التي شهدتها عدن، العاصمة المؤقتة لليمن، تحتاج إلى مقاربة متوازنة تجمع بين التمسك بالشرعية، وتصحيح الاختلالات القائمة، خاصة ما يتعلق بدور المكونات السياسية في إعادة بناء اليمن الموحد، بحيث يتم استيعاب الجميع لتجنب أية خضات في المستقبل. وقد عملت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم كل ما يكفل سير الحياة في المدينة، وبقية المدن المحررة بشكل طبيعي، وبالذات ما يتصل بالخدمات وتقديم المعونات الإنسانية، وهو موقف أخوي ثابت لن يتغير.

يدرك التحالف العربي أن الشرعية تواجه اليوم عدواً مرتبطاً بالخارج، حيث ينفذ أجندته السياسية والدينية، لذلك فإن الرؤية التي يستند إليها التحالف العربي، تتمثل في التمسك بالشرعية أولاً، وحماية المواطن اليمني من تأثير أي تحركات عسكرية يمكن أن تؤثر فيه، وفي سلامته.

من هنا تبدو الجهود المبذولة من التحالف العربي للتوفيق بين فرقاء الحياة السياسية في اليمن ضرورية لتجنب أية خطوات تصعيدية من قبل أي طرف يمكن أن يؤثر على دور التحالف العربي في اليمن، الداعم للشرعية، مع الرغبة في تصحيح أية اختلالات يمكن أن تؤثر في الأداء العام للشرعية، التي ينتظرها دور مهم في إعادة ترتيب أوضاع البلاد بشكل كامل.

 

شاهد أيضاً

“لندركينغ” يناقش مع سفير جيبوتي في أمريكا تأثير هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن “تيم ليندركينغ” ومعه نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون إيران والعراق ...