الأحد , مايو 5 2024 الساعة 18 42
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / مخطّط القوى العالمية وإفشال حما.س له!

مخطّط القوى العالمية وإفشال حما.س له!

بقلم “صدام الحريبي

بينما يجهّز من يحكمون العالم لتغييرات وخارطة وتحالفات جديدة، ومحاولة لمزيد من التعقيدات الإضافية، إذا بالقدر يشعل الحرب بين أوكرانيا وروسيا، الحرب التي ظنّها البعض مسرحية في البداية، لتثبت الأيام أنها كانت حقيقية، ودليل ذلك هو استمرارها، لأن المسرحيات لا تستمر كثيرا، كمسرحية “فاغنر” التي حُسمت خلال ساعات.

مرت الأيام وأصبحت الحرب الأوكرانية الروسية روتينا مملا، وكانت تركيا هي أفضل من استغلت هذه الحرب ولعبت دورا ذكيا في هذه من وجهة نظري، ووجهت رسائل كثيرة من خلالها، وللعلم فإن تأثير الحرب الأوكرانية الروسية لم تؤثر سياسيا بشكل كبير.

فبعد ضعف وتيرة الحرب الأوكرانية الروسية، وبينما القوى العالمية تستأنف خطتها الجديدة، إذا بحركة المقاو.مة الإسلامية حما.س تنفّذ أعتى هجوم لم يكن متوقعا بتاتا ضد الصها.ينة في ٧ أكتوبر، الموقف الذي أربك حسابات العالم والأنظمة والتكتلات السرية والتنظيمات العالمية، ومن يديرون العالم.

يعتقد البعض أن هجوم حما.س أربك وأغاظ أمريكا وأوروبا وزعماء هذه الدول، لكن ذلك غير صحيح، فهؤلاء لا يهمهم الكيا.ن الصهيو.ني بدرجة أساسية، بل إن ذلك أربك وأغاظ التنظيم الذي يدير العالم، وهو الذي يدير أمريكا وأوربا وهو نفسه الذي حرّك بايدن ونظامه وبريطانيا وكل أنظمة العالم التي تتبعه لدعم الكيا.ن ومهاجمة غزّ.ة والاستمرار في الإرهاب.

أما أنظمة ورؤساء الدول العربية، فكل نظام له دور معيّن وزّعه من يديرون العالم عليهم، فهناك وظائف لأنظمة تعادي المقا.ومة علنا، وهناك أنظمة تدّعي الحياد، وأنظمة أخرى تعترض على الصها.ينة باستحياء، وهناك أنظمة تدّعي أنها مع المقاو.مة، وكل تلك أدوار موّزعة ممن يديرون العالم، والدليل أنه لا يوجد أي نظام حرّك بوارجه وسلاحه لنصرة غزّ.ة مثلما وقف النظام الأمريكي وأوروبا إلى جانب الصها.ينة رغم رفض شعوبهم.

لاحظوا هذه المعادلة المقلوبة، فأنظمة الدول العربية والإسلامية رغم مطالبة شعوبها بنصرة غزّ.ة والتدخّل عسكريا ترفض ذلك خوفا ممن وزّع عليها الأدوار وربّاها منذ سقوط الدولة العثمانية، أما أنظمة الدول التي تدعم الكيا.ن الغا.صب فهي تقول أنها تلبي تطلعات شعبها من خلال دعم ا.لمحتلين.

أزعم، بل إنني أؤمن أن ما نفّذته حما.س أوقف العديد من التحرّكات التي كانت ستنال من العديد من الدول العربية والإسلامية، فقد كانت هذه الدول هي الهدف وربما كان سقطوها أو أنظمتها على الأقل أو تسليمها أمر لا مفر منه، ولذلك بدلا من دعم المقا.ومة حتى من تحت الطاولة كونها أنقذت هذه الدول، إذا ببعضها تحارب المقاو.مة من أجل إرضاء مصاصي الدماء في العالم، ودعوني أكون منطقيا ولا أستبعد أن يكون هناك دعما لكنه محدود ويلتحفه الخوف الشديد.

لا أستبعد كذلك أن هناك دولا إقليمية أطلعتها المقا.ومة على الاستعدادات العالمية ضدها وهي من أعداء المقا.ومة بعد أن حصلت حما.س بعد هجوم ال ٧ من أكتوبر على أدلة تثبت استهداف الجميع، وربما اقتنعت تلكم الدول ولا تعلن ذلك بسبب خوفها وقد يكون ذلك منطق الضعيف العاجز، لكن ما لم يستوعبه عقل هو استمرار بعض أنظمة تلك الدول في معاداة المقا.ومة والعمل ضدها.

ولا أنسى أن أشير إلى أن هناك دولا ترى أن من مصلحتها دعم المقا.ومة وحما.س وهي متأكدة أن ذلك لن يضرها، وبالتالي تمارس ذلك، تماما كما أن هناك ترى أن مصلحتها في دعم كيا.ن الصها.ينة والعمل ضد المقا.ومة.

على الأنظمة التي تخاف من الكيا.ن العالمي أن تستغل هذه الفرصة، فقد يكون إعلان دولة واحدة دعم حما.س في كل المجالات سيجر بعده الخير ومعظم الدول.

على الأنظمة أن تقتنص الفرص كي تتخلّص من الإملاءات والتهديدات، وعليها أن تضع الخطط من أجل ذلك، فهذه الفرصة لن تعوّض أبدا، ولن يستطيع الكيا.ن العالمي مقاومتها، فهو ليس في حالة انشغال وتعب حاليا فحسب، بل إنه في حالة ارتباك وشتات وعدم تركيز، فأيهما أفضل أن تنتفض الأنظمة لنصرة غزّ.ة المظلومة وسيذكرها التاريخ في أنصع صفحاته وهي تنصر المظلوم وتواجه نظام عالمي ظالم، أم أن تنتفض الشعوب ضد هذه الأنظمة التي خذلت غزّ.ة وخانتها ليذكرها التاريخ في ألعن صفحاته وأكثرها قتامة؟

أكرّر، إنها فرصة ثمينة، فإما أن تتخلّص الدول والشعوب العربية من القيود والاملاءات والخيانات، أو تظل مهانة لعقود أخرى.. وهنا لن تظل الشعوب هي المهانة من قبل دخلاء وغرباء وجبابرة النظام العالمي، بل إن الحكام والأنظمة هم من سيُهانوا من ذلكن النظام حتى وإن لم يشعروا بذلك، فإننا نشعر ونرى، وندعوهم للتوقّف عن الذل والهوان، وسيروا كيف ستنصرهم وستحتفي بهم الشعوب كأبطال وأوفياء نصروا دينهم وأوطانهم وشعوبهم كما فعلت حما.س الصامدة التي أحبها الجميع حتى من هم ليسوا عرب ولا مسلمين.

 

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...