كتابات/ د. احمد ردمان
تتجسد الطبائع البشرية على صورة أفعال فردية تتنامى في أنفس المتشابهين فتتبلور على هيئة مشاريع جماعية وحينها تكون أدعى الى الفاعلية في جانبي الخير والشر.
أن النزوع البشري الى السيطرة والهيمنة قد أذاق البشرية الويلات إذ تولدت على إثر ذلك مشاريع الاحتلال الذي جملوا اسمه ب”الاستعمار” وحينها بدأت دورات الصراع بين مشاريع الاحتلال ومشاريع التحرر في الكثير من زوايا هذا العالم المتهالك.
واذا سلمت بلدان من الاحتلال فإن الاستبداد يكون حاضرا كونه يمثل النزعة الانانية لفئة الاقوياء على المستضعفين في بلد ما.
لقد عانت اليمن الغولين معا وتحررت منهما معا الا أن تلك المشاريع الاستعمارية الاستبدادية قد أطلت برؤسها باغية العودة من جديد تحت عناوين مختلفة، وبطبيعة النفوس التحررية وجدت المقاومة واشتد عودتها لتكن في اليمن مبلورة في جيش وأجهزة أمنية وأجهزة دولة بكامل كينونتها بخلاف المقاومة السابقة للاحتلال البريطاني أو للكهنوت الإمامي والذي كانت فيهما المقاومة شعبية وغير منظمة خاصة في بداياتها وذاك ما يشير الى حتمية التحرر من الكهنوت الحوثي الجديد والنوايا الاستعمارية الناعمة مما يوجب على الشرعية اعادة النظر في أدواتها كونها أضحت ممثلة للشعب التحرري الذي يرى فيها قائمة مقامه ما يضفي عليها مسؤولية إضافية في الاعداد للتحرر العسكري بعيدا عن أوهام السلام التي أثبت الإماميون قديما وحديثا أنهم أبعد ما يكونون عن السلام وآخر ما يفكرون فيه.
—————————-
صحيفة ٢٦سبتمبر العدد “٢٠١٥” الخميس ١٦جمادي الاول١٤٤٥هـ الموافق ٣٠نوفمبر ٢٠٢٣م