متابعات الوطن نيوز- العاصمة أونلاين
تثير انتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية، بحق العاملين في القطاع الإنساني، التعجب والاستفهام حول أهداف الجماعة من هذا الإجرام، على الرغم ما يقدمونه من خدمات متعددة في مناطق سيطرة المليشيا، خصوصاً في العاصمة صنعاء.
تقول مصادر حقوقية إن في السجون الحوثية المئات من العاملين في المجال الإنساني، والذين تعرضوا للاختطاف والمحاكمة بتهم ملفقة، والتعذيب، والتصفية، والإخفاء القسري.
منسق الشؤون الإنسانية في اليمن “ديفيد غريسلي” قال إن الحوثي ما يزال يختطف ثلاثة من العاملين مع الأمم المتحدة، ولم يعرف مصيرهم منذ ثلاثة أعوام.
وفي بيان له الأسبوع الفائت عقب وفاة هشام الحكيمي مسؤول الأمن والسلامة لدى منظمة “رعاية الأطفال” خلال فترة اختطافه في السجون الحوثية أكد منسق الشؤون الانسانية أنّ الأمم المتحدة وعائلات المحتجزين الثلاثة لم تتمكن من زيارتهم، داعيًا الحوثي إلى تقديم معلومات كاملة عن ظروفهم وإتاحة الزيارة لهم.
غير ذلك فقد عمدت المليشيا منذ العام 2015، على السيطرة المباشرة على المنظمات والتدخل في كل أعمالها مع أخذ البيانات منها أو استنساخها لصالحها ومن ثم نهب المساعدات، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية التي لاحقت العاملين إما عبر المداهمات أو الاختطاف.
عن الاستهداف الحوثي للعاملين في المجال الإنساني، أكدت رئيس مؤسسة تمكين المرأة، المحامية زعفران زايد أن الجماعة تتعامل بعنصرية شديدة حيث تعقد عمل الشخصيات والمنظمات التي لا تتبعها أو لا تتماهى مع مشروعها.
زعفران استدلت بمدير المفوضية السامية لحقوق الانسان “رينو ديتال” والذي تم تعيينه العام ٢٠١٦ بأنه لم تسمح له المليشيات بالوصول الى صنعاء”، بينما تسهل عمل المنظمات والموظفين من جنسيات لبنانية ويتبعون حزب الله ويعيشون برفاهية في الشيراتون وتحت حماية الجماعة، كما يحملون بطاقات وهويات أممية وإنسانية وأجندات عقائدية، ويقدمون الدعم اللوجستي ويعملون على تشغيل مكاتب الأمم المتحدة لاستغلال المساعدات الانسانية والتي تجاوزت الـ٣٠ مليار دولار.
أنانية وإقصاء
وأشارت زايد، إلى أن المليشيا تمارس الإقصاء لليمنيين من وظائف المنظمات الدولية، وقالت “بعد سيطرة المليشيا الحوثية أصبحت القيادات من الصف الأول في هذه المنظمات عناصر سلالية طائفية عقائدية، كما حظيت أسر معروفة بوظائف عليا حتى باتت مكاتب الأمم المتحدة في صنعاء أشبه بمجالس الجماعة في اليمن، بينما بقي الموظفون مضطهدين، ويخافون على سلامتهم وحياة أسرهم إن تعاملوا بمهنية وإن أظهروا شيئاً من الاعتراض أو التعديل أو الملاحظة لأنهم باتوا تحت سطوة أسر تحكم مكاتب الأمم المتحدة في اليمن، ومقيدين باتباع أجندات مفروضة ، وملزمين بتبييض جرائم السلب والنهب والتواطؤ والشراكة بين المكاتب وقيادات المليشيا الحوثية، وملزمين بتمويل منظمات محلية يتم ترشيحها من مكاتب المليشيا”.
وأوضحت أن “الموظفين غير الموالين للجماعة مجبرين على غض الطرف عن كل التجاوزات المالية والحقوقية، ورفع كتابة تقارير تخدم الجماعة، وتجاوز المهنية والعمل وفق رؤيتها فقط، وبالتالي يقع الموظفون بين نارين، إما الاستمرار بهذه الجرائم المركبة، وغض الطرف عنها أو الاعتقال والإخفاء في حالة الشك بعدم رغبة الموظف بالاستمرار”.
مختطفون مغيبون
من المختطفين في سجون المليشيا “عبدالمعين عزان” الموظف في المفوضية السامية لحقوق الإنسان والذي اختطفته المليشيا قبل عامين، ولا يعرف مصيره حتى اليوم، وكذلك مبارك العنوة وهو أيضاً موظف في المفوضية السامية لحقوق الإنسان وتعرض للإخفاء القسري منذ نحو خمسة أشهر، بينما “هشام الحكيمي” موظف الأمن والسلامة في منظمة” رعاية الأطفال” توفي قبل أسابيع في سجون الأمن والمخابرات الحوثية.
وتطرقت زعفران زايد، رئيسة مؤسسة تمكين المرأة الى ما تعرضت له شركة “برودجي” والتي تعمل كوسيط بين مكاتب الأمم المتحدة والمانحين، لتقييم أداء المنظمات ومتابعة المنح لتحقيق مبدأ الشفافية في تنفيذ المشاريع، حيث تم إغلاقها، وتسريح 300 من موظفيها، واختطاف مديرها عدنان الحرازي والذي تعمل المليشيا على محاكمته.
وقالت “طالبت عناصر الحوثي في أول جلسة في النيابة بإعدام الحرازي” موضحة أنه “ما يزال ١٠ موظفين كانوا يعملون في الوكالة الأمريكية للتنمية والتابعة للسفارة الأمريكية مخفيين قسرا، وقد تم تسليم أحد الموظفين جثة هامدة بعد تعذيبه لأسرته وهو عبدالحميد العجمي”.
نهب الأموال والممتلكات
وفي حديثها تقول زعفران زايد أن نهب الأموال والسطو على الممتلكات، هي من الأسباب والدوافع الحوثية لاستهداف المنظمات والمؤسسات المحلية ” فقد اقتحمت المليشيات الكثير من المنظمات وصادرت ممتلكاتها وارصدتها البنكية”.
وأضافت “المليشيا عملت على تسيس الأنشطة الإنسانية وهذا ما جعلها تستهدف الناشطين والعاملين في هذا المجال، وحكمت عليهم بالإعدام والصلب والغرامات المالية كما حدث معي، وكما حدث مع “هدى عبيد” حيث تم إخفاؤها قسرا لثلاثة أشهر، ثم سجنها لمدة سنة، واتهامها بنشر الديانة المسيحية وأنها توزع المساعدات دون العودة لمكاتب أنصار الله كما يسموا أنفسهم”.