الجمعة , مايو 3 2024 الساعة 11 18
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / مأرب.. واجب سبتمبر و أكتوبر

مأرب.. واجب سبتمبر و أكتوبر

أحمد عبدالملك المقرمي

إذا كان يحيى حميد الدين أدار ظهره لليمنيين، و خذل الجنوب اليمني تاركا إياه باتفاق للاستعمار البريطاني ؛ مقابل أن يحظى باعتراف بريطانيا به كحاكم للشمال اليمني، فإن ثورة 26 سبتمبر منذ بدايتها الأولى، و هي ترسم أهداف الثورة جعلت التحرر من الإمامة و الاستعمار معا محور أهدافها، و عند تشكيل أول حكومة للثورة السبتمبرية، كان قحطان الشعبي أحد وزرائها، ثم مستشارا لرئيس الجمهورية لشؤون الجنوب اليمني المحتل.

وبعد عام تقريبا عادت مجاميع من أبناء الجنوب الذين شاركوا في الدفاع عن الثورة و الجمهورية إلى الجنوب؛ وكان أن اشتعلت ثورة 14 أكتوبر المجيدة ضد الوجود الاستعماري.

وإذا كانت صنعاء احتضنت بدايات لقاءات القيادات الجنوبية للتنسيق مع قيادة ثورة سبتمبر، فقد غدت تعز قاعدة خلفية لثورة أكتوبر . فيها تكون قيادتها و منها يتحركون، و بها محل تدريب فدائييها، و منها ينطلقون، وكانت تعز مأوى و منطلق، و محل تدريب الثوار.

لم يكن الأمر بالنسبة لصنعاء و تعز رد الجميل لعدن تجاه مواقفها الثورية مع أحرار و ثوار 48، و ولا مقابل جهد الأبطال الذين قدموا من مناطق الجنوب مساندة، ودفاعا عن الثورة و الجمهورية بعد قيام ثورة سبتمبر التي حطمت أسوار و أغلال حكم الطغاة ؛ و إنما كانتا تريان ذلك واجبا مطلقا.

و يوم أن احتضنت عدن ثوار 48، و ساندت ثورة سبتمبر، لم يكن اتخاذ ذلك الموقف الوطني رجاء أن يرد الشمال الجميل للجنوب مستقبلا .. كلا ، ما كان هذا دافع الجنوب، و لا كان دافع الشمال، و إنما كان الحس الوطني يتعالى بشعور وطني فياض، لم تحركه تعبئة إعلامية، وإنما كان يقظا بفطرته الدينية و الوطنية، حيث الدافع المتدفق لدى الجميع التحرر من الإمامة و الاستعمار.

و لقد عاشت عدن و تعز ثورة 14 أكتوبر جنبا إلى جنب، بل عاش اليمن شماله و جنوبه أحداث ثورة أكتوبر معا، كما عاش الجميع من قبل ترسيخ مداميك ثورة سبتمبر.

أدرك الاستعمار ، كما أدركت فلول الإمامة هذا التناغم و التكامل، بين تعز و عدن، و ما كان للاستعمار أن يسكت عن هذا التساند حد التماهي، فحرك أدواته ؛ لضرب هذا النسيج الذي لا يقف عند عدن و تعز، بل إلى ما وراء وراء هذه الرقعة و المساحة الجغرافية.

لعب الاستعمار قديما لعبة تفكيك النسيج اليمني المتماسك، و تعاضد معه في هذه اللعبة القذرة النظام الإمامي البائد، و كلاهما، الإمامة و الاستعمار فشلا في ضرب نسيج وطنية الشعب اليمني .. أفترى أدوات الاستعمار، و مخلفات الإمامة ستحققان ما لم تحققه جذورهم و أصولهم !؟

إن الشعب اليمني يستقي واجبه و أهدافه من واقع هو مدعو لتغييره، و من تاريخ آباء و أجداد مناضلين، و لن يفرط الأحفاد برصيد نضال الآباء المتألق، و لا بتاريخ الأجداد الزاهر.

و من هنا فإن واجب عدن و تعز و صنعاء و المكلا .. و كل اليمن التعاضد و التساند المتماهي – اليوم – لاتخاذ الموقف المبادر للحفاظ على الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، و أن يقف الجميع جنبا إلى جنب بكل ما يتوفر من قوة، مع مأرب التاريخ و الحاضر و المستقبل.

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...