بعد سنوات من سجنهم ومحاكمتهم بتهم ملفقة بحسب منظمات حقوقية، أطلق الحوثيون سراح ستة مواطنين يمنيين من الطائفة البهائية شريطة مغادرتهم اليمن، ليوافقوا وتتولى الأمم المتحدة رعاية عملية نفيهم إلى خارج بلدهم بإرسال طائرة نقلتهم من مطار صنعاء إلى بلد ثالث لم يُعرف بعد.

وقد أعلن القيادي الحوثي حسين العزي أن الإفراج عنهم جاء في ما سمّاه “مكرمة” بينما قال مركز حقوقي إن اشتراط نفيهم إلى خارج اليمن جريمة تخالف قوانين حقوق الإنسان العالمية.

والمفرج عنهم هم حامد بن حيدرة ووليد عياش وأكرم عياش وكيوان قادري وبديع سنائي ووائل العريقى. وبحسب مصادر متعددة، فقد غادر الستة مطار صنعاء على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة إلى بلد غير معروف بعد تنفيذا لشرط الإفراج عنهم وهو مغادرة اليمن، في صفقة لا تزال بعض تفاصيلها غامضة شارك في رعايتها المبعوث الأممي مارتن غريفيث.

وكان هؤلاء مسجونين منذ سنوات بتهم “التجسس والردة”، وهي التهم التي وصفتها منظمات حقوقية بالسخيفة والملفقة، وقد حوكموا في محكمة يديرها الحوثيون في صنعاء وقضت على حيدرة بالحكم بالإعدام.

من جهتها، قالت “الجامعة البهائية العالمية” في بيان صدر الخميس إنه “تم اليوم إطلاق سراح ستة من البهائيين البارزين الذين كانوا مسجونين لدى السلطات الحوثية في صنعاء”.

وطالبت الجماعة “بإسقاط جميع التهم ضد هؤلاء الأفراد الستة والبهائيين الآخرين وإعادة أموالهم وممتلكاتهم والأهم من ذلك، حماية حقوق جميع البهائيين في اليمن لكي يعيشوا وفقاً لمعتقداتهم دون خطر التعرض للاضطهاد”.

بدوره، اعتبر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، نفي الحوثيين لستة أشخاص من الطائفة البهائية من اليمن “جريمة، ومخالفة للمعاهدات الدولية”.

وأدان المركز في بيان له “جريمة نفيهم وإبعادهم القسري عن البلاد”، مؤكدًا على حقهم الدائم في العودة إلى بلادهم والحياة فيها وممارسة طقوسهم الدينية  وممارسة أنشطتهم الاجتماعية والسياسية كمواطنين يمنيين.

وقال المركز، إنه “يشعر بالأسف كون عملية نفي وإبعاد البهائيين المعتقلين قد تم بالتنسيق مع مكتب المبعوث الأممي وجريمة نفيهم ستكون عبر طائرة تتبع الأمم المتحدة”.

واشار إلى أن الحوثيون اشترطوا مغادرة البهائيين للبلاد للإفراج عنهم، معتبرًا تلك الخطوة بأنها “بادرة خطيرة ومخالفة للقوانين اليمنية والمواثيق والمعاهدات الدولية”.

اضطهاد على أساس المعتقد

في سبتمبر الماضي، أصدر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا أدان فيه الحوثيين بسبب “اضطهادهم للبهائيين على أساس معتقدهم”.

واستند القرار إلى التقرير الصادر عن فريق الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين حول اليمن، والذي خلص إلى أن الحوثيين واصلوا “اضطهاد البهائيين على أساس عقيدتهم” بعدة وسائل منها احتجازهم و”السخرية علناً من أتباع الديانة البهائية في الملفات القانونية” وإصدار أحكام بالإعدام بحقهم وتهديد أنصارهم.

ولا تتوافر أرقام رسمية عن عدد البهائيين في اليمن، لكن هناك تقديرات بأنهم يقتربون من الـ3000 شخص.