الأحد , مايو 19 2024 الساعة 01 21
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / ⁠⁠⁠رسائل صالح المبهمة… استدراج للحوثي أم ترتيبات لفضّ التحالف معه؟ (قراءة تحليلية)

⁠⁠⁠رسائل صالح المبهمة… استدراج للحوثي أم ترتيبات لفضّ التحالف معه؟ (قراءة تحليلية)

لا يعلم احد بما يدور في رأس الرئيس السابق علي صالح، فظهوره الأخير على قناة “اليمن اليوم” ناكراً مايدور على ارض الواقع من صراع مع حلفائه الحوثيين لا يزال حتى هذه اللحظة يثير علامات الاستفهام.

لقد طالب صالح ممن اعتبرهم مغرضين بأدلة تثبت وجود الصراع بينه وبين حلفائه الحوثيين، بينما لسان الحال يقول إن عليه هو الاتيان بالادلة لإثبات عدم وجود الصراع.

فمنذ اليومين مزقت قوات صالح لافتات تحمل شعارات طائفية استنسختها جماعة الحوثي الطائفية عن طهران ورفعتها في صنعاء، بمناسبة عيد الغدير الذي يحتفي به الحوثيون.

أتت هذه الخطوة بعد إقدام ميليشيا الحوثي على تمزيق صور علي صالح وشعارات حزب المؤتمر الشعبي، من فوق سيارات أنصار حزبه، التي تمر بنقاط التفتيش.

وقد جاءت تلك التطورات بعد تحركات ميدانية لميليشيا الحوثي، في محافظة إب، تنذر بمواجهات عنيفة مع قوات صالح، حيث دفعت بتعزيزات، واستحدثت نقاط تفتيش في مركز المحافظة، مع تزامن غياب القوات العسكرية (الحرس الجمهوري والأمن المركزي) المواليتين للرئيس صالح، التي كانت تتولى في العادة مهمة السيطرة على محافظة إب، وغيابها في الوقت الحالي يثير تكهنات عن تطور خطير في مسار الخلافات بين صالح والحوثيين.

ناهيك عن حدة الخلافات بين حلفاء الانقلاب، التي انعكست قبل أيام من خلال اشتباكات في العاصمة صنعاء، أوقعت قتلى وجرحى من الطرفين.

ومثلما لم يستطع احد التكهن بسر الابتسامة المبهمة التي علت وجه صالح في مراسم توقيع المبادرة الخليجية وتسليم السلطة لخلفه عبدربه منصور هادي، لا أحد يستطع الجزم اليوم بسبر اغوار هذا الرجل المرواغ وفهم ما يفكر فيه.

صرح مراقبون لموقع “الحكمة نت” عن اعتقادهم أن صالح يعلم جيداً أن الحوثي سيتمادى حين لا يجد من يردعه، ففضل لعب دور المستضعف ليفتح شهيه حليفه في إبداء مساوئه أكثر؟ ليكشف عن المزيد من شره وبطشه؟ وفضحه امام الرأي العام؟ .

كما لا يستبعد لعب صالح دور المستضعف لإثارة حليفه وايقاعه في فخ توجيه ضربة له، يمكن لصالح بعدها النيل منه؟ أما الأخطر من هذا وذاك ان يكون صالح مستضعف فعلاً أما “فرعنة” الحوثي الذي بات يهدد النسيج الاجتماعي والعقيدة المعتدلة قبل كل شيء.

في المقابل فسر البعض، في تصاريح خاصة لـ “الحكمة نت”، موقف صالح بالسياسي الأفعى، الذي يبدي هدوء ما قبل العاصفة، فتكراره لمسألة أن تحالفه مع الحوثيين سياسي وليس عسكري، وتأكيده لحديث الحوثيين بأن القتلى العسكريين في المواجهات المسلحة معظمهم من الحوثيين وليسوا من أنصاره، لأنهم هم من يقود المعارك، وأن أنصاره يعملون تحت مظلة الحوثيين، ما هو إلا تحميلهم كل المسؤولية وتبعاتها، حتى يمكنه الخروج من ورطة تحالفه معهم، ووضع يديه مع قوات التحالف.

وهو الأمر الذي لفت إليه الخبير في شؤون اليمن بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أدم بارون، بقوله إن “الحوثيين مرتابون بشدة في أن صالح قد يبرم اتفاقا مع السعودية والإمارات ويتخلى عنهم”، مذكراً بالعلاقة الإيجابية الطويلة التي جمعت نظامه بهذين النظامين.

هذا الارتياب يكشف عنه منشور المسؤول الحوثي، حميد رزق، الذي كتب في صفحته على “فيسبوك”، “مجدداً أقول للرئيس صالح احذر الأفاعي الإخوانية المتلونة فأنت تعرفها أكثر منا، هؤلاء هم من دفعوا بك لخوض الحروب ضد الشرفاء والأوفياء من مجتمعك وأهلك وحاضنتك ومن ثم تخلوا عنك وقالوا أنت سفاح”.

كما أن صالح نفسه أشار إلى وجود “الاختلالات التي لا تزال قائمة في تحالفه مع الحوثيين”، وهو ما ذهب بالبعض لتفسيره على أنه رسالة موجهة لقوات التحالف، بل ورمي للكرة إلى ملعبها، متوقعاً منها كما يبدو استغلال هذه الإختلالات، وقد رجح الخبير الأوروبي بارون أن “صالح يريد استغلال المعارضة الشعبية للحوثيين ليطرح نفسه كبديل”.

على كل حال، فإن المحللين يرون أن أي انهيار داخل تحالف صالح والحوثيين سيكون دموياً، لأنه سيعني مواجهة بين عشرات من القادة العسكريين داخل صنعاء ورجال القبائل في ضواحيها.

شاهد أيضاً

وزير الصحة يفتتح ورشة مناقشة واعتماد أولويات البحوث الصحية.

  افتتح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، اليوم، في العاصمة المؤقتة عدن، ورشة ...