الأحد , مايو 5 2024 الساعة 16 03
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / مراقبون: التصعيد الحقيقي بين الانقلابيين لم يبدأ بعد.. وما السر في هذا التصعيد؟ وبماذا يريد أن يسأثر كلٌ من طرفي الانقلاب؟ “تفاصيل”

مراقبون: التصعيد الحقيقي بين الانقلابيين لم يبدأ بعد.. وما السر في هذا التصعيد؟ وبماذا يريد أن يسأثر كلٌ من طرفي الانقلاب؟ “تفاصيل”

الوطن نيوز – (العرب اللندنية)

تمكّن الحوثيون من كبح جماح شريكهم علي عبدالله صالح والحدّ من سقف نتائج المهرجان الحاشد الذي احتضنه ميدان السبعين في قلب العاصمة صنعاء، الخميس، وسبقته تصريحات نارية وشعارات كبيرة رفعتها قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام أوحت بحدوث منعرج خطير في علاقة صالح بالحوثي توقّع البعض أن يصل حدّ فض الشراكة بين الجانبين.

ووفقا لمصادر خاصة فقد توصلت قيادات حوثية وأخرى من حزب صالح إلى اتفاق غير معلن قبيل التظاهرة، وهو ما ساهم إلى حد كبير في تطويع الاحتشاد الجماهيري وتحويله إلى رافد آخر من روافد تعزيز جبهة الانقلاب، من خلال تبنيه لذات الخطاب المتشنج تجاه البلدان الإقليمية الداعمة للحكومة الشرعية، خلافا لشعارات المصالحة الوطنية التي بدا أن صالح ينوي تبنيها، في محاولة للتمايز عن شريكه الحوثي.

ولم تحمل كلمة صالح القصيرة في المهرجان الكثير من الدلالات والرسائل كما كان متوقّعا، عدا اعتذاره للجان الشعبية التابعة للحوثيين بشكل غير مباشر، وإشارته غير المكتملة إلى استعداده للزج بالآلاف من المقاتلين من الحرس الجمهوري السابق في جبهات القتال إلى جانب الحوثي في حال قامت “حكومة الإنقاذ” بتزويدهم بالعتاد وصرف رواتبهم.

ومثلت هذه الجمل الفكرة الأكثر جرأة في خطابه والتي دفعت بأحد قيادات المؤتمر لمقاطعته حتى لا ينزلق في كلمته نحو انتقاد الحوثيين والكشف عن رفضهم احتواء قيادات وعناصر الجيش اليمني السابق في صفوفها.

كما خلت الكلمات الأخرى التي ألقاها أمين عام المؤتمر عارف الزوكا، باستثناء إشارته اليتيمة إلى رفض حزبه لمحاولات الحوثيين تغيير المناهج الدراسية والعمل على إضفاء صبغة طائفية عليها وهو ما يهدد –حسب قوله- بإشعال حرب طائفية مستقبلية في اليمن.

وفي ذات السياق جاء البيان الختامي للمهرجان الذي ألقاه الشيخ القبلي والأمين العام المساعد في حزب صالح ياسر العواضي، والذي تبنى في كل توصياته الخطاب الحوثي وارتكز بشكل كامل على الهجوم على الحكومة المعترف بها دوليا ودول التحالف العربي. ولم يخل البيان كذلك من رسالة خاطفة عن إمكانية تقييم الشراكة مع الحوثيين.

فرصة للحوثيين للعمل خلال الفترة القادمة على تضييق الخناق على الرئيس السابق وتقليم ما تبقى من مخالبه في الجيش والأمن

ويرى العديد من المراقبين أن مهرجان حزب صالح خيب آمال الكثير من المشاركين فيه باعتباره أتى في سياق تحد غير معهود بين صالح وحلفائه الحوثيين، وهو الأمر الذي جذب إليه من الشريحة الصامتة في المجتمع اليمني والرافضة لممارسة الميليشيا الحوثية وأداءها السيّء على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

ويشير المحلل السياسي اليمني عزت مصطفى في تصريح لـ”العرب” إلى أن “خطاب الطرفين التصعيدي ضد بعضهما البعض كشف عن أزمة حادة يعيشها تحالفهما الظرفي الذي يحاول كل طرف فيه خلال هذه المرحلة الاستئثار بتمثيل الانقلاب في مواجهة الشرعية تمهيدا لإعلان رغبته التسليم بتسوية سياسية تنجيه من مأزقه مضحيا بالشريك الآخر”.

ويضيف مصطفى “وصول التوتر بين الطرفين إلى الحشد والحشد المضاد يعبر عن تأهب كل منهما لتصفية الآخر وإن حاولا أن يتجنبا المواجهة المسلحة المباشرة التي تعني نهايتهما معا، إلا أن التصفية المرحلية التي سيمارسها كل منهما ضد الآخر يبدو أنها ستبدأ الآن من خلال عمليات الاغتيال التي ستتطور إلى مواجهة مسلحة حاولا تجنبها”.

وعن نتائج مهرجان صنعاء الجماهيري، يشير بعض المراقبين إلى أنه ساهم في إظهار هشاشة التحالف بين الحوثيين وصالح وتفاقم حالة عدم الثقة بين شريكي الانقلاب، إضافة إلى تربص كل طرف بالآخر بانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض عليه والاستحواذ على السلطة في المناطق التي مازالت تحت سيطرة الانقلابيين.

ويلفت مصطفى إلى أن “طرفي تحالف الانقلاب وصل كل منهما إلى طريق إجباري عليه أن يسلكه لأن التسليم بتجنب السير فيه يعني الهلاك، فيما المضي فيه قد يعطي فرصة لأحدهما بالنجاة إذا استطاع إهلاك شريكه”.

ولا يستبعد المراقبون أن يعمل الحوثيون خلال الفترة القادمة على تضييق الخناق على الرئيس السابق والبدء بتقليم ما تبقى من مخالبه في مؤسسات الجيش والأمن، وكذا استخدام سياسة العصا والجزرة مع كبار مؤيديه وأنصاره المؤثرين من شيوخ قبائل وقادة عسكريين وسياسيين.

شاهد أيضاً

تدشين فعاليات أسبوع المرور العربي في مدينة مأرب.

دشن وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح ومعه مدير عام شرطة المحافظة العميد يحيى حُميد، ...