قد يكون الخير كامناً في الشر.. فيضان سد مأرب انموذجاً.

في الوقت الذي تداولتها مليشيا الحوثي حول التحذير من انفجار سد مأرب ، اعلن وزير الزراعة اليمني عن موسم زراعي وفير ستشهدها محافظة مأرب ، وفي الوقت الذي اعلنت المليشيات عن انفجار سد مأرب انفجر سد الرونه بحبابه لتظهر الطبيعه للناس من يتعامل بمسؤولية ومن يسترزق بمعاناة الناس .

لم ينم محافظ مأرب ولم يهنئ مدير الوحدة التنفيذية ” مثنى ” بالعيد انها المسؤولية التي كلفها بهم ربهم واختصهم بها دون غيرهم رجلان بأُمه ملوك كما عهدهم التاريخ انجبتهم ارض سبأ ليثبتوا لابناء فارس معاني ملوك العرب السبئيين .

حين تقابل احدهم تشعر بعظمة الملوك اليمنيين ، تعجز الكلمات عن وصفهم ، بل ويخجل القلم ان يكتب عن عظمتهم ، رجلان لا يلتفتان للخلف مطلقا ولا ينتظران الشكر من احد ، يعملان بمسؤولية لانهما يعلمان ان الملوك اكثر الناس صبراً وجلداً .

تضاربت الاخبار حول فيضان سد مأرب العظيم ،، متناسية الحديث حول عظمة الانسان القديم الذي صنع هذا السد الشبيه ببحيرة مترامية الاطراف محاطة بجبال تحتضنها من عدة جهات .

حين زرت السد امتلئت عيني بجماله ، و شعرت بعظمة خالق هذا الماء ، ولم اغفل عن الانسان الذي عمل هذا الحاجز امام اثقل مخلوقات الله واكثرها تماسكاً .

وبُني السد الجديد في عام 1986 بدعم من رئيس دولة الإمارات العربية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على بُعد ثلاثة كيلو متر من مكان السد القديم عند خط عرض 15.30 درجة شمالا وخط طول 45.30 شرقا.

تبلغ مساحة بحيرته 30 كيلومتر مربع ويتسع لـ 400 مليون متر مكعب من الماء فيما تعمل بوابة التصريف الخاصة به بطاقة قدرها 35 مترا مكعبا في الثانية وذلك لزوم ري حوالي 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وفق العديد من المصادر.

هذا الشئ دفعني لاقراء عن هندسة سد مأرب حيث بلغ عمق الجسم الخرساني لهذا السد 60 مترا ومساحته 24 ألف متر مربع وطوله 763 مترا وعرضه عند مستوى سطح الوادي 337 مترا وعند مخرج المياه من بوابة التصريف 195 مترا كما بلغ إجمالي حجم الردميات في جسم السد 3 ملايين متر مكعب وتم إزالة 200 ألف متر مكعب من الصخور من جانبي الموقع وتغطية جسم السد بصخور بلغ حجمها 100ألف متر مكعب وقد شارك في إنشائه حوالى 400 مهندس واستشاري وعامل وفني وإداري وغيرهم.

لكنني وقفت مستغربة حول زيارة خبراء ومهندسين الذي زاروا السد وتفقدوا مفيض المياه من جهه المنساح وفحصوا السد من حيث المساحة والعمق والسعة ورفع تقريراً غفلوا ان يضيفوا فيه شيئاً جديداً عن حقيقة وتاريخ أجدادنا القدماء .

بشاره زفها الفريق الهندسي الذي نزل بإشراف من السلطة المحليه بالمحافظة ومتابعه الوحدة التنفيذيه لإدارة مخيمات النازحين تطمئن المواطنين انه لاحاجه للخوف ولايوجد هناك ضرر بحجم الاشاعات التي تديرها بعض الماكنات الاعلامية ووسائل التواصل المختلفه التي لاهم لها الا بث الرعب والخوف في اوساط المواطنين .

الجدير بالذكر إن محافظة مأرب من المحافظات الصحراويه المتمتعه بأرض زراعيه على نطاق واسع من الوادي والصحراء كانت ولازالت ارض الجنتين ومهد الحضارات وملتقى القوافل التجارية عبر العصور حيث تمتاز بمياة وفيرة وسدود زراعية يغذيها السد

ورغم محاولات السلطة المحليه بإعادة فتح بعض القنوات لتغذيه الاراضي الزراعيه منذ أبان 2015 تقريباً الا انها مازالت عرضهً للإستنزاف والجفاف وبقيت القنوات رهينه الاهمال على قارعات الطرقات حتى اتت السيول لتلبي احتياجات الوادي والصحراء لتثمر الارض وتزهر بعد طول انتظار .

وهاهي الامطار والسيول في موسم الري الطبيعي والخير الوفير تعود الى ارض الجنتين وتتدفق المياة بشكل غزير مما يبشر بقدوم موسم خير كبيرة ستشهدها المحافظة بإذن الله .

فالواجب علينا جميعاً المبادرة بما تجود به الايدي والاقلام في مواجهة هذا التحدي في وقت قياسي صعب ومرحلة حرجة للغاية.

كما يجب علينا الحفاظ على الثروه المائية والسعي الجاد والمبادرة الصادقه في عمليه الأصلاح والبناء.

اخيراً اقدم ورود حمراء لمن نظر الى الحياة بعين اللطف الالهي ، واقول لاداعي لبث الشائعات ، والنعمل كلنا بالاسباب ونتكل على مسبب الاسباب ونشد على يد سلطان مأرب وملك الزمان.

دمتم ودام اليمن بخير