السبت , مايو 18 2024 الساعة 15 54
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / دلالات وأبعاد زيارات سفراء الدول العظمى إلى عدن.. قراءة تحليلية … تقرير

دلالات وأبعاد زيارات سفراء الدول العظمى إلى عدن.. قراءة تحليلية … تقرير

الوطن – تقرير: فايز البخاري
منذ توليه مقاليد الحكومة في أكتوبر الماضي، شرع دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك في أنشطة دبلوماسية عديدة وعلى مختلف الصعد، من أجل إيجاد أرضية صلبة وواسعة للحكومة الشرعية تستطيع من خلالها إيصال رسائلها بقوة إلى كل المحافل الدولية والرأي العالمي، ولتضمن استمرار الدعم الاقتصادي من الدول المانحة، وتعكس بجلاء ما تحقق من نصر عظيم للشرعية في كافة المناطق المحررة، وما تنعم به من استقرار ورخاء مقارنة بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.

وتمكنت الحكومة برئاسة د. معين عبد الملك من إقناع المجتمع الدولي بضرورة إحياء النشاط الدبلوماسي في المناطق المحررة، ولاقت استجابة كبيرة من الدول العظمى صاحبة القرار الأهم في الأمم المتحدة: الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا والصين، إضافة لسفراء السويد وتركيا وكوريا والسعودية والإمارات وغيرها من الدول الصديقة والشقيقة.

برهان ساطع

حيث زار سفراء تلك الدول العاصمة المؤقتة عدن والتقوا برئيس الوزراء وعدد من المسؤولين، كبرهان ساطع على استجابتهم لحكومة الشرعية وتأييدهم المطلق لكل ما يصدر عنها، وبرزت دلالات واضحة لدعمهم اللا محدود للشرعية اليمنية برئاسة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من خلال اللقاءات المكثفة التي أجراها السفراء بكبار مسؤولي الدولة، والتصريحات الهامة التي أدلوا بها أثناء زياراتهم لمدينة عدن، والتي أكدوا بمجملها وقوفهم التام والمطلق مع الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته.

الالتزام بالقرارات الدولية

حيث صرح سفير الولايات المتحدة الأمريكية ماثيو تولر لدى زيارته العاصمة المؤقتة عدن، أن واشنطن حريصة على وحدة اليمن واستقراره، مضيفاً: لقاءاتنا هنا تبحث تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وأضاف تولر: يجب الالتزام بالقرارات الدولية بحظر توريد السلاح لليمن، مشيراً إلى أن واشنطن تشعر بالإحباط من مماطلة الحوثيين في الالتزام بالاتفاقيات، وشدد السفير الأميركي على أن الولايات المتحدة مستمرة في دعم الحكومة اليمنية، مضيفاً: استراتيجيتنا هي العمل مع الحكومة لمواجهة الجماعات المتطرفة، مشيراً إلى أن واشنطن تبذل كل الجهود الممكنة لإنهاء الصراع في اليمن، لافتا إلى أن بعض المجموعات اليمنية تهدد بأسلحة ثقيلة دول الجوار، في إشارة إلى أسلحة ميليشيا الحوثي.

أهمية عدن

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي للسفير الأميركي في اليمن، ماثيو تولر، بحضور رئيس الوزراء د. معين عبد الملك، وأضاف تولر أن واشنطن قلقة على الأوضاع في اليمن.
مشددا على أنه: يجب حصر السلاح في اليمن بيد الدولة فقط. وقال إن وزير الخارجية مايك بومبيو يتابع أوضاع اليمن، وأصدر بيانين بشأنها خلال الأيام الماضية، وأضاف أن بومبيو سيصدر تصريحات بشأن أنشطة إيران ونوايانا تجاهها قبيل مغادرته المنطقة، وقال: إن واشنطن مطلعة على الاتفاقيات التي وقعها الحوثيون مراراً مع الحكومة، مشيراً إلى أن بلاده تأمل بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الحوثيين والحكومة، وأضاف: ندرك أهمية عدن ونعمل مع الحكومة على إعادة بناء المؤسسات، مشيراً إلى أن واشنطن لا تدعم الجماعات التي تسعى إلى تقسيم اليمن.

تحسن أمني في عدن

من جهته جدد سفير روسيا الاتحادية لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، دعم بلاده لأمن واستقرار ووحدة اليمن، وقال السفير الروسي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أثناء زيارته للعاصمة المؤقتة عدن:” إن روسيا لا ترحب بتقسيم اليمن وتدعم بقاء اليمن موحداً”، مشيداً بالتحسن الأمني المتنامي الذي تشهده العاصمة المؤقتة عدن، وأشار إلى أن زيارته إلى عدن جاءت بناءً على دعوة من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، والحكومة الشرعية، للتعرف عن كثب على الوضع في عدن.

الثناء على الحكومة الشرعية

ولفت إلى أن زيارته شملت عدداً من المنشآت الاقتصادية منها محطة الحسوة الكهروحرارية وميناء عدن والبنك المركزي اليمني، وذكر السفير الروسي أنه اطلع خلال زيارته العاصمة المؤقتة عدن، على الأضرار التي لحقت بالقنصلية الروسية العامة في عدن، مثمناً جهود الحكومة الشرعية واستعدادها إعادة إعمار القنصلية خلال الفترة القادمة.

معايير الشفافية

إلى ذلك، أشادت القائمة بأعمال السفير البريطاني أثناء زيارتها عدن، بخطوات الحكومة في إعداد الموازنة، مؤكدة على أن ذلك يُظهِر جديتها وحرصها على تعزيز العمل في تطبيع الأوضاع ومحاربة الفساد والعمل على قدر كبير من معايير الشفافية، وقالت إن المملكة المتحدة ستعمل على تقديم الدعم الكامل لكل تلك الجهود والأعمال التي تؤدي لتحسين الخدمات الأساسية للمواطنين واستعادة مؤسسات الدولة لتعزيز مبدأ الشفافية والرقابة.

تعزيز جهود الدعم الإنساني

فيما تحدث وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هنت أن الحرب في اليمن لم تبدأ بتدخل التحالف الذي تقوده السعودية، بل بدأت قبل ستة أشهر، في سبتمبر 2014م، عندما استولى المتمردون الحوثيون، على معظم العاصمة صنعاء وطردوا الحكومة المعترف بها دولياً، وأضاف: لقد بدأت السعودية وحلفاؤها عملياتهم في مارس 2015 لإعادة تلك الحكومة، بما يتوافق مع قرار الأمم المتحدة 2216، وكانت اليمن في حالة حرب قبل أن يشنّ التحالف أي غارة جوية”، مؤكداً على دعم المملكة المتحدة لليمن في مختلف الجوانب والذي كان آخرها إعلان رئيسة الوزراء تريزا ماي في تعزيز جهود الدعم الإنساني المقدم لليمن بنحو 200 مليون جنيه إسترليني.

رغبة الدول في استئناف العمل الدبلوماسي

خبراء اقتصاديون اعتبروا ذلك نتاجاً طبيعياً للحراك الدبلوماسي والجهود الحثيثة التي تبذلها حكومة الدكتور معين عبد الملك من أجل توسيع رقعة الدعم الخارجي لليمن، مشيرين إلى أن وصول مسئولي الدول العظمى إلى العاصمة المؤقتة عدن هو بمثابة فتح بوابة الدعم الاقتصادي لليمن ورغبة تلك الدول واقتناعها باستئناف العمل الدبلوماسي والاقتصادي في بلادنا من جديد، فيما عبر السفير البريطاني مايكل آرون عن تقديره لموقف الحكومة اليمنية وانخراطها في العملية السياسية، مجدداً التأكيد على دعم بلاده للحكومة الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

مدخل الحل السلمي

بدوره، أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن كانغ يونغ خلال زيارته لعدن أهمية التنفيذ الفوري لاتفاق السويد باعتباره مدخلاً أساسياً نحو الحل السلمي الشامل وفقا للمرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا والمؤيدة دوليا، إضافة إلى التسريع في فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع اليمنيين بشكل عاجل، مؤكداً حرص بلاده على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وتطبيق اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، وبما يضمن تحقيق السلام والأمن في اليمن والمنطقة.

تطبيع الحياة في المناطق المحررة

وثمن جهود الحكومة التي تقوم بها من أجل تطبيع الحياة وتثبيت الاستقرار في المناطق المحررة، مؤكدا دعم بلاده لهذه الجهود، كما أكد استعداد بلاده المشاركة في إعادة إعمار اليمن، والدفع بتطوير العلاقات بين البلدين، وتعزيز المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب اليمني في هذه الظروف، وكان السفير الصيني قد قال في بيان له قبيل مغادرته عدن إن بلاده تشعر بقلق كبير من عدم تنفيذ اتفاقيات السويد رغم مضي ثلاثة أشهر على توقيعها، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من كوارث الحرب، مبديا أسفه لذلك.

دعم كل جهود السلام

وأكد السفير الصيني أن تنفيذ اتفاقية الحديدة سيهدئ الوضع في الحديدة وسيفتح الطريق الإنساني وستصل مزيد من المساعدات إلى اليمن بشكل سلس، وأن تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى سيجمع آلاف الأسر، فيما ستعود مظاهر الحياة الطبيعة إلى تعز في حال نفذت الاتفاقية بدلاً من معاناة الحرب التي يعيشها أبناء تعز، وقال السفير كانغ يونغ “إن الصين صديق صادق لليمن، وأضاف “نعتقد بأن الاتفاقيات السويدية ما زالت أملا لحل القضية اليمنية، إن تنفيذ الاتفاقيات سيساعد في بناء الثقة المتبادلة ويضع أساسا للتوافق الوطني”، وجدد السفير الصيني وقوف بلاده إلى جوار اليمن في كل الظروف، ودعم كل جهود السلام في اليمن، مؤكدًا استعداد الصين للقيام بالمساهمات للعملية السلمية اليمنية”.

تخفيف المعاناة الإنسانية

وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم، أبدت دعم بلادها الكامل لجهود الحكومة في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وتخفيف المعاناة الإنسانية، ومكافحة الارهاب، وإعادة الإعمار والتنمية، وتحدثت عن شعور حكومتها بالفخر والسعادة كونها أسهمت في توصل اليمنيين إلى بداية اتفاق، في الإشارة إلى اتفاق ستوكهولم، مبدية استعداد حكومة بلادها على مواصلة تعهدها ودعمها لليمن واليمنيين على الصعيد السياسي والتوصل إلى حل سلمي للأزمة، بالإضافة إلى الدعم المتصل على الصعيد الإنساني وإغاثة اليمنيين.

وتبدّى دعم السويد للحكومة الشرعية خلال لقاء نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري في عدن بالسفير السويدي لدى بلادنا، الذي أكد استمرار دعم بلاده لجهود إنجاح سبل الحل السلمي في اليمن بما يواكب الجهود الدولية في تنفيذ اتفاقية ستوكهولم وتحقيق الأمن والسلام في اليمن .

تقديم الدعم والإغاثي والإنساني

كما زار العاصمة المؤقتة عدن السفير التركي فاروق بوزغوز، وعبر عن سعادته البالغة بزيارة العاصمة اليمنية المؤقتة عدن ولقاء رئيس الوزراء، مجددا التأكيد على دعم بلاده المستمر للشرعية اليمنية وبذل كل ما يسهم في سبيل تعزيز العلاقات بين البلدين، كما أكد استمرار تركيا في تقديم الدعم الإغاثي والإنساني والتعليمي للشعب اليمني، كما جدد السفير التركي التأكيد على موقف بلاده الداعم للشرعية ممثله بفخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي والحكومة، وأكد على موقف تركيا الدائم المساند لوحدة واستقرار اليمن، ودعمها لتحقيق السلام في اليمن المستند على المرجعيات الثلاث.

إلى ذلك، زار السفير السعودي محمد آل جابر العاصمة المؤقتة عدن وأعلن منها أن الحوثيين رهنوا أنفسهم لإيران، وأن الحرب كانت ضرورة وليست خيارا، بحسب وصفه، منعت اليمن من الانزلاق إلى حرب أهلية، وسيطرة ميليشيات تنفذ توجيهات وتعليمات النظام الإيراني على البلاد.

دعم الحلول السياسية

وأشار إلى أن الحوثيين رهنوا أنفسهم لتنفيذ مشروع إيران وسفك دماء اليمنيين، وأوضح السفير أن بلاده تدعم الحلول السياسية السلمية، وآخرها كان اتفاق استوكهولم الذي ما زال حبراً على ورق، رغم مرور أكثر من 100 يوم عليه، مبيناً أن الحوثيين ما إن يوقّعوا اتفاقية حتى ينقلبوا عليها؛ حيث وقّعوا أكثر من 70 اتفاقية منذ الانقلاب، لم تنفذ واحدة منها.

وختاماً، تُعتَبر زيارة سفراء الولايات المتحدة وروسيا وبقية الدول العظمى للعاصمة المؤقتة عدن صفعة سياسية ودبلوماسية واقتصادية عظمى في وجه مليشيا الحوثي الانقلابية التي تعجز حتى الآن عن الحصول على أي دعم يذكر من أي الدول الكبرى، التي ترفض التعامل معها باعتبارها مليشيا انقلابية خارجة على القانون، وهو ما يزيد من تقوقعها وانعزالها يوماً بعد يوم، وفي الوقت نفسه يحمل دلالات قوية على أن نصر الشرعية آتٍ لا محالة، وأنها مسألة وقت ليس إلا.

* نقلا عن صحيفة «الوطن».

شاهد أيضاً

تقرير: تدمير كلي وجزئي لـ4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي.

كشف تقرير حكومي عن تدمير نحو خمسة آلاف مأوى للنازحين، في ثمان محافظات، خلال أبريل ...