الوطن نيوز
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر على ضرورة وحدة الصف ونبذ الفرقة، وتضميد الجراح، والخروج من حالة الشحن السياسي والمناطقي وتجاوز خلافات الماضي.
جاء ذلك في كلمة له صباح اليوم أمام مجلس الوزراء بالعاصمة المؤقتة عدن، في أول جلسة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها المتمردون في ما يسمى بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي” أواخر يناير الماضي.
وافتتح رئيس الوزراء الجلسة بالوقوف دقيقة واحدة، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال الأيام الماضية، في العاصمة المؤقتة عدن، كان انقلاباً وتمردًا على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، لكنه انتهى بعد أن خسر الوطن الكثير من أبنائه العسكريين النجباء، من محافظة عدن وما حولها من المحافظات.
وأشار بن دغر في خطابه إلى أن اليمن ستحتاج – وبالتعاون مع التحالف العربي- إلى جهود كثيرة لمنع تكرار ما حدث.. مضيفًا : إذا لم نقم بهذه الخطوات فإننا سنثبت للعالم أننا نتمتع بالشجاعة، لكننا لا نملك العقل.
وأضاف بن دغر إلى أن “هذه الأحداث ستظل ذكرى أليمة في حياتنا، لن نتحدث عن المتسبب بها الآن، سنترك هذا للمحققين في أسبابها.. مؤكدًا على أن ما لم تكشفه السياسة اليوم سوف تتبدى حقيقته غداً..
ولفت رئيس الوزراء إلى أن “وراء كل حدث هدف، وأن شعبنا شب عن الطوق، ويعرف الحقيقة، والإعلام الكاذب قد يشوَّه الحقيقة اليوم، ولكنه لا يستطيع إخفاءها إلى الأبد”.
التوجيه بمعاملة الشهداء والجرحى معاملك واحدة
وأكد على أن “المهمة اليوم هي في رأب الصدع، وتضميد الجراح، والخروج من حالة الشحن السياسي والمناطقي، وأن نبذل جهدنا في الاهتمام بأسر كل الشهداء دون استثناء، والعناية بالجرحى. كل الجرحى.
وأشار بن دغر إلى أن ” تطبيع الحياة في عدن ورعاية مصالح المواطنين، وقيام مؤسسات الدولة بدورها في تقديم الخدمات ودعم الجهود الوطنية والقومية لاستعادة الدولة، وأعني دعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تحظى بالأولوية في عمل الحكومة”.
ودعا رئيس الوزراء “جميع القوى للقيام بمهمة وطنية عاجلة هي تجاوز الأزمة والتسامح والعمل على معالجة الجراح، التي خلفتها أحداث الثلاثة الأيام الأخيرة من الشهر الماضي.. مشيرًا إلى أن العدو أمامنا ومن ظن أنه منتصر عسكرياً سيتجرع الهزيمة غداً، لكن على يد من لا يرحم”.
دعوة التحالف العربي للتحقيق في أحداث عدن
وطالب رئيس الوزراء بتحقيق محايد، تقوم به المملكة العربية السعودية منفردة، أو تقوم به المملكة مع دول التحالف العربي مجتمعة ،ونحن نثق في قيادة التحالف وفي دول التحالف والحقيقة وحدها هي التي ستحدد سير العدالة، وتحمل المسؤولية من كان مسؤولاً عن هذه الأحداث، ومن كان سبباً في القتل والدمار الذي لحق بعدن وبأهلها واليمن وأهله.
– دعوة للتحقيق في ادعاءات الفساد
وأضاف بن دغر في كلمته “نطالب بالتحقيق فيما جعلته عناصر الانقلاب والتمرد سبباً للانقضاض على الشرعية، وأعني بها تهمة الفساد، نقترح على الأشقاء إرسال خبراء ماليين عرب للتحقيق في هذا الإدعاء الكاذب الذي سوقته آلة إعلامية هائلة القوة، متعددة المنابر، مهدت للتمرد وروجت له، عربياً وعالمياً”.
ونوه بن دغر إلى أننا ” قلنا لهم ولا زلنا نقول تحولوا إلى حزب سياسي، وادخلوا أول انتخابات وستفوزون، ولديكم فرصة كبيرة للوصول للسلطة في المحافظات الجنوبية والشرقية، وحينها تستطيعون إدارة حوار ونقاش مع بقية القوى الوطنية على مطالبكم. أما مجلس انتقالي ولديكم جيش وتريدون فرض إرادتكم بقوة السلاح فذلك سيصطدم بالشرعية التي ينبغي عليها الدفاع عن الدستور، والدفاع عن المصالح العليا للبلاد ومنها الوحدة، وحدة الأرض والشعب، لدى عبدربه عهد وذمة للشعب اليمني كرئيس لليمن، وهو الرئيس الوحيد في الوطن العربي الذي قدم لكم وللمجتمع اليمني مشروعاً اتحادياً تؤيده الأغلبية من أبناء الشعب اليمني، ويقف العالم مسانداً له.”
وأكدد الدكتور بن دغر تقديم الدعم لجهود اللجنة السعودية الإماراتية العسكرية المكلفة بفرض وقف شامل لإطلاق النار..موجهاً شكره للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على هذا الجهد الأخوي المطلوب، وهو شكر موجه لقيادة المملكة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز..مشيراً الى ان جهودهم تكللت بالنجاح، ونزع فتيل الفتنة، ومنع التمرد من الذهاب باليمن إلى المجهول.
كما عبر رئيس الوزراء عن شكره لكل الزعماء العرب الذين رفضوا قتال الأخوة، ونددوا بالتمرد، ومنعوا إيران من التمدد، بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من هدفها الثاني في اليمن.