الوطن نيوز
الوطن نيوز خاص”
تعيش العاصمة المؤقتة عدن توترا منذ الأحد الماضي جراء تمرد مليشيات المجلس الانتقالي الانقلابية على الشرعية بمزاعم واهية لا تمتلك عليها أي أدلة واقعية .
ووصلت الأحداث أوجها باقتحام المليشيات ونهبها للمقرات الحكومية والبنك المركزي وقصفها للأحياء السكنية واختطاف وترويع المواطنين وإقلاق السكينة العامة والعبث بكل ما هو جميل في المدينة وبخاصة في مناطق سيطرتها .
استهداف واضح للشرعية اليمنية التي هي السبب بتشكيل التحالف العربي وتواجده في اليمن .
لم تقف المملكة العربية السعودية متفرجة كما تتمنى مليشيات المجلس الانتقالي الانقلابية؛ كون المملكة وهي قائدة “تحالف دعم الشرعية” تدرك أن المساس بالشرعية ومشروعها هو مساس بمشروعية التحالف وبأمن المملكة واستقرارها وتضحياتها الجسيمة تجاه الشعب اليمني وتجاه أمنها واستقرارها من خطر المشروع الإيراني الخبيث .
ربما المملكة تركت المجلس الانتقالي يتعرى أكثر وأكثر أما الشعب اليمني وأمام المجتمع الدولي، لكنها اليوم ممثلة بملك الحزم والعزم اتخذت موقفا صريحا أكد على نقاط جوهرية تمثل بالنسبة لها أهدافا والتزامات استراتيجية .
تأكيد على التهدئة ورفض العنف
ففي اجتماعه اليوم برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نوه مجلس الوزراء السعودي بضرورة تنفيذ والالتزام بدعوته السابقة التي أكد فيها على التهدئة والحوار وتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بوقف إطلاق النار من الطرفين (الشرعية ومليشيات مجلس الزبيدي).
وجاءت دعوته السابقة على لسان القائد السعودي المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية العقيد المالكي، وتزامنت بوصف صحيفة “عكاظ” وهي سعودية رسمية وأكبر صحيفة في المملكة، بوصفها لمليشيات عيدروس بـ “المليشيات الانفصالية” وهو ما يؤكد وجهة النظر الرسمية للدولة السعودية الرافضة للعنف الذي تمارسه “مليشيات الانفصال والتمرد”، حسب وصف عكاظ السعودية .
لم تفهم مليشيات المجلس الانتقالي الانقلابية الرسالة ولم تلتلزم بالدعوة، فجاء الرد أقوى من خلال اجتماع مجلس الوزراء السعودي اليوم الثلاثاء برئاسة الملك سلمان.
إعادة الأمور إلى نصابها
تعهد الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم خلال الاجتماع بإعادة الأمن والاستقرار إلى عدن وهو ما رآه محللون، تعهد صريح وواضح من ملك العزم والحزم بإعادة الأمور إلى نصابها وإنهاء التمرد .
وتعهد الملك سلمان باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لذلك، كونه التزام مبدأي للملكة التي قادت التحالف لأجل أمن واستقرار اليمن بشكل عام .
ولم يستبعد المحللون أن الإجراءات العسكرية ستكون من بين الإجراءات التي تعهد الملك سلمان باتخاذها لإعادة أمن واستقرار العاصمة المؤقتة عدن.
وطالب اجتماع مجلس الوزراء السعودي بسرعة إيقاف الاشتباكات وإنهاء المظاهر المسلحة التي برزت مع تمرد مليشيات المجلس الانتقالي.
أقوى رسالة
مع مطالبته إيقاف الاشتباكات وإنهاء المظاهر المسلحة فورا، وتعهده باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة أمن واستقرار العاصمة عدن، أكد الملك سلمان ومجلس وزرائه على المواقف الثابتة للملكة العربية السعودية والتي تتعارض كليا مع أهداف وممارسات مليشيات المجلس الانتقالي الانقلابية .
حيث أكد المجلس على “التركيز على الأهداف الأساسية وعلى رأسها استعادة الشرعية وحماية مكونات الدولة وإعادة الأمن والاستقرار وحل جميع القضايا عبر الآليات السياسية المتاحة ووفق المرجعيات الثلاث”.
واستعادة الشرعية التي ذكرها بيان مجلس الوزراء السعودي تعني إنهاء كل مظاهر الانقلاب والتمرد على الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، في أي مكان كانت تلك المظاهر وتحت أي غطاء .
كما أكد البيان على حماية مكونات الدولة التي انقلب عليها عيدروس وعبث بها من مقار حكومية ووثائق وغيرها .
كما أكد البيان السعودي على تلافي أي أسباب تؤدي إلى الفرقة والانقسام وتقويض مؤسسات الدولة في اليمن، والتي يريد الزبيدي ومجلسه أن يكون مؤسسات موازية للدولة، بجيش وأمن وقرار سياسي .
ولوح البيان السعودي بأن تمرد الانقلابي يعتبر محاولة لحرف مسار المعركة المتجهة لاجتثاث الانقلاب الحوثي والمشروع الإيراني من اليمن .
وشدد على الالتزام بالشرعية والعمل في إطارها ووفق المرجعيات الثلاث والتي على رأسها مخرجات الحوار الوطني الضامنة لدولة اتحادية حديثة .
وهذا التأكيد والتشديد والالتزام وبكل أكيد يعتبر رفضا صريحا وحازما لمشاريع الانفصال والتشرذم التي يسعى خلفها عيدروس ومجلسه الانقلابي .