“وطن نيوز” يرصد مجريات حوار رئيس الوزراء مع البي بي سي البريطانية

قال رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر أن حكومته تأمل الوصول إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، لكن ذلك ينبغي أن يرتكز على الرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال الدكتور بن دغر في حوار تلفزيوني مع قناة بي بي سي البريطانية، أن السلام لن يتحقق ما لم يلتزم الحوثيون بالقرار الدولي، والقبول بتطبيق مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، مؤكدا أن مأساة الشعب اليمني تمثلت في الاستيلاء على الدولة، وإسقاط الشرعية والاعتداء على الرئيس، والحكومة، وتدمير كل ما هو على طريق المليشيا من صعدة وحتى عدن.

وأكد رئيس الوزراء، وقوع اعتداء على الشعب اليمني، تسبب فيه انقلاب مليشيا الحوثي وبتعاون صالح، مؤكدا وجود سوء في إدارة الموارد في مناطق سيطرة الحوثيين، واستخدامه لصالح حربهم ضد الشعب اليمني، قائلا: “قليل من المال كان يمكن لمظهر القمامة المنتشر في صنعاء أن ينظفها”.

من جهة أخرى نوه رئيس الوزراء أن الرئيس والحكومة وكل المكونات السياسية المشكلة والداعمة للشرعية لديها موقف واحد بتجنب أي حوار مباشر أو غير مباشر عبر وسيط إقليمي أو دولي، وإنما مع رعاية الأمم المتحدة لهذا الحوار.

وحول حصول مليشيا الانقلاب على أسلحة وإمدادات عسكرية وذخائر، أكد رئيس الوزراء أن الحصار لم يكن حصارا مطبقا بكل ما تعنيه الكلمة، ما سمح بتهريب الأسلحة للميشيا وخاصة الصوراريخ الباليستية، مؤكدا أن اليمن لم يكن لديه كل هذا الكم الكبير من هذه الصواريخ، مشيرا إلى الدعم الإيراني المقدم للمليشيات، وتدريبهم لعناصرها ودعمها لحروبهم ضد الدولة منذ حرب صعدة الأولى.

وبخصوص تشكيل الزبيدي لمجلس انتقالي في عدن، أكد رئيس الوزراء، أن الرئيس هادي والحكومة والقوى السياسية سجلوا موقفا سياسيا من ذلك، وأعلنوا رفضهم لمثل هذه الخطوة، قائلا: “لن نقبل مثل هذا السلوك ولن نستطيع أن نقبل ولن يستطيع أن يقبله شعبنا” وأضاف: “أي ترتيبات تتعلق بعدن، أو بإقليم أو باليمن كلها لا بد أن تجري بالتوافق بين اليمنيين”، مؤكدا أن شكل الدولة ومضونها ووضائفها أمر تم حسمه خلال مؤتمر الحوار الوطني.

وأضاف رئيس الوزراء، أن هذه الخطوة ظهرت في وقت مناسب مكنت الشرعية من التعامل معها، مؤكدا أن معظم القوات العسكري في عدن، قائلا: “لو كانت هناك قوة عسكرية قادرة على فرض الانفصال كما أعلن، لكانت النتائج مختلفة”، لافتا إلى أن خطوة الزبيدي، كادت أن تكون انقلاب، إلا أنه تم احتوائه.

وعن عودة الحكومة ومحافظ عدن، أكد رئيس الوزراء أنه سيعود إلى عدن في الوقت الذي يريد، مشيرا إلى أنه مكث في عدن في الفترة الأخيرة ما يزيد على أربعة أشهر، مضيفا أن الحكومة ستعمل على استيعاب التناقضات الموجودة في عدن، وتحولها لصالح الشعب اليمني.

وقال رئيس الوزراء، في رده على سؤال عن تمثيل الزبيدي وبن بريك لشريحة عريضة من المجتمع في الجنوب، قال رئيس الوزراء إن الحوثي انقلب على الدولة وهو أيضا يمثل شريحة من المجتمع، لافتا إلى أنه ليس كل من أخرج الناس إلى الشارع فهو على صواب.

وحول آلية التعامل مع خطوة الزبيدي وبن بريك، أعرب رئيس الوزراء عن أمنيته بأن لا يتجه الموقف نحو إيقاع العقوبات من قبل الرئيس هادي بأي شكل من الأشكال، وأن يقتصر الأمر على استعاب واحتواء الموقف، وإعادة الأمور إلى نصابها، وإعادة الأمن والاستقرار إلى عدن.

وفيما يخص العلاقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتأثير قرارات الرئيس هادي الأخيرة على هذه العلاقات، قال الدكتور بن دغر، أن الرئيس هادي يتمتع بكامل الصلاحيات فيما يخص التعيين والعزل من المناصب الحكومية، مؤكدا عدم وجود أي إشكالية لدى التحالف بهذا الخصوص.

وقدم رئيس الوزراء نصحية للقوى السياسية والنخب الإعلامية بعدم رفع نبرة العداء والخصومة مع دولة الإمارات، داعيا إياهم إلى عدم الاستمرار في هذا الاتجاه، قائلا: “نحن والإمارات كل لا يتجزأ”، مستدركا: “الشراكة لا تمنع ممارسة الحق الدستوري من جانب عبدربه منصور هادي”، وأضاف: “ليس هناك ما يمنع عبدربه منصور من ممارسة حقه الدستوري والقانوني، في اتخاذ ما يراه مناسبا للحفاظ على اليمن، وتحقيق الهدف الرئيسي والنصر بإذن الله في الأيام القادمة”، مشيرا إلى حصول تنسيق بين مختلف الأطراف على الأرض، قائلا: “اتصالاتنا بالإمارات لن تنقطع ولا يجوز أن تنقطع”.