الأحد , مايو 19 2024 الساعة 10 54
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / السفير ” آل جابر”: اليمنيون اختاروا عروبتهم.. والحوثي لم يبق معه إلا ميليشياته

السفير ” آل جابر”: اليمنيون اختاروا عروبتهم.. والحوثي لم يبق معه إلا ميليشياته

كشف السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر عن «إيجابية» سبق لحزب المؤتمر الشعبي العام إبداءها منذ مشاورات الكويت التي باءت بالفشل، إثر تعنت الحوثيين في أغسطس (آب) 2016. واعتبر السفير في حديث مع «الشرق الأوسط» مواجهة المشروع الإيراني من قبل اليمنيين تغيراً استراتيجياً في اليمن، ومستقبل المنطقة، وقال: «إيران ترسل الموت لليمن».

وفي تعليقه على تصريحات الخارجية الإيرانية التي طالبت «المؤتمر» والحوثيين بالتهدئة، استغرب السفير المطالب، لافتاً إلى أنها لم تطلب ذلك قبل أن تشعر طهران بانتفاضة ضدها. ويرى الدبلوماسي السعودي أن الحوثي لم يبق معه إلا ميليشياته، أما اليمنيون فقد اختاروا دولتهم وقبيلتهم وعروبتهم.

الحديث جرى مساء الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الحالي عشية الليلة التي أعقبها مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ولم يتسن طرح سؤال على السفير حول التداعيات، إلا أن السفير غرد عبر حسابه في «تويتر» قائلاً: إن «المملكة دوماً مع أشقائنا اليمنيين مهما يحدث من جرائم حوثية، وما قام به الحوثي من غدر ونقض للعهود جزء من تربيته الإيرانية». فإلى نص الحوار:

– هل الأزمة ما زالت يمنية – يمنية؟

– ما حدث في صنعاء يؤكد أن الأزمة هي يمنية – يمنية، والمملكة تدعم الشرعية التي أصدرت بياناً يرحب بما ورد من المؤتمر الشعبي العام، والشرعية طلبت الدعم هذا التحالف العربي الكبير من 12 دولة، لإنقاذ الشعب اليمني.

– قبل انتفاضة الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي. هل تلقت الدول الراعية للسلام في اليمن أي إشارات إيجابية من حزب المؤتمر للتجاوب مع الحل في إطار جهود الأمم المتحدة؟

– المؤتمر الشعبي العام منذ مشاورات الكويت كان أكثر إيجابية، وهذا معروف لدى أغلب سفراء الدول الراعية للسلام في اليمن، معروف أنه أكثر قدرة على التفاوض، لأنهم سياسيون ويشعرون بأن الحوثي ليس شريكاً حقيقياً بل سيخونهم في أي وقت وسيقتلهم، وهم ليس لديهم جيش منظم، هم قبائل صحيح وضباط حرس جمهوري لهم ولاءات مع الرئيس اليمني السابق، لكن الحوثيين ليسوا منظومة سياسية مثل «المؤتمر»، بل مجموعة ميليشيات مدربة من «حزب الله» وإيران، ويستبيحون قتل أي إنسان بسهولة من دون أي اعتبارات أو موروث ديني أو ثقافي، ولا حتى اعتبارات أخلاقية، ولذلك كان يستشعر «المؤتمر» الخطر، وما تم في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي كان واضحاً للجميع.

– كيف سيجري التعاطي مع الحوثيين إذا ما تراجعوا وأعلنوا التجاوب مع الحل السياسي؟

– الحوثيون منذ العام 2004، واليمنيون يطالبونهم بالانخراط في العمل السياسي، ثم طالبوهم في 2011، ثم طالبوهم في 2014. العالم كله منذ عامين ونصف العام يطالبهم بالحل والتسوية، والحوثيون ليس لديهم حتى نية للتجاوب. الحوثي لا يمثل إلا إيران، وطهران ترى أن استمرار تدخلها في العالم العربي استمرار لتصدير الثورة وتجهيل العالم العربي وإفقاره، الحوثي لا صلة له بالالتزام السياسي، فهم حضروا اجتماعات الحوار الوطني الشامل عشرة أشهر، ووقع عليها ثم نقضها، ثم جاء في اتفاقية السلم والشراكة في العام 2014 أصر عليها ونقضها، هم ليس لديهم رغبة في أي سلام.

– هل الحل العسكري هو الحل الوحيد حالياً برأيك في ظل تعنت الحوثيين للانخراط في حل سياسي؟

– اليمنيون أنفسهم يرفضون ما يقوله الحوثي، وهذا علي صالح تحالف معهم وغدروا به، ومن الواضح جداً أن الحوثي لن يطلب حلولاً سياسية، وإن طلبها فهو طلب تكتيكي.

– ما أبرز ملامح الخطة الشاملة للمساعدات الإنسانية المزمع إعلانها قريباً؟

– الخطة هدفها الرئيسي مساندة الشعب اليمني ودعمه بكافة المجالات الإنسانية والإغاثية، وبما يضمن وصولها للمستفيد، وبما يدعم الاقتصاد.

– بماذا تردون على اتهامات للسعودية بأنها تحاصر اليمن واليمنيين؟

– هذه اتهامات باطلة وغير حقيقية. المملكة شقيقة لليمن، ومنافذها مفتوحة ومليارات الدولارات دفعت لمساعدة الأشقاء اليمنيين وإنقاذهم، لكن هناك إثباتاً واضحاً للمجتمع الدولي، إذا أراد أن يرى الحقائق، فقد ظهر علي عبد الله صالح في التلفزيون، وقال «الحوثيون فقرونا وجوعونا وجندوا أطفالنا»، هذه قالها صالح وهو في صنعاء ومتحالف معهم، وأعتقد أن الصورة واضحة.

– بحكم معرفتك بالشعب اليمني، هل ترى أنه اتخذ القرار المناسب بالاصطفاف صوب الجمهورية؟

– لم يتبق مع الحوثي إلا ميليشياته المسلحة، أما الشعب اليمني فقد انضم لدولته وقبيلته، وعروبته، وأنا على ثقة تامة أن الشعب اليمني يدرك مخاطر هذه الميليشيات، سواءً من الناحية الفكرية أو من خلال تجاربه السابقة التي مارس فيها الحوثيون أصناف العذاب والانتهاك وتجويعه أيضاً وإفقاره، وتحويله من شعب صاحب عادات وموروث ثقافي عظيم إلى قتال إلى جانب إيران في معركة لا ناقة له فيه ولا جمل، ولصالح إيران، وكل العروض التي قدمت للحوثي للسلام تصب في مصلحة الحوثي والشعب اليمني، وكل الحلول قدمتها لهم الحكومة الشرعية إلا أنهم يرفضون تسليم السلاح ومستمرون في القتال.

– كيف تقرأ دعوة المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لحزب المؤتمر الشعبي العام والحوثيين لضبط النفس والتهدئة؟

– هذا حرص منهم على الميليشيات. لم تطلب إيران هذا من قبل فهم يمدون الحوثيين بالذخيرة والسلاح، كالصاروخ الباليستي الذي استهدف الرياض في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، واعترضته قوات الدفاع الجوي السعودي. وكم من الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية ضد اليمنيين، ولم نرَ طهران أو «حزب الله» أو المنظمات التابعة لإيران تطالب بالتهدئة، إلا عندما شاهدت انتفاضة الشعب اليمني ورفضه الميليشيات. جميعنا شاهدنا كيف واجه اليمنيون ميليشيات الحوثي دون ذخيرة وسلاح، وهذا تغير استراتيجي في اليمن ومستقبل المنطقة ككل، هذا مركز انطلاق حقيقي من الميدان لرفض العرب أي وجود إيراني داخل أراضيهم.

– هل هناك أي اجتماع للرباعية أو الخماسية قريباً؟

– انعقدت الرباعية والخماسية في لندن، وبعدها مباشرة رفضها الحوثيون، وأطلقوا صاروخاً باليستياً استهدف خميس مشيط وتم تدميره، وفي الوقت نفسه هاجم الحوثيون منازل قيادات المؤتمر الشعبي العام ومنازل رئيس المؤتمر وجماعته وأقاربه، في محاولة للسيطرة على الأمور في صنعاء.

– هل أرسلت إيران أي مساعدات إغاثية لليمن؟

– إيران، أرسلت، ذخيرة وصواريخ وسلاحاً لقتل اليمنيين ولتهدد السعوديين والملاحة الدولية في البحر الأحمر. إيران ترسل الموت لليمنيين.

– لكن هناك من يقول في إيران إنهم أرسلوا مساعدات غذائية؟

– إيران لم ترسل شيئاً غذائياً، إيران تقتل العالم العربي. العراق بجانبها وأرسلت له الميليشيات لقتل العراقيين وإشعال الحرب الطائفية وخلق الفتنة في عالمنا العربي.

– هل السعودية مستعدة مباشرة فور أن تنتهي أزمة اليمن؟

– لا شك أن إعادة الإعمار في اليمن سبق وأن اجتمع عليه العالم منذ العام 2008 في مؤتمر أصدقاء اليمن. وقدمت السعودية مليارات الدولارات للشعب اليمني عن طريق حكومته، وعن طريق منح فرص العمل، ودعم كل المرافق والمؤسسات اليمنية، وأيضاً الجمعيات الحكومية للضمان الاجتماعي، وقدمت دعماً كاملاً للشعب اليمني، وبالتالي في حال انتهاء الأزمة وتوصل اليمنيين لحلول تعيد لهم دولتهم وأمنهم واستقرارهم فإن إعادة الإعمار ستعود من المملكة ودول الخليج والمجتمع الدولي ككل.

– كم المبلغ المرصود من السعودية لإعادة إعمار اليمن؟

– لا أعرف بالضبط كم المبلغ تحديداً، لكن تتحدث الدول عن أرقام كبيرة جداً لصالح الشعب اليمني.

– هل هو رقم ملياري؟

– بالفعل، يقدر بمليارات الدولارات.

شاهد أيضاً

لا تجلبوا الحرب إلى هنا”.. جيبوتي ترفض طلبا أمريكيا بإجراء عمليات ضد الحوثيين من أراضيها (ترجمة خاصة).

  كشفت الحكومة الجيبوتية عن رفضها طلباً للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام أرضيها لشن عمليات ضد ...