السبت , مايو 18 2024 الساعة 18 39
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / الانقلابيون الحوثيون والانقلابيون الجدد.. وسيلة موحدة وهدف مشترك.. (تقريرخاص )

الانقلابيون الحوثيون والانقلابيون الجدد.. وسيلة موحدة وهدف مشترك.. (تقريرخاص )

.الوطن نيوز”خاص”

“الشعب يريد إسقاط الحكومة”.. بهذا الشعار هتف الانقلابيون بصنعاء قبيل انقلاب 2014 ضد حكومة الوفاق الشرعية -أنذاك- وانطلقوا في مخطط الانقلاب على الشرعية وإسقاط الدولة، مستغلين عواطف البسطاء واحتياجات المواطنين منهم.

زعم الانقلابيون أن خلاص المواطنين من المعاناة بأيديهم وأنهم أرباب الحرية وأسياد الكرامة وحملة النور والعدالة للمظلومين والكادحين، وأنهم القادمين من ميادين الكفاح الوطني بمشروع دولة قوية مستقلة تنعم بالأمن والاستقرار ويسودها العدل والمواطنة المتساوية.

واحتشد الانقلابيون مطالبين بإسقاط “حكومة الفساد” ومتوعدين بخطوات تصعيدية ما لم تستجب الحكومة لمطالبهم.

وفي الوقت الذي كانوا يطالبون فيه بإسقاط الحكومة وادعاء تمثيل الشعب، كانت أياديهم التخريبية شغالة على امتداد الوطن -في ظل تحالفهم مع المخلوع صلح- فعملوا على عرقلة الحكومة وافتعال الأزمات والإخلال بالأمن والسكينة العامة وعرقلوا كل الجهود لاحتواء الأزمات بمنطق مليشاوي حاقد، لتجييش البسطاء من المواطنين ضد الحكومة الشرعية، حتى حققوا هدفهم بإسقاطها.

وما إن تسلطوا حتى فتحوا السجون والمعتقلات وبدأت ماكينة التصفيات السياسية تتحرك وعملوا على إقصاء الأطراف غير الموالية لهم وتسببوا باندلاع الحروب في كل ربوع الوطن واثارة الفتن الطائفية والمناطقية وأدخلوا الشعب والوطن في دوامة من العنف والفوضى والاقتتال وسفك الدماء، وكل ذلك بدعم إيراني.

اليوم وكأن المشهد نفسه يتكرر في العاصمة المؤقتة عدن، حيث فوجئ الشارع الجنوبي بتشكيل محافظ عيدروس الزبيدي المقال لمجلسه الذي أسماه “الانتقالي الجنوبي” مستخدما نفس الشعارات التي رفعها الحوثيون للمطالبة بإسقاط الحكومة الشرعية وادعاء تمثيل الشعب في المحافظات الجنوبية وصرف الوعود والأوهام والأمنيات غير إدراك بحساسية المرحلة التاريخية الحرجة التي تمر بها بلادنا بعد الانقلاب الحوثي وصالح على الشرعية ومخرجات الحوار الوطني التي حددت شكل الدولة كدولة فيدرالية من ستة أقاليم.

ليس شعار “إسقاط حكومة الفساد” فقط هو ما وحد هدف كلا الكيانين (انقلابيو صنعاء ومتمردو مجلس عيدروس)، بل الواقع يحكي قواسم مشتركة بين الكيانين وخطوات متماثلة إلى حد كبير سلكها الكيانان في مشروع لم يخف الواقع ملامح اتجاهه!

بل إن أياد إيرانية شاركت في صنع الكيانين ولم يعد ذلك خافيا إلا على من صم أذنيه وأغمى عينيه وحجب عقله، فقد كشفت مصادر إعلامية عن لقاء جمع ممثلين عن الكيانين في جنيف وتدابرا الأهداف المشتركة لتقويض الشرعية وإسقاطها، فمن جهة يحارب الحوثيون الشرعية في عدة جبهات خارج المناطق المحررة، ومن جهة أخرى يفتعل مجلس عيدروس الفوضى والعراقيل أمام جهود الحكومة الشرعية في تطبيع الأوضاع في المحافطات المحررة.

وكما أرسل ذراع إيران في لبنان “حزب الله” خبراءه العسكريون إلى الحوثيين في شمال الوطن؛ فإن قيادات سياسية انفصالية موالية للمجلس وداعمة له، تقيم في الضاحية الجنوبية بلبنان وتعقد فيها اللقاءات مع قيادات شيعية لتدابر أمور دعم جهود تقويض الشرعية في جنوب الوطن.

وقد اختلق الانقلابيون (الحوثي وصالح) الأزمات والفوضى وصنعوا الاختلالات الأمنية، حيث ضربوا أبراج الكهرباء والآبار النفطية وتقطعوا على المشتقات النفطية واختلقوا الأسواق السوداء ونفذوا الاغتيالات وتمردوا على قرارات الشرعية، وكانت تلك بدايات لإسقاط الحكومة أنذاك، وما نراه اليوم رأي العين من ممارسات لمجلس عيدروس ومليشياته المسماه (بالحزام الأمني) وقياداته المتمردة والخارجة عن إطار الشرعية ومؤسساتها الأمنية، من احتلال لمبنى محافظة عدن، والتمرد على قرارات الشرعية، وكتم الحريات، وافتتاح السجون غير النظامية والاعتداء على قوات الحكومة الشرعية ومنع المشتقات النفطية لتزويد محطات الكهرباء من الوصول واقتحام المساجد والمساكن وتنفيذ عمليات تهجير والتواطؤ الأمني مع الجماعات الإرهابية وغيرها من الممارسات الخارجة عن القانون؛ ماهي إلا صورة من صور استهداف الشرعية التي سبقههم بمثلها الانقلابيون في صنعاء.

من جهة أخرى، عمل الحوثيون على نسف مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي وقعت عليه جميع المكونات اليمنية بمن فيها هم، وانقلبوا عليها ليس لشيء إلا لأنها تعارض مصالحهم الضيقة المرتهنة لجهات خارجية.
ويسعى عيدروس اليوم ومجلسه لنسف مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي أنصف القضية الجنوبية وحقق لها من النجاح والعدالة ما لم تحظ به طوال تاريخيها، وليس هذا منة بل جمينعا يدرك أنه واجب كل يمني وطني أن يقر بأي أخطاء ويعمل على إنصافها، لكن عيدروس الانقلابي اليوم وزمرته يدعون للانفصال ويرفضون تلك المخرجات في تحد واضح لإرادة شعبية بمباركة عربية ودولية، وما رفضهم ذاك وتمردهم إلى عن مصالح شخصية فقدوها وأوهام مستقبلية يحلمون بها.

إعلاميا، يشن الانقلابيون في صنعاء هجمات مستمرة طافحة بالتضليل والتزوير والكذب والبهتان ضد الحكومة الشرعية على كافة الصعد، وفي المقابل سخر الانقلابيون الجدد في عدن آلة إعلامية كبيرة لاستهداف الشرعية ونشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار وخلق البلبلة والخداع في عقول البسطاء من المواطنين من خلال قنوات فضائية وعشرات المواقع الإخبارية ولوبي واسع من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، وللمتابع أن يعرف نسبة استهداف تلك الآلة للرئيس هادي والحكومة الشرعية في مقابل استهداف الآلة نفسها للمليشيات الانقلابية (الحوثي وصالح).

ولعل آخر تلك الهجمات الإعلامية التي اشترك فيها الكيانان، استهدفت مشروع الحكومة الشرعية في مد الكيبل البحري ونقل مقر تحكم الاتصالات والانترنت الى العاصمة المؤقتة عدن وتوجية رئيس الوزراء بتحويل 5 مليار لصالح هذا المشروع الكبير بناء على توجيهات رئيس الجمهورية.

حيث اتهم انقلابيو صنعاء عبر وزير خارجيتهم هشام شرف الحكومة الشرعية بالسعي نحو الانفصال بذلك المشروع وهو ما نفته الحكومة جملة وتفصيلا عبر ناطقها الرسمي، حيث أكد راجح بادي ان الحكومة الشرعية هي الأحرص على وحدة الوطن وتستمد شرعيتها ودعمها محليا وأمميا ودوليا على هذا الأساس، وتسعى للحفاظ على هذا المنجز التاريخي الذي حاولت مليشيات الانقلاب بحربها الهمجية وانقلابها المسلح على السلطة الشرعية، الانقضاض عليه وهدمه حفاظا على مصالح قادتها الشخصية وخدمة لاجندة اقليمية معروفة”.

وأشار إلى أن ما يخيف مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية من مشروع الاتصالات، هو أنها ستفقد اهم مواردها للنهب، وليس ادل على ذلك من اعترافها رسميا بانها جنت ارباح قدرها 98 مليار ريال من المؤسسة العامة للاتصالات كما هو معلن منهم..متسائلاً اين ذهبت تلك الايرادات فيما موظفي الدولة في مناطق سيطرتهم لأكثر من عام دون رواتب.

ومن جهتهم يتهم الانقلابيون الجدد “مجلس عيدروس” الحكومة بالفساد والنهب من وراء هذا المشروع، ويلتقي الكيانان في هدف تشويه صورة الحكومة الشرعية والتقليل من أهمية هذا المشروع والذي يعتبر الثالث من نوعه عالميا حيث سيربط ثلاث قارات (آسيا-أوروبا-أفريقيا-).

ونود أن نلفت قبل الختام، أن الكيانين شكلوا مجالس سياسية وزعموا أنها تمثل الشعب -وهذا ما ينافيه الواقع الرافض لهما- كما يتهم الطرفان خصومهم بالإرهابيين!

في الختام نرى من الضروري التذكير بأن الشعب اليمني وشرعيته المتمثلة بخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية برئاسة بن دغر وبجانبهم أشقاءهم في التحالف العربي ومعهم المجتمع الدولي الذي رفض انقلاب الحوثي وصالح سيرفض أي مشاريع أخرى مشابهة بعد كل التضحيات التي قدمها اليمنيون وأشقاءهم العرب.

فلم يعد لأصحاب المشاريع الصغيرة والانتقامية مكان وسط الكم الهائل من التضحيات، ولقد بزغ فجر اليمن الاتحادي الحديث، فلتذهب المشاريع الظلامية إلى غير رجعة.

شاهد أيضاً

حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية.

ضبطت حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب أمس، 156 مخالفة غذائية وصحية تنوعت بين أطعمة ...