الأحد , مايو 19 2024 الساعة 18 40
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / مؤشرات الانهيار في كيان المليشيات الحوثية.

مؤشرات الانهيار في كيان المليشيات الحوثية.

كتابات/ عارف الملكي

حين وجدت مليشيا الحوثي نفسها في هرم السلطة الانقلابية فجأة، ولكونها قدِمت من محاضن الموت وثقافة التعصب والكراهية وتقديس الأفراد والاستقواء بقوة السلاح، ولا تؤمن بالشراكة وليس في قاموسها السلم والحوار، وتقوم ثقافتها على المطامع الأنانية، فشلت في اقناع المجتمع بأنها سلطة.

ولأنها لا تمتلك لغة الدولة ولا ثقافة القانون، مرجعيتها البندقية وسلطة الأمر الواقع وقانون الموت، ستفشل عما قريب بالسيطرة على مجريات الأمور وإدارة الثقل البشري المتواجد في 11 محافظة تسيطر عليها بقوة السلاح، وتديره بالتجويع والتركيع والترهيب، وتحكم أهلها بالاغتيالات والاعتقالات التعسفية والاخفاء القسري، والقتل والسحل، واغتصاب الحقوق ونهب الممتلكات ومصادرة العقارات، وعدم صرف المرتبات للموظفين منذ 9 سنوات.

مؤشرات فشلها توحي باقتراب سقوطها لا محالة، وأهم هذه المؤشرات هو الصراعات البينية بين أجنحتها المختلفة الرؤى والمتباينة الأهداف، حيث يمثل كل جناح نفسه ويسعى لتحقيق مطامعه عبر التخلص من الآخر.

لذلك برزت ظاهرة “الاغتيالات” في الأعوام الأخيرة بين قيادات المليشيات، لعدة عوامل أهمها تحقيق المطامع والتنافس على العقارات المنهوبة والأموال المسلوبة وبناء الثراء الفاحش تحت مظلة الكيان المليشاوي، وتعويض الشعور بالنقص، والتهميش من بعض العناصر النافذة في الكيان.

صراع الأجنحة بين “هاشميي الكهوف” و ” هاشميي الطيرمانات” يعد واحداً من أخطر الصراعات المهددة لكيان المليشيات، لشعور كل جناح بأحقيته قرين تضحياته، وقد وصل إلى استهداف نجل حسين الحوثي بالقتل، يليه الصراع بين الهاشميين والمتحوثين من أبناء القبائل الذين يتصدرون أرقام قياسية بالتضحية بأبنائهم والزج بهم إلى محارق الموت في سبيل الفكر السلالي، حيث يعتبرهم الهاشمييون “القناديل” مجرد “زنابيل” تنتهي مهمتهم حين يعودون اشلاء ممزقة في صناديق خضراء. الأمر الذي يجعل “الزنبيل” القبائل يشعرون بالتذمر من التهميش الحاصل.

“الإضرابات” من العمل من قبل المعلمين يتنامى بشكل قوي وسيتحول إلى عصيان مدني في كافة القطاعات المدنية، يتواكب مع حملات اعلامية الكترونية تؤيد الاضرابات وتعرض معانات الموظفين أمام المجتمع الدولي، في ظل عجز المليشيات عن ايفائها بصرف المرتبات المنهوبة منذ 9 سنوات، في وقت تزايدت الإيرادات لدى المليشيات.

الممارسات الفكرية السلالية التي تحاول المليشيات فرضها على الناس بالقوة متحدية القيم الوطنية والثقافة المدنية المتجذرة في نفوس المجتمع اليمني، المتشرب لمبادئ الجمهورية وثقافة الدولة، واستهداف العقيدة وتجريف الهوية اليمنية والولاء الوطني، وتفخيخ عقول الأجيال والناشئة بفكر الكهنوت والتعصب السلالي، سيشكل ردة فعل قوية تعكس غضب الشارع ورفضه لهذه الممارسات المستوردة من إيران والدخيلة على ثقافة اليمنيين وفكرهم الوسطي.

شاهد أيضاً

للرئيس “العليمي” في العيد تحية!!

  بقلم “عبدالرحمن جناح هذه تحية خالصة وصادقة وواجبة أقدمها بلا أي تردد لفخامة الرئيس ...