السبت , مايو 4 2024 الساعة 20 44
آخر الأخبار

متابعات الوطن نيوز- تقارير مسار

نظمت جماعة الحوثي الاثنين، مسيرة مسلحة لمقاتليها نحو محافظة تعز جنوب غربي البلاد.
المسيرة ضمت نحو 10 ألف مقاتل، وفق إعلام تابع للجماعة المدعومة من إيران، ورافقتها مروحيات حلقت بعلو منخفض لمدة يومين، في سماء مدينة إب، ما أثار الخوف في نفوس السكان بالمدينة الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وينحدر غالبية المشاركين في المسيرة الاستعراضية من أبناء محافظة ذمار التي تواجه الجماعة اتهامات منذ اندلاع النزاع باستخدام شبابها وأطفالها، والزج بهم في المعارك المستمرة مع الجيش اليمني بمناطق متفرقة من البلاد.

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يأتي بعد اختتام الجماعة لمراكز صيفية تدريبية، قُدر عدد المشاركين فيها بنحو 60 ألف طفل.

ويسيطر الجيش اليمني على مركز محافظة تعز، الذي تفرض عليه الجماعة حصارا خانقا منذ نحو 9 سنوات، وتمنع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى السكان والمتضررين.

 

*عودة للحشد والتصعيد*

وعقب انطلاق مسيرتها الاستعراضية اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بتدشين مرحلة جديدة من التصعيد والدفع بالمقاتلين نحو محافظتي تعز ولحج.

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن “مليشيا الحوثي تمارس هذا التصعيد العلني والسلوك الاستفزازي أمام مرأى ومسمع من العالم ضاربة عرض الحائط بجهود التهدئة التي تبذلها الدولة الشقيقة والصديقة”.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمغادرة مربع الصمت المخزي وإعلان موقف واضح من هذا التصعيد.

ويخشى مراقبون أن تكون الحشود الحوثية المستمرة نحو جبهات القتال مقدمة لبدء جولة جديدة من الصراع، ونسف آمال التهدئة، وجهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة وجهات إقليمية ودولية.

 

إبقاء المشهد العسكري ساخنا

المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي قال لـ “مسار للإعلام” إن “هذه المسيرة الراجلة لما يفترض أنهم مسلحين بهذه الأعداد من ذمار إلى تعز الهدف منها هو إبقاء حالة الجهوزية، خاصة أن الحوثيين يضعون معركة تعز ضمن الأجندة العسكرية بالنسبة لهم”.
واعتبر أن الخطوة “تهدف لإبقاء المشهد العسكري ساخنا، وتحفيز عناصر الجماعة، تحسبا لأي معركة أو تطور عسكري خلال الأيام القادمة”.

وفيما أشار إلى أن الجماعة تمارس ضغطا معنويا على مقاتلي تعز؛ حذر من التهوين من هذه الحشود وتأثيرها العسكري والمعنوي”.

وأردف قائلا: “في تقديري الشخصي جهوزية المدافعين على تعز كفيلة بردع أي محاولات لأخذ المسألة إلى مواجهات عسكرية شاملة”.

الناشط السياسي “صدام الحريبي” قال في حديث مع مسار للإعلام، إن “الحشد الحوثي نحو تعز يهدف لإيصال رسائل لأبناء تعز ولليمنيين بشكل عام لاسيما في ظل وجود قيادات عسكرية حوثية متورطة بحصار تعز في مكة ”

وسخر الحريبي من الحديث عن إمكانية التفاوض مع الحوثيين ودفعهم نحو السلام في ظل هذا التحشيد، مشيرا إلى أن تاريخ الجماعة شاهد على نكثها بكل العهود والاتفاقيات الموقعة معها.

 

استعداد قتالي في تعز

بدوره “عبد الباسط البحر” نائب ركن التوجيه المعنوي بقيادة محور تعز العسكري، قال لمسار للإعلام إن “هذه الاستعراضات الذي يقوم بها العدو نحو تعز، لا قيمة لها عسكريا ولا قتاليا”.
وأوضح أن الاستعراضات العسكرية تتم بتنفيذ بروفات على أسلحة، وحركات عسكرية على عروض ومن هذا القبيل؛ مشيرا أن “ما يقوم به الحوثي من نشر أفراد في سن الأطفال الطرقات بين المحافظات أو كما يسميها مسيرة راجلة هي وسيلة دعائية هدفها إعلامي وليس لها فائدة عسكرية أو قيمة أو أثرا ميدانيا”.

وأضاف أن “ما تقوم به مليشيا الحوثي يظهر عجزها، وفشلها، وعدم قدرتها على تحشيد مقاتلين وتعزيز جبهاتها، فتلجأ لهذه الاستعراضات لمحاولة التخويف وإثارة الرعب في نفوس اليمنيين”.

وأكد البحر أن “تعز لا يرهبها مثل هذه الحشود، وتستطيع كسر شوكة الحوثيين وإعادة مقاتلي الجماعة في توابيت إلى معاقلهم”.

وتابع أن “أبطال تعز من الجيش والمقاومة والحاضنة على أهبة الاستعداد والجاهزية التامة وفي قمة المعنويات والارادة القتالية للانقضاض على شذاذ الافاق من قطعان المليشيات”، حد وصفه.

 

جماعة لاتفقه شيئا عن السلام

الصحفي والناشط الحقوقي “هشام اليوسفي” اعتبر بدوره أن “هذه الاستعراضات ليست جديدة (..) فهذه الجماعة لم تؤمن يوما بالسلام ويقوم مشروعها على الحروب منذ نشأتها”.

وأضاف في حديث مع مسار للإعلام: “حتى الادبيات التي تنشرها هذه الجماعة سواء في وسائل إعلامها أو في المحاضرات التي يلقيها زعيمها، لا يوجد السلام بمعناه الحقيقي في ثنايا ذلك”.

وأشار إلى “تناقض هذه الاستعراضات العسكرية والتحشيد الطائفي مع الدعوات التي يطرحها المجتمع الدولي من أجل السلام، مايعكس طبيعة هذه الجماعة وسلوكها الإجرامي الغادر”.
وأضاف أن “هذه الجماعة بنت نفوذها وسلطتها من الحرب والعنف والاعتقالات، ولن تكون مستعدة للتضحية بذلك من أجل السلام الذي ترى أنه سيرسم أولى ملامح نهايتها وتلاشيها”.

شاهد أيضاً

تفجير المنازل وتهجير السّكان.. قواسم مشتركة بين الإرهاب الحوثي والاحتلال الصهيوني.

متابعات الوطن نيوز- 26 سبتمبر في الـ 10 من مارس 1948 اجتمع قادة الحركة الصهيونية ...