السبت , مايو 4 2024 الساعة 15 53
آخر الأخبار
الرئيسية / غير مصنف / ,قصة الهجوم على مأرب.

,قصة الهجوم على مأرب.

كتابات : عبدالوهاب طواف

سبعة أشهر من الإعداد والتجهيز لعملية “الفتح المبين” لاِسقاط مأرب، والسيطرة على صافر..

الفتح المبين اسم العملية التي تخوضها مليشيات الحوثي الإيرانية ضد مأرب.

عملية تم نسج خيوطها بدقة من قِبل خلية يترأسها حسن ايرلو ضابط الحرس الثوري الإيراني في صنعاء، وتشكلَت من خبراء من الضاحية الجنوبية لمليشيات حزب الله، ومن قيادات حوثية برئاسة يحيى الشامي ويوسف المداني وعبدالله يحيى الحاكم وعبدالخالق بدر الدين الحوثي وضيف الله رسام.

حشدوا لها إمكانيات ضخمة، بشرية ومالية ولوجيستية وإعلامية.

شكلوا فريقا للتواصل مع قيادات وضباط وأفراد في الجيش الوطني في مأرب، وكذلك مع مشائخ القبائل، بهدف كسبهم إلى صفوفهم، أو تحييدهم، أو على الأقل أحداث بلبلة وزرع الشك بينهم.

قدموا وعودا سخية للبعض، ومبالغ مالية كبيرة بالدولار وبالريال السعودي للبعض الأخر.

وفي مداخلة متلفزة لحسن نصر الله مع الخلية، قال لهم بأن يكون هجومهم ضد مأرب كاسحا، قويا، مرعبا، وسريعا “حسب تعبيره”، ومن كل الجهات، ويبدأ ساعة الظهيرة.. وأضاف ” الآن العالم مشغول بعملية انتقال السلطة في أميركا، والسعودية في حالة ترقب وسكينة، وهي فرصتكم الأخيرة، ليس لإحراز نقاط قوة جديدة فحسب، بل لحيازة القوة باكملها، وإن لم تحسموا الحرب لصالحكم الآن، ستجدون أنفسكم في المستقبل عاجزين عن تجنيد مقاتلين جدد، وستعانون من نقص في المعدات العسكرية، وسيتصاعد الغضب الشعبي ضدكم.

عبدالملك الحوثي تواصل شخصيا مع كثير من مشائخ وقيادات محافظتي مأرب والجوف، في محاولة لكسبهم إلى صفه، وعلى لسانه، قدم محمد عبدالسلام وعودا لبعض الشخصيات الوازنة في الداخل والخارج كلا على انفراد، بدعم ترشيحهم لرئاسة الجمهورية في الفترة المقبلة، بهدف خلخلة الصفوف، وتحييد الفاعلين عن أي مشاركة قد تجهض جريمتهم.

فعلا نجحوا في تحييد البعض وشراء البعض، إلا أن الأغلبية رفضوا اغراءاتهم ووعودهم وتعهداتهم.

هذه العملية بالذات حظيت بدعم واِسناد ومتابعة من مليشيات إيران في العراق وسوريا ولبنان، لما لها من تأثير مباشر على مستقبل الحوثيون في اليمن خاصةً، وعلى المشروع الشيعي في المنطقة.

نعم، تعرقلت العملية عن تحقيق كامل أهدافها، إلا أنها لم تفشل حتى الآن.

نعم، هناك صمود من الجيش ومن المقاومة الشعبية، وهناك تضحيات كبيرة بشرية ومادية، وهناك إسناد مؤثر من طيران الأشقاء السعوديين، إلا أن المليشيات مازالت مستميتة في هجومها، برغم خسائرها الكبيرة بشريًا ومادياً، لأهمية مايسعون لأجله.

الآن أولوية الجميع في افشال العملية، وفي دحر الإرهاب الحوثإيراني، أما في المرحلة القادمة فتحتاج الحكومة اليمنية لإعادة ترتيب كثير من الملفات، ابتداء بترتيب الداخل، سياسيا، قبليا، عسكريا، ثم بحث مستقبل العلاقة مع التحالف، وتجهيز بدائل لمواصلة جهود اِستعادة الدولة، في حالة توقف دعمه لعملية إنقاذ الشعب اليمني.

اليوم اليمن في وضع أصعب من أي وقت مضى، وأمام الحكومة تحديات كثيرة داخلية وإقليمية ودولية، وتحتاج لجهود استثنائية لتجاوز المرحلة، والمضي في معالجات تضمن للبلد الخروج من هذه المأساة، التي احالت البلد إلى خيمة عزاء كبيرة..

نسأل الله حُسن المخرج وحقن دماء الشعب اليمني.

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...