الأحد , مايو 19 2024 الساعة 01 09
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / مأرب.. منطلق الثورة وحارس الجمهورية الذي حطّم أحلام الإماميين القدامى والجُدد (تقرير).

مأرب.. منطلق الثورة وحارس الجمهورية الذي حطّم أحلام الإماميين القدامى والجُدد (تقرير).

متابعات “الوطن نيوز – أوام أونلاين ”

سطرت أرض سبأ ورجالها الأحرار تاريخ حافل بالنضال الأسطوري والملاحم البطولية في مقارعة الإمامة قديماً وحديثاً، ولمأرب اليد الطُولى في هدم مداميك الحكم الإمامي الظلامي وميلاد النظام الجمهوري المجيد.

ويكمن أهمية دور أبناء مأرب في مقارعتهم للإمامة أنه جاء في مرحلة مفصلية وفارقة في تاريخ اليمن الحديث وفي لحظة كان اليأس قد وصل باليمنيين ذروته إلى درجة ظنهم أن زوال وسقوط حكم الإمامة ضرباً من الخيال، وكانت طلقة الثائر الشهيد المأربي الشيخ/ علي القردعي في عام 1948 بارقة أمل من العدم حرَّرت الشعب اليمني من مخاوفه ومهدت طريقه للانتفاضة والكفاح واستعادة كرامته وحريته وحقوقه المسلوبة.

ويرى باحثون في التاريخ اليمني أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة في 1962 كانت امتدد للثورة الدستورية في 1948 رغم الفارق الزمني بين الثورتين، والأحداث والمآلات والصعوبات الكبيرة التي مر فيها الثوار الجمهوريين في تلك الفترة إلا أن ناتج الثورتين أدى إلى القضاء على الحكم الإمامي الرجعي وتأسيس النظام الجمهوري.

رصاصة القردعي

لم يكن الشهيد القردعي إلا فرداً واحداً من آلاف الأفراد من أبناء قبائل مأرب الثائرة ضد الكهنوت الإمامي في ثورة 1948، وقد ذاع صيته آنذاك دون البقية لأنه ارتبط بقتل الطاغية يحيى حميد الدين في حزيز وأطلق شرارة الثورة ضد حكم الإمامة، بالإضافة إلى أن مأرب كونت حاضنة لكل الأحرار الجمهوريين من ثوار 26 سبتمبر.

وأوضح الباحث في التاريخ اليمني توفيق السامعي لــ”أوام أونلاين” أن مأرب كانت جمهورية منذ الوهلة الأولى ولم تأت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر إلا وكان الكثير من أبنائها على خطى الثائر القردعي ضد الإمامة، مستدلا بذلك على أنها كونت حاضنة شعبية واستقبلت الجيش الجمهوري بقيادة الشهيد علي عبدالمغني وقاتلت معه قتال الأبطال وأذاقت الإماميين الويلات ومرغت أنوفهم في التراب.

وقال الباحث السامعي إن وقوف مأرب الصلب مع الجمهوريين ومعاركها ضد الإماميين ابان ثورة 26 سبتمبر كان له الأثر الأكبر مما حدا بالإمام البدر وجيشه الكهنوتي أن يحشد على مأرب قرابة 25 ألف مسلح ومرتزق لاقتحامها، مشيراً إلى أن هذا العدد الضخم من الحشد الإمامي يدل دلالة قاطعة على أن مأرب كانت ذات بأس شديد وعصية عليهم فحشدوا لها كل امكانياتهم ومرتزقتهم.

حراس الجمهورية

وأكد الباحث في التاريخ اليمني توفيق السامعي أن مأرب وأبنائها مثلت شوكة في حلق الإمامة منذ ان كان الإماميين في أوج قوتهم العسكرية والاقتصادية ويسيطروا على اليمن الشمالي سيطرة مطلقة بالحديد والنار والخرافة والسحر والشعوذة، ولم يقتصر كان لها دور كبير في اشعال شرارة الثورة ضد الحكم الإمامي وصولاً إلى أن تصبح حاضنة لأحرار وثوار 26 سبتمبر والجيش الجمهوري فقد كان لأبناء مأرب دور بارز في فك حصار السبعين عندما حاول الإماميين الالتفاف على الجمهوريين في صنعاء عام 1967 من الجهة الشرقية وتصدت لهم قبائل مأرب وخاضت ضدهم أشرس المعارك.

وأضاف أن الشاعر المأربي الأصيل والمناضل السبتمبري عبدالله خميس عامر عطيه قد عبر عن تلك الأحداث وهو يتحدى الإمامة والطاغية البدر وحشوده وخاطبه وهو يهرب بثياب النساء، قائلاً:

يا الله يا من لنا تفتح
والرزق مطلوب سهالة
والشعب معجب بأبطاله
جمهورية ومن قرح يقرح

❊❊❊

واخرج من الشعب دجاله
من قارب الظلم ما يربح
لازم نغير بها الحالة
جمهورية من قرح يقرح
ذي ما يبي شعبنا ينجح
قد عجل الله بزلزاله
جمهورية من قرح يقرح

❊❊❊

والبدر ما عاد ذي أصبح
خرج بشرشف وبركاله
جمهورية من قرح يقرح

❊❊❊

يحرم على البدر لو أفلح
يشوف صنعاء ولا صالة
جمهورية من قرح يقرح

وهذه القصيدة الثورية التي وصفت طريقة هروب الإمام الكهنوتي في ثورة 26 سبتمبر صارت أغنية شهيرة عند اليمنيين في أدب الثورة والمقاومة وهي أغنية ” جمهورية ومن قرح يقرح”، التي غناها الفنان الراحل محمد البصير.

تاريخ مقاوم

وبحسب الكاتب والباحث في التاريخ اليمني بلال الطيب، قامت قبائل صرواح في العام 1957 بتمرد مسلح ضد حكم الإمام أحمد حميد الدين، إلا أنه فشل، مما يؤكد على التاريخ المقاوم والرافض للحكم الإمامي الكهنوتي من قبل أبناء مأرب سوى اثناء فترة حكم الإمام يحي حميد الدين التي انتهاء حكمه بطلقة الشهيد القردعي أو فترة حكم نجله الإمام أحمد.

وتأكيد للدور التاريخي لأبناء مأرب وسبأ في مقاومة الصلف والعنجهية الإمامية الكهنوتية منذ الوهلة الأولى لعودة الإمامة إلى حكم اليمن الشمالي عقب مغاردة الأتراك واسهامات نضالهم وتضحياتهم في تأسيس النظام الجمهوري، فقد ذكر الباحث الطيب في مقال له بعنوان ” مأرب.. تاريخ من الرفض” أن الإمام يحيى حميدالدين حين تولى الإمامة بعد وفاة أبيه 1904 وأنه بعد دخوله صنعاء بدأ بعد ذلك بمد نفوذه جنوبًا، وغربًا، إلا أن أبناء مأرب والجوف عقدوا حلفًا قبليًا لمواجهة أي توغل إمامي قادم إلى جهتهم، ودخل في ذلك الاتفاق أمير بيحان “الهبيلي” وكان ذلك الحلف بالتزامن مع حروب الإمام التوسعية، مشيراً إلى أن مأرب كانت البوابة الإلزامية لمن أراد مغادرة اليمن من المُناهضين لحكم الإمامة في المناطق الأخرى.

وأوضحت الروايات التاريخية التي تحدث عن تاريخ محافظة مأرب وقبائلها، ان دورها لم يقتصر على مناهضة ومقارعة الإماميين وانما كانت حاضنة لكل الأحرار ومحطة تشكيل وانطلق للكفاح والمقاومة المسلحة ضد الحكم الإمامي الكهنوتي

شاهد أيضاً

تقرير: تدمير كلي وجزئي لـ4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي.

كشف تقرير حكومي عن تدمير نحو خمسة آلاف مأوى للنازحين، في ثمان محافظات، خلال أبريل ...