الأحد , مايو 19 2024 الساعة 01 09
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / “وطن نيوز” ينشر كلمة رئيس الوزراء أثناء لقائه بالمكتب التنفيذي بعدن

“وطن نيوز” ينشر كلمة رئيس الوزراء أثناء لقائه بالمكتب التنفيذي بعدن

بسم الله الرحمن الرحيم..

نحن في ضيافة الأستاذ عبدالعزيز المفلحي اليوم وفي ضيافة قيادات وكوادر محافظة عدن.. وقد عرفت أن لديكم اليوم مهام تنوون إنجازها وسنحاول بقدر الإمكان اختصار ذلك لإتاحة الفرصة لمناقشة
محافظة عدن اليوم هي العاصمة وهي عدن في نفس الوقت. العاصمة بحكم الوضع السياسي والعسكري في البلاد
وهي عدن بحكم التاريخ والجغرافيا والمكانة التي تحتلها في الجغرافيا اليمنية وشبة الجزيرة العربية وفي جغرافية العالم
عدن دائما كانت منارة ومدينة للنور والتنوير وكانت في المقدمة قياسا في المدينة العربية كلها
وقد أتيح لعدن أن تكون عاصمة وهذه فرصة تاريخية، ومرة أخرى وقد سبق أن قلت هذه فرصة تاريخية لا يجوز لها أن تهدر . هذه فرصة تاريخية تتمناها أي مدينة يمنية فلا يجوز أن تمر مرور الكرام على عدن، لا بد ان تستفيد منها سياسياً واقتصادياً وأمنياً وثقافياً وعلما ومعرفة، فإن أُهدرت هذه الفرصة ففرص أخرى في التاريخ لا تتكرر ، لا يكرر نفسة التاريخ الا مرتين.. مرة في التراجيديا عندما تكون الأمور جادة ومرة عندما تكون مهزلة.
هذه المرة على عدن أن تحتضن كل أبناء اليمن ،هذه المرة على عدن أن تفكر بروح العاصمة ونظرة المدينة الأكثر أهمية في يمننا الحاضر وفي ظروفنا الراهنة .
عدن إذا استطاعت ان تستغل هذه الفرصة فأنا اقول لكم بأنها ستكون على مشارف نهوض جديد، سنحتاج طبعا إلى وقت أولا حتى نتجاوز الأزمة التي نحن فيها لكن بالعاصمة نستطيع أن نتجاوزها بسرعة في مدينة أخرى يمكن ما نقدر نفعلها، وهذه العاصمة ينازعنا العدو حتى اللحظة هذه المكانة ، حتى الآن لم يستسلم، ولم يذهب لطاولة الحوار ولم يقبل بشيء وهو لا يريد أن يعترف بعدن كعاصمة، بل يقاتل على ان لا تكون عدن عاصمة ومن باب أولى ان نقاتل لكي تكون عدن عاصمة ولكي نرغمه على التفاوض هنا في عدن..، فان لم نرغمه على التفاوض في عدن على الأقل نرغمه على التفاوض في مدينة أخرى تكون الحلول السياسية مرضية لكل الأطراف .
أنا متأكد بأن الأيام القادمة سوف تشهد مع الدكتور/ عبدالعزيز المفلحي تطوراً ملحوظاَ في عدن. هو مهتم وأنا أتابع ما الذي يجري في المحافظة. ولأنه قريب مني فإننا نتحدث حول أمور كثيرة تتعلق بالحالة في عدن، الحالة السياسية والحالة العسكرية والحالة الأمنية والحالة الاقتصادية والخدمية. نحاول قدر الإمكان ان نفعل شيء لعدن والمحافظات القريبة منها
البعض لا يقبل ان نقول إقليم لكن أقول حاولوا حاولوا تفهموها لسبب بسيط وهو أن السلطة والثروة كان سببا في الصراع السابق. كل الصراعات التي جرت في السابق كلها كانت على السلطة والثروة. وأنتم تعرفون أن البلدان التي استقرت هي البلدان التي تم فيها توزيع السلطة والثروة بطريقة عادلة .
البلدان التي ظلت مركزية شهدت اضطرابات وفوضى نحن تقاتلنا عدة مرات في عدن قبل الوحدة وبعد الوحدة والسبب الرئيسي هو السلطة والثروة، أهلنا هناك لا يريدون أن يعترفوا للآخرين بشيء ولذلك استحوذوا على كل شيء، وبعد 94 استحوذوا على كل شيء بكل تحمله الكلمة من معنى الأرض والثروة والوظيفة والسلطة.
لم تكن احتجاجات عام 2007 من قبل الحراك اعتباطية بل كانت نتيجة للظلم الذي لحق بالناس في عام 94 وما بعده، وهي حركة مشروعة، كل ما في الأمر هو كيف نوظف هذه الحركة إما نوظفها في اتجاه صغير، أو نوظفها بتجاه مشروع كبير، نوظفها باتجاه المستقبل أو باتجاه التقوقع الذاتي.
طبعا هنا كل الخلافات لكن يجب أن تبقى خلافات بحدود الأخوة عندما نختلف على ماذا سيكون في المستقبل ليس بالضرورة أن نحمل سلاحاً تجاه بعضنا البعض حتى ليس بضرورة ان نحمل هذا التشنج في الحوارات .
مع المحافظ السابق عيدروس كنا نتكلم حول هذه الأمور بوضوح تام ونقول هكذا فليحمل كل واحد منا وجهة نظره، كما يريد طالما هو سيطرحها على الطاولة في ما بيننا وطالما ان لدينا النية المشتركة في ان نصل إلى حلول توافقية نحافظ فيها على بعضنا البعض وعلى بلدنا وعلى أنفسنا وعلى الأجيال القادمة والآن أنا متأكد أن الدكتور عبدالعزيز المفلحي سوف يواصل المشوار في تطبيع الحياة في عدن، تطبيعها سياسياً، تطبيعها اقتصادياً، تطبيعها اجتماعياً وخدمياً.
أريد أن أذكركم أيضا ان الخدمات في عدن قبل عام غير اليوم، يمكن تذكرون قبل عام لم تكن المرتبات موجودة. وكانت الناس قد انقطعت مرتباتهم ولم تكن هناك سيولة ، لم تكن هناك مرتبات لأن الحوثيين قطعوها، استولوا على جميع الموارد بما فيها المحافظات الاثنا عشر التي تسيطر عليها الشرعية ولكنهم كانوا يدفعون المرتبات لبعض الناس وبالذات لمقاتليهم وللمجهود الحربي ويمنعوها عن بقية الناس.
ولو افترضنا أن هناك قدرة على دفع المرتبات لم يكن هناك سيولة، السيولة النقدية لم تكن موجودة ولذلك اضطرينا لبيع الدولار، لايوجد بنك مركزي يبيع الدولار من أجل يحصل على العملة المحلية غيرنا، لكن كنا مضطرين في ذلك الوقت، إما ان ندفع مرتبات أو أن لا ندفع، يأكل الناس أم لا يأكلون . الأولوية كانت في ذلك اليوم للمرتبات وفي نفس المستوى كانت للكهرباء. والمرتبات كانت تحتاج إلى موارد وتحتاج إلى طباعة العملة.

وقبل تسعة أشهر أنتم تعرفون أن الرئيس عبد ربه منصور هادي اتخذ قرارا بإبعاد بن همام وتشكيل إدارة جديدة ونقل البنك المركزي، ونقل عمليات البنك المركزي حتى تكون الأمور واضحة. لأن المبنى عندهم والاحتياطي النقدي خمسة مليار ومائتين مليون دولار عندهم والسيولة أكثر من ترليون ريال يمني معهم. لم ينقل شيء، لكن هم يقولون للمجتمع الدولي أخذوا البنك المركزي وأخذو كل شيء وما أعطونا شيء. اعطني نفس الوضع الذي كنت عليه أعطيك ذلك اليوم، وهو أن تورد جميع الموارد إلى البنك المركزي في عدن وليس في مكان آخر وأن يقوم البنك المركزي بمسؤولياته تجاه الناس كلهم. الذي في مران والذي في عدن والذي في أقصى المهرة وفي أقصى الحديدة. لكنك تأخذ موارد اثنا عشر محافظة وهي الأكثر أهمية لأن كل المؤسسات المركزية موجودة في صنعاء ، هم حصلوا خمسمائة وواحد وثمانين مليار العام الماضي موازنتهم هم قالو هذا الكلام ثم انكروا بعد أن قدمناها للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية، لكنهم لم يكونوا قادرين على الإنكار لأن وثائقهم تكشفهم، الخمسمائة وواحد وثمانين مليار ريال كانت تكفي لتسعة أشهر على أقل تقدير كمرتبات، لكنهم لم يدفعوا مرتبات الناس لأن الخمسمائة وواحد وثمانين مليار استُخدمت كمجهود حربي، إذا كانوا جادين في دفع المرتبات كان الأولى أن يسلموا الموارد وبهذا يكونا أخلوا المسؤولية ونتحملها نحن حينها.

الناس يعانون في المحافظات التي يحتلونها، يعانون معاناة شديدة خاصة الفئات التي تعتمد على مرتباتهم وكثير من الناس ليس لديهم دخل غير مرتباهم. والبعض يعطونهم نص مرتب والبعض لا يعطونهم شيء لكن يعطون الجنود في الجبهات ما هو أكثر من مرتباتهم من أجل تحقيق نصر عسكري على شعبهم، على الناس الذين حافظوا أيضا على الوحدة، الجنوب ذهب الى الوحدة، نحن من ذهبنا إلى الوحدة، وسيذكر التاريخ نحن لم نناقش حول العاصمة ولم نناقش كثير حول العملة ولم نناقش حول الجواز ولم نناقش حول الهوية ولم نناقش حول شيء لأنه كان عندنا هدف كبير في ذلك الوقت هو الوحدة، وهم من غدر الوحدة لكن هم ليسوا كلهم، أنا أقول فقط الذين يتحملون مسؤولية الوحدة أن ذاك أما الحوثيين فهم أصلاً ضد الجمهورية والوحدة ومن يصدق ان الحوثيين مازالوا يحافظون على النظام الجمهوري هو غبي سواء كان في المحافظات التي يحتلونها أو المحافظات المحررة. مبدأ الحوثيين على النقيض من النظام الجمهوري ومعنى هذا علينا ان نقبل بالإمامة. واذا كانوا هم قادرين البعض منهم الذين يسكنون المحافظات الشمالية على تقبل الإمامة كنظام سياسي ومذهب بالنسبة للمحافظات الأخرى لا تتقبل حتى تهامة واب وتعز لا تقبل، يعني ثلاثة أرباع ٨٠٪ من الشعب اليمني صراحة لا يقبل بالإمامة ذات طابع ديني وسياسي في الوقت الواحد، بنظام سياسي ذو طابع ديني وسياسي في الوقت الواحد، الحقائق تبدو واضحة للعيان لكنها لا تتضح للكثير من الناس ولذلك تجد البعض يقاتلون إلى الصوفية تحت راية الإمامة ويموتون ويرغبون في الموت من أجل هذا المبدأ وهي كارثة بصراحة لأنها تتعلق بالجهل ،نحن شعب لم يخرج بعد من إطار الجهل فما زلنا نفكر بتفكير العصور الوسطى، في كل الأحوال كان علينا ان نطبع قبل تسعة أشهر وكان علينا ان نغير مجلس الادارة وان نعين محافظ جديد ونكلفه فورا بالذهاب إلى موسكو للطباعة لكن هذه العملية ما تمت بالسهولة لأن العملية كانت تحتاج لموافقة البنك الدولي والصندوق الدولي ومؤسسة التنمية الدولية وهؤلاء استمروا لأكثر من ثلاثة أشهر يعصرونا عصر حتى وافقوا في النهاي، وعملية الطباعة نفسها استغرقت من خمسة إلى ستة أشهر حتى وصلت أول دفعات لكن الآن الأمور جيدة، بصورة عامة الأمور الآن فليس لدينا أي مشكلة فيما يتعلق بالسيولة ونستطيع ان نتغلب عليها لكن عندنا مشكلة في الموارد واذا لم نحصل مواردنا كما يجب ان تحصلها أي دولة في العالم فهناك مشكلة في المستقبل، لا يجوز حتى ان نخاطب انفسنا ونمني انفسنا بشيء لا نستطيع فعله .

ليس بإمكاننا أن نرى الموارد في كل مكان ثم لا نقوم بتوريدها، من أين سنصرف المرتبات في المستقبل، إذا سنعتمد على الطباعة فبعد فترة هذا الريال سوف ينهار وسوف يصل إلى مستويات سيئة، الطباعة إذا وافقت موارد يظل سعر العملة في وضع مناسب، يجب أن ترافق الطباعة موارد وجبايات وإلا فهناك إشكالية اقتصادية وتتعلق بقيمة العملة المحلية.

تجاوزنا الآن المرتبات تجاوزنا موضوع الطباعة، وتذكرون أننا أيضاً تجاوزنا موضوع الكهرباء العام الماضي كان سيئاً، هذا العام لا بأس به حققنا بعض التقدم ليس كل ما كنا نريده لكننا حققنا بعض التقدم وأعتقد أنه مقبول، وهذه العملية أيضاً استغرقت وقتاً واحتاجت إمكانيات، ساعدنا الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات إلى حد ما، فالإمارات أعطتنا 50 ميجاوات وكذلك قطر لأجل ألا نظلم أحداً، حتى ولو توجد خلافات، هم أعطونا أيضاً محطة لكن كان هذا فقط لوقف التدهور، فعندنا محطات تكاد تكون شبه واقفة وعندنا شبكة مهترئة، فالمساعدة الإماراتية بالإضافة للمساعدة القطرية أوقفت التدهور في الكهرباء، فالذي كان سيحدث تغييراً هو الـ 100 ميجا وات وقد أحدثت، الـ 100 ميجا وات المؤجرة كنا قد تركنا استئجارها لأن فيها مشكلة لأن الاستئجار مهلكة، فيه إهلاك شديد.
لكننا مع ذلك قلنا بقدر ما نستطيع لا بد أن نحل المشكلة، فاستدعيت الإخوان في الكهرباء والإخوان في السلطة المحلية وكان هذا قبل 6 أو 7 أشهر، وقلت: يا إخوان الآن عندكم فجوة كبيرة حوالي 150 ميجا وات كيف ستعالجونها، قالوا: نحن منتظرين المساعدات التي ستأتي من الخارج، طبعاً الناس وعدونا بـ 200 وأعتقد أنني تكلمت معكم سابقاً بهذا الشأن، لكن العملية ليست سهلة، ما جاءت، اللي حاصل معنا هو الذي جاء، وهذا يعني أنه لا يزال فجوة في الكهرباء، فقلنا: يا إخوان دعونا نشتري، ولكن حتى لا تلام مؤسسة الكهرباء وحتى لا تلام قياداتها أو السلطة المحلية أو السلطة المركزية لا بد من وضع هذه الـ 100 ميجا وات للمناقصة، يجب أن تكون واضحة أمام الناس كلهم ليتنافس عليها من يريد ومن عندهم القدرة على التنفيذ، وتنافسوا اثنين وأخذوها، وهي التي عملت هذا الفارق الذي ترونه في الكهرباء.
لكن تبقى هناك فجوة، وإذا لم ننتبه لها من الآن في العام القادم ستظهر معنا أكبر أيضاً في العام القادم، لذلك نحن استدعينا الآن أصحاب الكهرباء مرة أخرى، قلنا لهم لا بد نعالج الموضوع واتفقنا على بعض الإجراءات فيما يتعلق بإضافة 60 ميجا وات في محطة المنصورة، وسيتم تشغيل محطة الحسوة أيضاً ستعطينا 50 إلى 60 ميجاوات، وأيضاً الأشقاء في الإمارات وعدونا بـ 100 ميجاوات، وبالتالي ستكون الأمور إن شاء الله في الصيف القادم من جميع النواحي أفضل بكثير من الآن، هذا لا يعني أنها بدون كلفة، كنا نصرف 10 مليون دولار اليوم نحن محتاجون إلى 30 إلى 40 إلى 50 مليون دولار، 60 ألف طن من الديزل والمازوت يجب أن تشترى من الخارج وبالعملة الصعبة، حتى العملة المحلية ما تنفع، لو دفعت بالعملة المحلية سينهار سعر الريال.

هذه أمور نحن نقول التالي: نحن نطرحها معكم أنتم قيادات المحافظة، بل أنتم نخبة مدينة عدن والعاصمة المؤقتة، لا بد أن تتعاون السلطة المحلية مع الحكومة مع الرئاسة في تجاوز هذه الصعوبات، وأريد أن أقول لكم أن الرئيس كان معنا في كل الخطوات، بل بدونه ما كنا استطعنا أن نعمل شيئاً، البنك المركزي يخضع للرئيس ولا يخضع للحكومة، قرار تغيير المحافظ أو تغيير إدارة البنك قبل 10 اشهر ما كان بإمكان الحكومة تتخذه، كان بإمكان الرئيس أن يتخذه، وقد اتخذه على مسئوليته.
لم يكن بإمكاننا لا السلطة المحلية ولا الحكومة أن نعمل شيئاً بدون الرئاسة، ولذلك كان الرئيس يقف إلى جانبنا في كل خطوة قمنا بها.
الأمور تتحسن..، وتحسنت قليلاً أوضاع المياه، لدينا مشروع استراتيجي في المياه والأخ الدكتور المفلحي مطلع عليه، لدينا مشروع استراتيجي سيحسن وضع المياه والمجاري في عدن في وقت مناسب إن شاء الله، لن نحتاج إلى كثير من العملة الصعبة لأن المشكلة هي في العملة الصعبة، لكننا سنحتاج إلى سرعة التخطيط وسرعة التنفيذ والرغبة في العمل، الرغبة في اتخاذ القرار، ومتابعة المشكلات وحلها.

ليس من الممكن أن يتحقق تقدم في الكهرباء أو في الماء أو في الخدمات أو في التربية والتعليم إلا بكم كلكم، الكل يعاضد، الكل يتعاون مع الكل، الكل يقدم المساعدة للكل، وهكذا تنجح الأمور، ما في يد واحدة تصفق لا فوق ولا تحت، ولا أحد يستطيع أن يعمل معجزة لوحده، إن لم نتعاون جميعاً ونضع أيدينا مع بعض جميعاً فإن الأمور ستبقى في حالة من..

التعليم والصحة نحن نتجاوز الصعوبات، نحن واجهنا الكوليرا في العام الماضي لو تذكروا وتغلبنا عليها، وأول ما وصلنا العام قبل الماضي رمضان قبل الماضي كانت هناك كوليرا في عدن، كانت هناك 9 حالات وفاة، وفي نفس الوقت كانت توجد مئات الإصابات، ونحن بسرعة تعاملنا مع الموضوع وتمكنا، والآن جاءت الجائحة من المناطق الشمالية أكثر كثافة سكانية، وهذه المناطق طبعاً ناس انتقلوا إلى المحافظات الأخرى فنقلوا معهم المرض، فلذلك نحن كلنا نعاني، وجهنا 100 مليون دولار سريعاً لكل محافظة وأولها محافظة عدن، قلنا يا إخوان اسرعوا على الأقل جهزوا المستشفيات التي يمكن تجهيزها، واستلمت جميع المحافظات المعنية بالأمر بالذات بانتشار الجائحة استلمت المبالغ، وفوق هذا قمنا بالاهتمام ببعض المستشفيات، والآن لدينا مشروع كبير لإعادة مستشفى باصهيب إلى عمله إلى حالته الطبيعية، لأنه سيخفف الضغط على كل المستشفيات إذا ذهب الجرحى إليه إذا ذهب المصابون العسكريون إليه إذا ذهب المتعالجون وعائلاتهم إليه سيفرق الوضع، وسيخفف الضغط على المستشفيات الأخرى، سنضع حجر أساس قريب لمشروع تطوير مستشفى باصهيب وسنواصل عملنا فيما يتعلق بباقي المستشفيات الأخرى.

التعليم أنتم تعرفون أن هذه أول مرة في المناطق المحررة تمر امتحانات الثانوية العامة بشكل إيجابي بصورة إيجابية وبدون متاعب، وبطريقة اقترحها التربية وهم مشوا عليها، أسلوب وآلية جديدة مختلفة عن الأسلوب والآلية السابقة، أنا أرجو أن تعمم على مستوى اليمن في المستقبل؛ لأنها خلقت حالة من الاستقرار عند الطالب وعند العائلة، فالعائلة تكون مشغولة بابنها وقلقة على مستقبله، فأرجو أن تعمم هذه الآلية في المستقبل.

أما فيما يتلعق بالأمن العام في عدن وذلك موضوع أكثر تعقيداً، والأخ المحافظ يعرف هذا جيداً والله يعينه، أنا أقول الله يعينه، لأنه عندما لا تكون هناك وحدة في القرار السياسي والعسكري فتوقعوا كل شيء، عندما تصدر إلى الوحدات العسكرية أوامر مختلفة لا بد لهذه الوحدات أن تصطدم ببعضها البعض، لذلك لا بد أن يوحد الموقف السياسي والعسكري ويجب أن يكون واضحاً، نحن لسنا نهائياً بصدد إلغاء أو إقصاء أو إبعاد أحد، لكن المهم جداً أن يكون هناك مركز قرار واحد، وهذا المركز هو الشرعية ما يمكنك تخلق مركز قرار ثاني، هي السلطة، السلطة الشرعية التي فوق والسلطة الشرعية الموجودة في المحافظة، ليس من الممكن أن تقول أنا سأوحد القرار السياسي في شكل جديد، لا يوجد شكل جديد، هي السلطة الشرعية ولذلك فأي تنازع في السلطة سواء كان على مستوى محافظة أو على مستوى الدولة سيولد تناقضات كبيرة.

ومن هنا أقول دائماً: إن وحدة القرار السياسي تعني وحدة القرار العسكري ووحدة القرار العسكري والأمني تعني الاستقرار، وأعتقد أننا سنصل إلى هذا، نحن قطعنا شوطاً في العلاقة الطيبة مع الأشقاء في التحالف، حاولنا وهم يحاولون، وأنا أريد أن أقول لكم أنها مبادرات متبادلة بيننا وبين الإخوان في عدن بحيث تبقى الأمور طبيعية وعادية، نحن حلفاء ونقاتل في جبهة واحدة، ليس من الممكن أننا في عدن أو في حضرموت نتناحر فيما بيننا البين، ليس من المنطق أن يقاتل الناس في جبهة واحدة ضد العدو وفي الخلف يتناحرون فيما بينهم البين، كان لا بد من اتخاذ خطوات من جانبنا واتخاذ خطوات من جانبهم وأعتقد أن الأمور ستكون طيبة في الأيام القادمة وأنا أثق في حكمة الحلفاء والتحالف وأثق في حكمة القيادة السعودية والقيادة الإماراتية الذين يعنيهم الأمر في المحافظات المحررة بدرجة رئيسية، كما أني أثق في دعم بقية دول الخليج العربي لموقفنا المشترك وأثق أيضاً في دعم الحلفاء الآخرين بما فيهم المصريين والسودانيين الذين يقاتلون معنا وأحدهم في البر وأحدهم في البحر، وهذا التحالف مهم جداً البقاء عليه خاصة وأن النصر لا يزال بعيداً، إذا انهزم هذا التحالف بأي من المماحكات الداخلية فنحن الخاسرين وهنا تأتي المعادلة كيف نجمع بين حقنا في القيادة كسلطة شرعية وبين تحالفنا مع الحلفاء الذين جاءوا لمساعدتنا وقد نُكبنا بالحوثيين وصالح في عدن وفي كل مكان.

أعتقد أننا سنتجاوز هذه الإشكالية، طبعاً هي تحتاج إلى إجراءات ولا أستطيع الخوض في التفاصيل الآن..، هذه الإجراءات تمضي على الأرض تمشي بشكل أو بآخر، وتحتاج إلى دعم متبادل، لكنني متفائل لأنني أشعر بأن هناك إحساس بالمسؤولية لدى قوات التحالف ولدى الأشقاء في الإمارات والمملكة في التعامل مع القضية اليمنية ومع الأزمة في البلاد وهي أزمة عميقة وليست عابرة، لا يمكن لأحد أن يعتقد بأن الذي يجري مجرد حرب ويمكن تنتهي، هناك أزمة في الوطن العربي واليمن فقط واحدة من إضاءاتها السيئة التي تظهر، وإلا فإن هناك مشاكل في الوطن العربي في كل مكان.

سنتجاوز إن شاء الله مشكلاتنا وستكون الأيام أفضل، وإذا تعاونا مع الحلفاء في جانب الخدمات أيضاً سيكون الحال أفضل، لذلك أنا متفائل بأن الـ 100 ميجاوات التي ستأتي بأنها ستعزز من إجراءاتنا بالإضافة لما سنقوم به نحن وما سيقوم به الأخ المحافظ في الأيام القادمة، وأنا أعتقد أن لديه إمكانيات لسبب بسيط عدن ذاتها ثروة عدن ذاتها بدون نفط ثروة، لكن من يستطيع أن ينظم هذه الثروة ويصرفها في مصارفها الطبيعية، فبتعاوننا وتحت قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي تحت القيادة الشرعية المنتخبة إن شاء الله سنتجاوز كل الأزمات، وأثق تماماً بأنكم مدركون لخطورة الوضع ومدركين أن لديكم مسئولية، لا تقولوا والله الحكومة، والآن انظروا بعض مواقع الأخبار تقول الحكومة الفاشلة، هي ليست قضية فشل الحكومة، إما أن نكون كلنا فاشلين أو نكون كلنا ناجحين، ومن ثم ليحكمنا وفق ظروف البلد ظروف الحرب التي نحن فيها، لأنه ليس فقط الخدمات تحتاج، حتى الجيش والأمن يحتاج، أي جيش وأمن يقاتل بدون إمكانيات؟! أي أمن يمكن أن يتحرك بدون إمكانيات؟ على سبيل المثال لكي تؤمن منطقة مثل كريتر.. تحتاج إلى الكادر وإلى الرجال وإلى السلاح وإلى المال وإلى الإمكانيات، إذا لم نعد للشرطة هيبتها وللقانون هيبته سيصعب علينا حقيقة فرض الأمن في كريتر، لكن إذا فرضنا الأمن في كريتر فإننا نستطيع أن نمده إلى جميع مناطق المحافظة، وإلى جميع المناطق المجاورة لعدن، هي أمور مترابطة ببعضها البعض.
فأمس قلت لهم في أبين الأمن ليس لكم وحدكم فالأمن لعدن أيضاً؛ لأن أي اضطرابات في أبين وأي اضطرابات في لحج أو في الضالع تعكس نفسها مباشرة على عدن، لا بد أن يتحقق الأمن في كليته، ولكن حتى هذا لا يكفي فلا بد أن يتحقق في كليته في اليمن كلها.

وبالتالي فالسلام مطلوب ونمد أيدينا للسلام، نحن ذاهبون وراغبون في السلام اليوم إذا كانوا راغبين فيه غداً، وإذا كانوا راغبين فيه اليوم فنحن راغبين فيه الساعة والآن، لكن على مرجعيات السلام، لأنه بصراحة السلام الذي يريدونه هم كما جاءت بعض المبادرات من عندهم فالسلام الذي يريدونه هم هو الاستسلام يريدون السلام القابل للأمر الواقع، بما معناه أن نقبل بالإمامة نظاماً سياسياً والوحدة نتحاور فيها، أي نعم فالوحدة قد تحاورنا فيها وسنتحاور فيها لكن هل سنقبل سقوط النظام الجمهوري بعد كل التضحيات التي جرت في الشمال أو في الجنوب، إذا قُبل هذا في مكان ما فأعتقد أن أغلبية اليمنيين لن يقبلوه.

والحرب دائماً تنتهي بالسلام، لا توجد حرب تستمر الحياة كلها، لا فكل الحروب تنتهي بالسلام، لكن عندما يكون السلام عادل وشامل هذا يستمر فترة طويلة، أما إذا السلام منقوص وغير عادل أو فيه مظلوم سلام يحقق الظلم على أحد فهذا أيضاً لن يكون سلاماً دائماً وشاملاً.
بعض الأطراف الدولية لا تدرك هذه الحساسية يقولون: يا إخوان نريد إيقاف إطلاق النار، وأنا أيضاً أريد إيقاف إطلاق النار أيضاً، لكن نريد الحوثيين وصالح يقولون أنهم مستعدين نضع السلاح وننسحب ونتحاور حتى نصل إلى اتفاق على ضوء المرجعيات الثلاث، لن نخرج عن الإطار العام، وهي عادلة لسبب بسيط وهو أنهم وقعوا عليها، لا يمكن بالأمس أن يوقعوا عليها ثم يرفضونها اليوم.

والسلام في نهاية المطاف هو السبيل للاستقرار والتنمية، بدون السلام وبدون الاستقرار يبقى الحديث عن تنمية بعيد، أنتم ترون أوضاع البلدان التي اضطربت فيها الأحول وسقطت فيها الدولة لا هم قادرين على استعادة الدولة ولا هم قادرين على استعادة الأمن، أما نحن نصف بنصف نحن مسيطرين على مناطق وهم مسيطرين على مناطق، إلى حد ما نحن نحاول أن نفرض الاستقرار في المناطق التي نحن نسيطر عليها، لكن نحن نواجه الإرهاب أيضاً، ولاحظوا أن الإرهاب يرفع شعارات لكنه يقتل فينا تماماً مثل شعاراتهم الموت لأمريكا ولكن الحوثيين يقتلوا فينا، نحن خصومهم، فالإرهاب نفس الشيء، الإرهابي ليس لديه ما يقوم به، لا يعمل شيئاً في الحياة جميل، إلا أنه يلبس حزام ناسف ثم يقتل نفسه ويقتل الآخرين وانتهى الأمر، كما يمنون أنفسهم بالحور العين ..!!
لذلك مواجهة الإرهاب هي مهمة صعبة في عدن وفي باقي المناطق المحررة ومواجهة الإرهاب تحتاج إلى تكاتف اجتماعي كبير..، تحتاج إلى تكاتف جميع الأطراف دون استثناء، وهي عملية سياسية وعسكرية وأمنية واستخباراتية، إذا كان إمام المسجد ليست لديه رسالة وطنية إلى جانب الرسالة الدينية.. إذا لم يقل إمام المسجد للناس أن القتل حرام كيفما كان وتجاه أي إنسان فلن يصلح المجتمع عندنا إطلاقاً، فثقافة المسجد جزء من ثقافة المجتمع، إمام المسجد يعبر عن الناس وعن ثقافتهم وعن معتقداتهم، ولا بد أن نعيد السماحة والعفو والصفح إلى هذه الثقافة إلى هذا الخطاب خطاب المنبر وخطاب السياسيين وخطاب الإعلام، كما تلاحظون عندنا أحياناً يكون حتى الإعلام يشحن المتابع شحناً مناطقيا وسياسياً..!!، يريدون أن نصطدم حتماً..!، الخبر الصغير يعملون منه قصة..! ، والقضية العابرة يعملون منها قضية دائمة..! ، ولذلك فنحن قد تجاوزنا التشاحن الآن وخفت هذه الأمور وستخف، لكنها تحتاج إلى جهد كبير منكم وإلى عمل مشترك من الأخ المحافظ وربنا يعينه مرة أخرى، وأنا متأكد أنكم ستتجاوزون بعدن الواقع الذي هي فيه، وسوف تعيدون لعدن بهائها ومكانتها ودورها الريادي كمدينة مهمة وكعاصمة مؤقتة لليمن إن شاء الله..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاهد أيضاً

وزير الصحة يفتتح ورشة مناقشة واعتماد أولويات البحوث الصحية.

  افتتح وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، اليوم، في العاصمة المؤقتة عدن، ورشة ...