الجمعة , مايو 17 2024 الساعة 18 47
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / عام من الانتصار والإنجاز

عام من الانتصار والإنجاز

بقلم/ غمدان الشريف.

السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء

 

قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. هذا أبرز وصف يمكن الاستدلال به إثر عودة الحكومة الشرعية إلى العاصمة المؤقتة عدن في الـ25 من شهر مايو/آيار 2016م، فقد جاءت العودة وثمة عراقيل شاهدة، تقف كالجبال في طريقنا كان الملف الأمني والخدمي أبرزهما.

حفاوة الاستقبال من قبل أبناء عدن وسلطتها المحلية رغم الظروف التي يعيشونها في ضل تردي أمني كبير وانعدام تام في جانب الخدمات الأساسية كما يأتي إيقاف المرتبات وانقطاع الكهرباء والصحة والمياه في مقدمتها، كانت هذه العراقيل هي من تؤرق جفن مدينة السلام والتعايش، وثغر وطننا الباسم، عدن.

لم تكن طريقنا إلى قصر المعاشيق سالكة أو مفروشة بالورود، بقدر ما حملت في طياتها كل صور الدمار الموحش الذي عاشته المدينة التي تنام على همس البحر.. كان كل شيء في طريقنا يبدو مدمرا: مؤسسات .. مبانٍ.. مرافق حكومية وأهلية.. ومعالم المدينة الحضارية هي الأخرى لم تسلم، والأكثر إيلاما وظلمة في مشهد السير الطويل، أن الدمار والخرائب الموحشة، طالت النفوس وأحدثت أضرارا بالغة الأثر في النسيج الاجتماعي.. لقد ورثت الحكومة تركة من الصعوبات والعراقيل كان أولها هدنة اقتصادية بلها بموجبها تذهب كل الايرادات إلى سلطة الانقلابيين في صنعاء ومن ثم يحولوها إلى مجهود حربي لقتل شعبنا اليمني الصابر.

كانت المسئولية كبيرة والمهمة شاقة والطريق مخيفة.. لكن كما يقال: لكل مرحلة رجالها الاستثنائيون، وكان رجل الدولة الدكتور بن دغر الذي منحه فخامة الرئيس المناضل عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الثقة لرئاسة هذه الحكومة، وخروجها من نفقها المظلم الذي عاشته قبل تعيينه وفي أعقد ظرف تاريخي شهدته اليمن، موجهاً إياه مع حكومته بالعودة إلى الوطن ليرسم سياسة الدولة ومستقبلها من عاصمة الاقتصاد والحضارة والتعايش والمدنية عدن.

منذ اليوم الأول لوصوله، عقد رئيس الوزراء اجتماعات مكثفة مع أبناء عدن.. لم يستثن أحدا، فتح صدره للجميع وعقد جملة اجتماعات تنوعت بين السلطة المحلية في عدن والحزام الأمني، والشخصيات الاجتماعية والأحزاب والتنظيمات السياسية والشباب والمرأة والحراك الجنوبي السلمي والصحفيون وأخرى مماثلة لأبناء المحافظات المجاورة، بلغت نحو خمسون اجتماعا منها ثمانية لمجلس الوزراء كانت الهموم كبيرة والمعاناة مؤلمة ولكنها كانت كفيلة أن تتخذ الحكومة قرارها ويعلن رئيس الوزراء في بيان متلفز بان الحكومة لن تستمر في إرسال الإيرادات إلى الانقلابين في صنعاء الذين عبثوا فساداً بأموال الشعب والاحتياط النقدي البالغ 4،8 مليار دولار.

عملت الحكومة وشقت طريقها الشائك ولم تجد صعوبة في اتخاذ القرار المناسب الذي يتوازى وحجم المرحلة، ومضت بعزم الرجل الأول في الدولة ومؤسس الدولة الاتحادية فخامة الأخ رئيس الجمهورية وكان من أبرز تلك القرارات، نقل عمليات البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن.

كانت الطريق التي مضت فيها الحكومة برئاسة الدكتور أحمد بن دغر ملغومة ومفخخة وشائكة، وكانت طاولة رئيس الوزراء ترزح بملفات مثقلة ومتداخلة وكثيرة، غير أن خطى صديق الفلاحين وعباقرة التاريخ الوطني كانت ثابتة وشجاعة نحو تطبيع الأوضاع مهما كلف هذا من ثمن في ظل جملة التحديات الماثلة، بحكمة وحنكة واقتدار رجل الدولة، اكتسبها المزارع المثابر، خلال مختلف المراحل الوطنية التي عاشها في السلطة وخارجها، سواء أكان في السلم أو الحرب، وهو صاحب كتاب وفكرة قيام دولة اتحادية من عدة أقاليم، قبل حتى قيام وحدة الوطن عام 1990 وكررها في عام 2006 حينما أراد الرئيس السابق علي عبد الله صالح المضي في التوريث والمركزية وخرج رئيس الوزراء كاتباً دولة اتحادية من عدة أقاليم..

إلى هنا، وطريق الحكومة ما تزال مليئة بالمطبات، وصعوبات لا يمكن حصرها للقارئ الكريم، ولكن سيخلد التاريخ في مذكراته، الحال الذي كانت عليه عدن قبل العودة وبعدها، والمخاطر والتهديدات التي رافقت أعمال الحكومة وخرجت من معظمها بمعجزات. متخطية العوائق والصواعق بحكمة وهدوء لا نظير له، وبدأت الطريق تسلك والمسار بدأ يستقيم.. لا أبالغ فالمواطن هو الذي سينصف المخلصين.

لقد كان وطننا محظوظاً بحكمة الرئيس هادي وتوليه زمام دفة قيادة البلاد لأنه ببساطة، رجل يحب السلام والتواضع ولم يكن يوما من عشاق السلطة والتوريث ويسعى لأن يحفظ لكل مواطن حقه من الثروة والسلطة ومضى مدافعاً بشجاعة عن تلك الحقوق ولم يتنازل عن احداهما قيد أنملة، كل الضغوطات التي عاشها مرت مرور الكرام إيماناً وحباً منه بأن الوطن واليمن أغلى مما سواه.. وأن الحرية يجب أن يكون لها ثمن وتضحيات ودفع بأغلى الناس المقربين منه.

لم يكن حصار بيته في صنعاء ولا ضغوطات الإدارة الامريكية السابقة كافيا لتغيير موقف طالب الجامعة البريطانية والحاصل على شهادة الماجستير في علم الجيوش.

لم يتردد هذا الرجل للحظة، في مثل هذا اليوم وهو مؤمن بيمن اتحادي منصف لكافة أبناء الشعب بجيش وطني يحمي مكتسباته، في اختيار السياسي والمفكر الدكتور بن دغر رئيساً لحكومته، بل ضل داعماً أساسيا لهذه الحكومة وبدورها استمدت منه معاني الكفاح والنضال والصبر والتضحية والبذل والعطاء، حتى استطاعت به وبرئيس وزرائها، تحقيق الكثير، وسيخلد التاريخ قصة رجلان مضيا بشجاعة لا مثيل لها نحو حمل المشروع الوطني والدفاع عنه من أجل إكمال رسم خارطة مستقل اليمن الإتحادي العادل والمنشود، يمضيان بثوابت وقيم الثوار ولسان حالهما:

أمتي أمتي، امنحيني البأس يا مصدر بأسي

واذخريني لك يا أكرم أمة

رايتي رايتي، يا نسيجا حكته من كل شمس

اخلدي خافقة في كل قمة

شاهد أيضاً

عامان من عطاء الرئيس العليمي..!!

  بقلم :عبدالرحمن جناح اليوم الـ8 من أبريل 2024م، تهل علينا الذكرى الثانية لـ تشكيل ...