الوطن نيوز
الوطن نيوز”خاص”
كشفت التحركات الأخيرة لدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وأعضاء حكومته، في عدد من المحافظات المحررة، حقائق كثيرة، وأسقطت الكثير من الأقنعة التي طالما زعم أصحابها حب الوطن ، ورغبتهم في وجود الدولة، بل واستغلوا كل الزيارات الخارجية للحكومة للحديث عن هروبها من مسؤوليتها، وسعييها للعيش بعيدًا عن هموم المواطنين.
محاولات فاشلة
قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة في يناير الماضي، واجهت الحكومة الشرعية هجومًا اعلاميًا حادًا، حينما أدرك خصومها، بدءها الجاد في استعادة وجودها على الأرض، فدشنوا الحملات الاعلامية، للوقوف على كل ضعف، كانوا هم أبرز أسبابه، فحشدوا الطاقات للهجوم الإعلامي والتحريض الممنهج ضد الحكومة، والتجهيز الدؤوب لساعة الصفر، عبر صناعة المليشيات، وتسليحها وتدريبها، للبدء في تنفيذ الخطة المرسومة، والتي أخمدت شرارتها ووئدت إلى الأبد، قبل ترى النور، أواخر يناير الماضي.
عقب ذلك، غادر رئيس الحكومة، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، العاصمة المؤقتة عدن، في جولة خارجية، تنفيذًا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، لتستغل تلك القوى خروجه، وتستأنف أبواقها الهجوم الإعلامي على الحكومة ورئيسها، وصنع انتصارات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذاك إنجازهم الوحيد منذ عرفتهم البلاد.
في الوقت ذاته، كانت تصريحات دولة رئيس الوزراء، واضحة، رفع خلالها شعار “لن نعود إلى عدن لنتقاتل”، وهذا ما أكدته التحركات الأخيرة، فمنذ اليوم الأول لعودة الحكومة إلى عدن، استأنفت نشاطها على الأرض، لتؤكد للجميع أن عودتها لخدمة المواطن، وترسيخ الأمن، واستعادة مؤسسات الدولة، واستئناف عملها.
مطلب شعبي
لم تكن تحركات الحكومة مجرد رغبة خاصة لدى القيادة السياسية في إثبات وجود الدولة في المحافظات المحررة فحسب، بل كانت مطلبًا شعبيًا ملِحًّا، وهذا ما أكدته ردود الأفعال الشعبية والرسمية، سواء في المحافظات التي شهدت تلك الزيارات، أو في بقية المحافظات المحررة، حتى المحافظات التي مازالت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، فقد أثارت تحركات الحكومة رغبة اليمنيين في كافة المحافظات لعودة الحكومة وبسط نفوذ الدولة في كل شبر من تراب اليمن.
وتأكيدًا على ذلك، فقد رأى الجميع حفاوة الاستقبال الشعبي، الذي حظيت به الحكومة الشرعية في المحافظات التي تشرفت بقدوم الحكومة ورئيسها، من حضرموت إلى أبين، إلى سقطرى، حيث أكدت مراسيم الاستقبال والاحتفاء، حب المواطن اليمني لعودة الدولة، ورغبته وتطلعه لليوم الذي تتلاشى فيه كل القوى على الأرض، عدا قوة الشرعية.
التفاف واسع
أكدت تحركات الحكومة الشرعية مؤخرًا حب اليمنيين للحكومة الشرعية، بعد أن فشلت كل القوى في توفير أبسط حقوق المواطنين، وأدرك اليمنيون أن كل الشعارات التي رفعتها القوى المناوئة لوجود الدولة، زائفة، فالتف المواطنوان حول دولة رئيس الوزراء رافعين شعارًا واحدًا “بالروح بالدم نفديك يا يمن”.
في ظل الدولة، سقطت جميع الرايات، السياسية منها والطائفية والمناطقية، وارتفع شعار واحد، من حضرموت إلى أبين إلى سقطرى “بالروح بالدم نفديك يا يمن”، أكد فيها اليمنيون اصطفافهم خلف القيادة السياسية، وباني دولة اليمن الاتحاديه، فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.
ردود فعل
بينما استبشر اليمنيون في الداخل والخارج، في المحافظات المحررة وغير المحررة بتحركات الحكومة الشرعية، وزياراتها الميدانية، وافتتاحها مشاريع تنموية جديدة.. أغاظت تلك التحركات كافة القوى المناوئة لوجود الدولة، وتسببت في خروجها عن حدود المعارضة الشريفة، وسقطت كافة الأقنعة، لتبدأ في ممارسة مهمتها الطفولية، المتمثلة في الوقوع على كل صغيرة، كانتقادهم “شكل العلم الوطني” وحجمه، أو استخدامهم صورًا خضعت للمعالجة، ليختلقوا منها كبرى قضاياهم، نتيجة إفلاس غير مسبوق، وعجز عن إقناع الجماهير بطريقة حضارية.
وبعد أن استقبلت الجماهير وفد الحكومة برئاسة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وأكدت للعالم حبها للحكومة الشرعية ومشروعها الوطني، رافضة كل الإغراءت والوعود، للعدول عن قرارها، أو التصفيق للقوى المتمردة، وخرجت في صف الشرعية تهتف خلف حاديها “بالروح بالدم نفديك يا يمن”، فشلت كل محاولات تمرير سياسة القطيع على أبناء الوطن الواحد، سواءً في سقطرى وحضرموت وأبين، أو في بقية محافظات اليمن الاتحادي من أقصاه إلى أقصاه.
يمكن القول أن تحركات الحكومة أفشلت كل المخططات، وكشفت للداخل والخارج وحدوية اليمنيين وحبهم ورغبتهم وتطلعهم لاستعادة دولتهم المنشودة، وتأكيدهم على حماية أرضهم، ورفضهم المتاجرة بقضيتهم، حتى تحقيق حلمهم، في بناء اليمن الاتحادي الجديد.