لماذا يحتفي اليمنيون بالتحركات الأخيرة للحكومة الشرعية؟

بقلم “احمد العمراني”

في الوقت الذي تتجه الأنظار صوب المحافظات المحررة، حيث يتابع اليمنيون في الداخل والخارج بشغف شديد، التحركات الأخيرة للحكومة الشرعية، ينظر المخدوعون بتلك الشعارات البراقة، التي تبنتها الكيانات المعادية لوجود الدولة، فاستهدفتها بشتى الطرق والوسائل، ويتساءل : ماذا قدم حملة الشعارات للمواطن؟ وما الذي أنجزته حتى تنخدع الجماهير بها مرة أخرى؟

من خلال متابعتي لردود أفعال الشارع اليمني تجاه تحركات الحكومة الشرعية في عدد من المحافظات المحررة، لاحظت ارتياحًا واسعًا لدى مختلف الشرائح المجتمعية في الداخل، بما فيه المحافظات المحررة، وتلك التي مازالت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، كما لاحظت الشعور ذاته لدى المواطنين والمسؤولين اليمنيين في الخارج، بل وظهرت أصوات طالما هاجمت الحكومة، لكنها اليوم تراجعت، وأشادت بأداء الحكومة ونشاطها الدؤوب المثمر.

في الوقت ذاته بدأ التذمر يظهر إلى العلن، لدى أنصار الكيانات المعادية لوجود الدولة، سواء في الشمال أو الجنوب، وانحسرت مكانة تلك الكيانات في قلوب أنصارها، بعد أن باعت الوهم للجماهير، طوال السنوات الماضية.

ولا ننسى أننا نحتاج إلى دولة فقط، وستتلاشى بعد وجود الدولة كل المشكلات، وتصبح أغلب الملفات المعقدة عبارة عن ملفات هامشية، لأنه لولا غياب الدولة لما وصلت البلاد إلى هذا المستنقع، وهذا ما أكدته التحركات الأخيرة للحكومة، حيث لاقت الحكومة ورئيسها، ترحيبًا واسعًا في كل المحافظات التي زارتها، وتعمد المواطنون في كل محافظة التباهي باستقبال الحكومة، بل وناشد أبناء المحافظات المحررة، التي لم تتمكن الحكومة من زيارتها حتى اللحظة، مطالبين بسرعة زيارتها، ومازالت الأيام القادمة تؤكد ذلك.

لم تكن الحكومة الشرعية لتلاقي ذلك الاستقبال، والاحتفاء المهيب، لولا حب الناس وتطلعهم ورغبتهم في وجود الدولة، التي انهارت في غيابها أحلام اليمنيين وتبخرت، وأصبحت أمنيتهم الوحيدة اليوم عودة الدولة، وهاهي تعود يومًا بعد آخر.

خلاصة القول أن أكبر مشكلة عانتها اليمن طوال السنوات الماضية تتمثل في غياب الدولة، سواء في ظل وجود نظام الحكم أو بعد انهياره، فالدولة المنشودة، ليست وجود الحاكم فحسب، بل تتمثل في وجود القانون الذي يحمي الجميع، المواطن والمسؤول على حد سواء، ولعل الحلم المنشود في دولة القانون، يتحقق بعد أن سكب اليمنيون دماءهم من أجله، وقدموا خيرة رجالهم، في الدفاع عنه، حتى ينعم اليمنون بالدولة الاتحادية التي أجمعوا عليها.