الجمعة , مايو 17 2024 الساعة 11 21
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / الحياة تدب في مفاصل عدن

الحياة تدب في مفاصل عدن

بقلم/ توفيق علي

من المبشرات التي تثلج صدورنا، ما نلحظه ونحسه من تعافٍ متنامٍ في جسد العاصمة المؤقتة الحبيبة عدن، تعافيا دب في كافة مفاصل الخدمات العامة وفي مقدمتها ملفي الكهرباء والأمن- على وجه الدقة والخصوص- الأمر الذي يدفعنا لإشعال قناديل الفرح وشب جذوة الأمل في نفوسنا التواقة لوطن يحنو على أبنائه.

قبل أيام، تعالت أصوات تنادي بالزحف نحو القصر الذي يقيم فيه رئيس الحكومة وأعضائها، واجه الدكتور والمثقف الريفي النبيه، أحمد عبيد بن دغر، هذه الدعوات برباطة جأش وابتسامة حكيم وسياسي لبيب، سياسي يعتنق مبدأ الرد عملياً من حمى الميدان، لا بالثرثرة والتهديدات الرعناء. كان يثق بما لديه من طموحات وعزم صادق لا يلين، لإعادة البسمة لثغر اليمن، رغم جبال من العوائق المصطنعة، التي كان أحدها، دعوات الزحف الى مقر إقامته، وغيرها الكثير جداً لا يتسع المقام للتطرق لها.

رفض أهالي عدن- مجدداً- دعوات الفوضى والنعرات المناطقية المقيتة، ذلك لأن هذه الدعوات، ببساطة، لا تنسجم والمبادئ المدنية الراقية التي تربوا ونشأوا عليها، ولإيمانهم المطلق، بأن الحكومة تقف الى جانبهم وتعمل بإشراف مباشر ومستمر من رئيسها الدكتور بن دغر، على تطبيع الأوضاع، وإعادة الخدمات، وتدشين المشاريع التنموية وجهود التعافي الاقتصادي والبنى التحتية والفوقية والرواتب والأمن والخدمات العامة والطرقات وإعادة الإعمار وغيرها الكثير.

ومع هذا، طالت أيادي العبث المندسة التي استمرأت المتاجرة والمزايدة بمعاناة البسطاء، مولدات الطاقة وشبكاتها، وظل بن دغر كالجبل الأشم، رفض اتهام طرف بل اعتبر هذه الممارسات، جزءاً  من مسؤليات حكومته التي يقع على عاتقها تثبيت الأمن والاستقرار.

ومع كل مواجهة أو منعطف حاد، يعتلي بن دغر جواده ويأبى إلا أن يكون في حمى  المعترك، بمسئولية ونزاهة وطنية يشهد بها الجميع، فقد تعود أن يعيش وسط معاناة الناس البسطاء، لا في بروج عاجية.

و رغم شحة الموارد التي تقع تحت مسئوليته إلا أن بن دغر الفلاح الأصيل، الذي غدا دكتوراً وسياسياً ملهماً، ظل كما هو العهد به، مسكون بإرادة فذة لا تهدأ حتى تنجز أهدافها.

ظلت بعض الأقلام تبث سموم المزايدة والتجني والظلم القاسي، بينما استمر بالتحلي بصمت الكبار، ويوما إثر آخر، يدرك أبناء عدن، وكافة القوى الخيرة، بأن من عاد إلى جانبهم وقت الشدائد وقاسى معهم حر الصيف، وعاش هول الدمار، وشاركهم الهم والقلق والأمل، هو  المعني حقاً بأهلية تحمل المسؤولية الصعبة، والصعبة جداً، لأنهم يدركون بوعيهم، الفرق بين الرجل الثابت في حمى المعترك، والمزايد المدلس المتآمر من منتجعات الخارج.

بن دغر اليوم في عدن يفي بوعده، واستقبل شخصياً باخرتين تحملان على متنهما مولدات ضخمة بقدرة 75 ميجاوات كفيلة بسد 80‎%‎ من عجز الطاقة في عدن ليؤكد لكل مزايد وحاقد، صدق أقواله المتكررة: عدن تستحق الأفضل وأن نعمل سوياً لأجل النهوض بها في كافة المجالات.

وهاهي الحكومة تفي بتوجيهات  فخامة  الرئيس القائد والمناضل عبدربه منصور هادي، بتوفير مختلف الخدمات، والقادم موعود بمزيد من الخير الوفير والنماء.

كم  كنت أتمنى أن يترك المخربين المجال للحكومة تعمل وتقوم بواجباتها، لاستطاعت إنجاز الكثير ولكنها رغم ذلك، تسير بخطى ثابتة نحو العمران والبناء والتنمية.

بن دغر اليوم يحقق لأهالي عدن حلماً بإيجاد كهرباء نموذجية تبدد صيف عدن اللاهب، وسيمتد تيارها بحسب علمي إلى أبين والضالع ولحج قريباً.

قد لا يعلم الكثير أن معظم وزراء الحكومة ليسوا في عدن، لأسباب لا نعلمها، ومع هذا الغياب انبرى بن دغر يقوم بمهام وزراء الكهرباء والتخطيط والمغتربين والإعلام والسياحة والصحة والاتصالات والنفط الخ، بمسؤولية ونزاهة تستحق من الجميع، وفي مقدمتهم أبناء المحافظات الجنوبية، الوقوف صفاً كالبنيان مع هذا الرجل المخلص، قبل فوات الأوان!

شاهد أيضاً

عامان من عطاء الرئيس العليمي..!!

  بقلم :عبدالرحمن جناح اليوم الـ8 من أبريل 2024م، تهل علينا الذكرى الثانية لـ تشكيل ...