الجمعة , مايو 17 2024 الساعة 08 38
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / المجلس الانتقالي في ورطة

المجلس الانتقالي في ورطة

المحامي صالح عبدالله باحتيلي:

هكذا تجلت الحقيقة وفشلت كل الادعاءات المفبركة فشلا ذريعا بسبب المال والأطماع الشخصية وتحولت الى مطالبات بإسقاط هذا ورفع  ذاك ، انها ليست كأحلام شعب عانى الكثير وقدم تضحيات لا مثيل لها ، هكذا ظهر صوت حركة المجلس الانتقالي مؤخرا مخيب لأمال الكثير ، من العنف الثوري والشعارات التحررية الرنانة الى ظاهرة مبطنة بالابتزاز الشخصي ، ظاهرة تدعو الحكومة للرأفة وتقديم العون والتوسل بإسقاط هذا الوزير ورفع الأخر والمطالبة بالشراكة الحقيقية باختيار محافظين من هذا المجلس الذي أصبح اقرب ما يكون الى حزب .

 أيضا بالتأكيد مرارا بالتلميح او التصريح لكن هناك وبشكل رسمي في حضور الإمارات والسعودية ان قادة المجلس الانتقالي يعترفون بالشرعية والحكومة وإنهم شركا فاعلين معها في كل المعترك السياسي والعسكري . هذا ما يجري على مستوى القيادة على طاولة الحكومة الشرعية بحضور التنظيمات المشاركة معها  لبسط  وحفظ الأمن والاستقرار بما فيها حركة المجلس الانتقالي الجنوبي .

 إن اللقاءات التي شارك فيها قادة حركة المجلس الانتقالي في ابوظبي او الرياض في إطار عمل الشرعية والحكومة اليمنية بالتأكيد لا توجد فيها اي شعارات طائشة ولا نزعات انفصالية ولا مجرد حتى الدعوة الى محاربة الشرعية والحكومة بل أن قادة حركة المجلس الانتقالي هناك كحمامات السلام مع الحلفاء والحكومة بل ان خدودهم تكاد تكون متورمة من الخجل تأدبا .

 ولكن يحدث مرارا وتكرارا انه بعد عودتهم الى مقاهي عدن يبدءون الشطحات ويتحدثون عن الظلم تحت شعار ” الفاتحون الجدد للجنوب ” و ”  المنقذ ” ، الجنوب الذي غرق في الجهل والظلام منذ آلاف السنين كما يرون ، الأمر الذي نتج و ينتج عنه انفعالات شعبية غير خاضعة لحسابات سياسية أو إستراتيجية ويخلق حالة من الارتباك او العنف الذي ينعكس على مدينة عدن في الغالب ويجلب لها الدمار والمعاناة لأهلها الطيبون – الذي يقول لسان حلهم ” إننا ضقنا ذرعا باتخاذ مدينتنا ساحة لتصفية الحسابات بين أصحاب العمائم  ” ، ويخلق أيضا حالة من التردد والتوجس لدى الجماهير  ، وتتبادر الى أذهان الكثير كم هائل من الأسئلة عن نزاهة هولا القادة وصدق نواياهم ، فتارة يتحدثون عن التحرير وأخرى عن إسقاط الحكومة وتارة يشهرون خيار القوة وأخرى يشهرون خيار السلم  ، أحيانا تجدهم يعلنون أنهم ضد الشرعية و أحيانا يعلنون أنهم مع الشرعية كما قال بن بريك مؤخرا ، وأحيانا يتغنون بشراكتهم مع التحالف ويهاجمون الشرعية على الرغم من ان التحالف شريك للشرعية ، وأحيانا لا يعرفون ماذا هم قائلون حتى وصل بهم أنهم سيستغنون عن مساحات من الجنوب وجزرة نكاية بالشمال والتنظيمات الجنوبية ألأخرى لكي يثبتوا أنهم أصحاب الحق ألحصري .

 قد تجد في الغالب كل منهم يغرد حسب مزاجه كما فعل احمد بن بريك  في تعليقه على التهديد والوعيد في  21 يناير   الذي تسبب في ورطة لقادة حركة المجلس الانتقالي وكذلك كما فعل  هاني بن بريك في تصريحه الذي استهله ب ” لا أبقانا الله رجال ” وكثير من قادة المجلس  كل منهم يغرد على ليلاه ، مما تسبب في حالة من الصداع والقلق للجماهير التي ما عادت تفهم إلى أين يسير بها هولا ، والأخطر في الأمر أنها – أي تلك القيادات –  قد  تسقط قداسة الثورة لدى الجماهير  ،مما يدفعها لاشعوريا  بالتخلي عن إيمانها بالدعوات للخروج ضد الظلم ، وقد تكفر بها وتترك للفوضى تهيمن في كل مجالات الحياة بسبب فوضى التناقض الذي ينتهجه القادة المعاقين عقليا ، وقد يستشري الكفر بالنضال لدي الجماهير لهذه الأسباب ولن تستمع الجماهير في يوما ما لأي أصوات تدعو لرفع الظلم وسيكون كل ذلك  مقدمة لانتشار الفوضى والقبول بها .

خطوات حركة المجلس الانتقالي  فوضوية ويراها الجميع بلا بوصلة ولا أجندات محددة بعد أن دخل التحالف على الخط وهي حقيقة يحاول الكثير نكرانها ، لكن الواقع يؤكد ان حركة المجلس الانتقالي لن تفعل إلا ما سمح لها وفي إطار المسموح به ، وان تغريدات وأحاديث قادتها الجانبية ليست الا للاستهلاك المحلي ليحافظوا على بقائهم ويمنعون بها نقمة الشارع ضدهم ، حركة المجلس الانتقالي مورطة ولن تجرؤ على مواجهة الحكومة الشرعية التي هي واجهة الإمارات والسعودية ، لكن قد تستطيع ان تخدع الجماهير بدفعهم إلى التمرد وخلق مزيد من الفوضى بدون هدف مفيد  ولكن لكي تبقى هي الوسيط وهي المحرك كقيادة مهمة تستطيع إسكات الجماهير متى شاءت وفي أي وقت يطلب منها ذلك ، ثم تحصل على المكافأة كما فعلت ابتدأ عند التزاوج بالتحالف .

شاهد أيضاً

رئيس الوزراء يلتقي في لندن عدداً من مسؤولي المنظمات العاملة في اليمن.

  التقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم في العاصمة البريطانية لندن، ...