بن دغر: عدن التي أنجبت الشهيد جعفر وأمثاله لا تنحني ولا تستكين.

قال رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن إن المجرمين الذين قتلوا محافظ عدن الأسبق الشهيد اللواء جعفر محمد سعد، سفكوا من الدماء قبله وبعده الكثير لإرهاب عدن وأهلها، لكنهم لا يدركون أن عدن التي أنجبت جعفر وأمثاله لا تنحني ولا تستكين.

وأضاف في كلمة له ألقاها نيابة عنه وزير الثقافة الأستاذ مروان دماج خلال تأبين الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء جعفر: “نؤبن الْيَوْمَ شخصية وطنية مثلت نموذجاً للمناضل الوطني المتفاني في خدمة شعبه ووطنه، نؤبن الْيَوْمَ الشهيد اللواء جعفر محمد سعد المحافظ الأسبق لمحافظة عدن، والسياسي والشخصية العسكرية المشهود لها بالشجاعة والإقدام، والخبرة العسكرية والامنيه والاداريه”.

وأكد بن دغر أن الشهيد جعفر هو صاحب “خطة تحرير عدن، بكل خطوطها العريضة والتفصيلية، ساعدته خبراته السابقة في قيادة القوات المسلحة وجغرافية عدن، على إعدادها فهو إبنها البار والوفي، وقد تقدم بالخطه بشجاعة نادرة قام بتنفيذها مع قوات التحالف العربي والمقاومة الوطنيه التي كان رائدها وأبرز شهدائها”، مضيفا: الشهيد اللواء جعفر محمد سعد المحافظ الأسبق لمحافظة عدن، “كان نموذجاً للوطني المخلص والمحب لأهله، وصاحب الرؤية السياسية والعسكرية الثاقبة.

واستعرض بن دغر بعضا من حياة الشهيد بقوله: كان سياسياً من الطراز الأول، فقد عرفته لأكثر من عقدين ونصف من الزمن ، انحاز دائما ً إلى جانب الحق، أبى وهو العسكري المهاب في فرع من فروع القوات المسلحة إلا أن يتخذ الموقف الذي يحقق مصلحة وطنه وشعبه. تشرب العمل السياسي في بداية حياته، فكان عسكرياً منضبطاً وسياسياً بارزاً، تشهد على ذلك إسهاماته في المجال الإستراتيجي والعسكري.

وأضاف: كان جعفر صديقاً صدوقاً ودوداً في تعامله ودمثاً في أخلاقه، حاضراً في الملمات، وحاضراً في المسرّات، لا يترك ولا ينسى واجباً . لا تسمع مِن جعفر غير لطيف الكلام، وحسن التعبير، وصدقه، كريماً وشهماً في حله وترحاله حتى دعاه داعي الحق.

وتطرق إلى دور الشهيد في قيادة محافظة عدن قائلا: خاض معنا معارك الشرف في كل مراحلها المختلفه ، وعندما استدعته المهمة الوطنيه في قيادة محافظة عدن كان هو أهل لها، أسس إدارتها بعد انهيار، وجمع كادرها بعد شتات. بذل جهده في الأشهر التي تلت تعيينه، لكن الأعداء والعملاء كانوا له بالمرصاد، فنالوا منه، وهم لا يدركون أن الهامات الكبيره لا تختفي ولا تموت بغيابها، تبقى حاضرة تملأ الدنيا مع كل مناسبة.

ولفت بن دغر إلى أن رحيل الشهيد جعفر مثل خسارة كبيرة على الوطن بقوله: “خسرنا جعفر في وقت كانت حاجتنا إليه كبيرة، كان الوطن يحتاج لشجاعته وخبراته، ودرايته بالأمور، كان رحيله حزيناً كرحيل الكبار، علمنا الصبر والحكمة والثبات في الشدائد، ومنه تعلمنا الإخلاص في أنقى صوره، والتفاني في خدمة الوطن في أعمق معانيه”.

واختتم كلمته بالقول: “تغمد الله فقيدنا دائما بالرحمة والمغفرة. نم قرير العين، شهيدنا الكبير فلا نامت أعين الجبناء” تبع ذلك قراءته لقوله تعالى:( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) صدق الله العظيم.