محمد القادري:
عندما تعرض فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي للحصار في منزله من قبل جماعة الحوثي ، وعندما أسروا اخوه ، وعندما فر من صنعاء ، لم يتضامن معه احد من المؤتمريين الموالين لصالح ، بل اعتبروه فاراً وشتموه وسبوه وتشفوا به ، وأيدو موقف الحوثي الانقلابي ضد الرئيس هادي المؤتمري .
ولكن عندما اختلف الحوثي مع صالح ومن معه من المؤتمريين وظلمهم وصوب رصاصته نحو صدورهم ، كان الرئيس هادي هو اول من وقف مع صالح وانصاره وايد انتفاضتهم ورفض اعتداء الحوثي عليهم وتألم مما حدث لهم ، لتتضح الحقيقة ان هادي المؤتمري لم يرضى ان يفعل الحوثي بصالح ومن معه كما رضي صالح ومن معه بما فعله الحوثي بهادي ومن معه ، وهنا تتضح المفارقات وتنكشف معدن الاخلاق وتظهر عظمة الرجال وقيم الاصالة .
الرئيس هادي اليوم يتضامن مع مؤتمريي صنعاء ويرفض ما يحدث لهم من انتهاكات من قبل الحوثي ، ويطالب المجتمع الدولي والعالم انقاذهم .
هادي اليوم يترحم على صالح ويصفه بالشهيد ويفتح ابواب العزاء باستشهاده في اغلب السفارات .
نعم هذا هادي الذي كنتم تصفوه ومن معه من المؤتمريين الذين انضموا للشرعية بأنهم مرتزقة وعملاء وفارين وخونة ، وتقولون ان الحوثي وطني ويمني اصيل وتساندوه وتناصروه وتتحالفون معه ضد هادي .
فانقلب الحوثي عليكم كما انقلب على هادي ، ولكن هادي لم يقف ضدكم كما وقفتم ضده .
عودوا لهادي جميعاً واعتذروا له ، وانضموا تحت لواء قيادته ، واستفيدو من الدرس الذي تعلمتوه مما حصل لكم عند مخالفته وتأييد اعدءكم واعداء اليمن والمؤتمر ضده .
انضموا خلف هادي الرائد في موقفه واخلاقه لكي يعود المؤتمر حزباً رائداً يمضي نحو تحرير كل اليمن واستعادة الدولة والقضاء على عصابة الانحطاط الفكري والاخلاقي وشرذمة الشر والافساد والاجرام .
هادي الذي اكتشفتم انه يحبكم ولم يبادلكم الحقد بالحقد والكراهية بالكراهية ، فاعترفوا باخطاءكم وبادلوه الحب بالحب والوفاء بالوفاء .