الثلاثاء , مايو 7 2024 الساعة 21 36
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / ما بين الوهم والحقيقة: يتجلى الزيف الحوثي، وغياب الدور المنوط بالنخب الوطنية.

ما بين الوهم والحقيقة: يتجلى الزيف الحوثي، وغياب الدور المنوط بالنخب الوطنية.

 

كتبه /حميد التماري

يبدع الحوثي ومليشياته في إستجلاب الأزمات والحروب للبلاد حرباً بعد حرب وأزمةً بعد أزمة، ويتفنن فعلياً في التغذي عليها ويسعى جاهدًا لتسخير كل ما أمكن في استمرارها وتعطيل مسارات السلام التي عرضت عليه مذ بداية الحرب حتى اليوم، لانه في حالة رضوخه للسلام إن افترضنا، سينتهي دوره مباشرة وسيعلو صوت الرفض المطالب بإنهاء سلطة الامر الواقع التي أقامها على دماء اليمنيين ودولتهم المسلوبة، فور استباب الامر وسينطلق الناس للمطالبة بتفعيل نظام الدولة ودستورها وقوانينها التي اعتادو عليها قبل إنقلابه عليها وحروبه، وهذا الشي لايوجد عند المليشيات بالتأكيد ففاقد الشي لايعطيه … من جهة أخرى ردود الفعل المقابلة للاسف باتت وأصبحت شبه ميتة، والشعب في حالة اضطراب فكري غير مسبوق، ولا مجهود منظم يذكر لاخراجه من هذا الاضطراب .

الحوثي اليوم يتصدر المشهد تحت مبدأ حرب التناقضات .. فنجده تارة يدعي اغلاق باب المندب أمام السفن لفك الحصار عن ابناء غزة، بينما هو محاصر مدينة تعز وبعض المدن اليمنية منذ تسع سنوات … وتارة أخرى يدعي نصرته لابناء غزة بدافع اخلاقي وديني وعربي والحركة بكل تكويناتها بعيدة كل البعد عن أي خلق ديني او عروبي، وأكبر دليل على ذلك الاعمال التي قام بها بحق خصومة السياسيين او الفكريين، كتفجير بيوتهم ومساجدهم ودور القرأن وتحويل المساجد الى مقايل لتناول القات، وتشريد الملايين من منازلهم واراضيهم ومصادرتها… الخ، ولو كان كما يدعي لكان من الاولى النظر الى حال الشعب عبر السعي الى السلام وتنفيذ الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها ونقضها بنفس الاسبوع، ولو وجدت عنده ذرة من أخلاق ما جر البلاد الى حرب ليست بالندية لها لا عدة او عتاد او تحمل.

الواقع السيئ الذي يفرضه الحوثي على المواطن اليمني لايجب السكوت عنه … الحوثي يتغذى على دماء اليمنيين واقواتهم ولقمة عيشهم، ومستمر في أدخال نفسه بمسرحية هزلية دون مراعاة حالة اليمنيين المعيشية والجوع الذي يعاني منه كل ابناء الشعب اليمني، او حساب المردودات التي ستترتب على قطع خطوط الملاحة الدولية وخطوط الامداد الغذائي والمساعدات الدولية التى لولا وجودها لهلك الشعب اليمني من الجوع والاوبئة والامراض.

لنكن واضحين مع انفسنا واذا اردنا معرفة نتائج ماتقوم به الحروب علينا ان نلتفت الى حال اقاربنا ومجتمعاتنا المصغرة وسنجد الجواب الواضح … واعتقد أن سنوات الحرب ال٩ الماضية أكبر تجربة يمكن من خلالها تعلم الدروس والعبر، وفي النهاية الحوثي السلالي والمليشيات بشكل عام لا ترقى لتكوين دولة ولايمكن أن تصنع نصر او قرار، سوى جالبة للحروب والدمار والخراب للبلدان والتغذي على اوزارها.

إن تفنيد كل هذه الامور وتوضيحها يترتب على مقدرة نخب البلاد الوطنية بشتى توجهاتها الفكرية والسياسية للخروج من مأزق الزيف الحوثي الذي باعه الحوثي للملايين من الشعب اليمني، فالمرحلة هذه هي مرحلتهم والامور تستوجب الوقوف حولها ومحاولة انقاذ اكبر عدد ممكن من الغارقين في مستنقعات الكذب والدجل الحوثية، فعلا وحقيقة لايجب السكوت فالصمت هنا خيانة عظمى .

شاهد أيضاً

حُجرية تعز.. سر اليمن المكنون

  بقلم :عادل الاحمدي قبل 28 عاماً، عملت لأسبوعين أثناء العطلة الصيفية، حمّالاً في شركة ...