الخميس , مايو 16 2024 الساعة 10 28
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / صناعة التطرف في جامعة إب.

صناعة التطرف في جامعة إب.

كتابات: نشوان النظاري

باتت جامعة إب مرتعا خصبا للتطرف والرهاب الفكري والإجتماعي وأصبحت واحدة من أهم منارات العلم والمعرفة حقلا ملغوما بشتى أنواع التطرف والغلو الديني، والحضور الضيق، والتصرفات الصبيانية الطائشة.

يدير الملتقى الطلابي، أو ملتقى الطالب الجامعي بجامعة إب، أو بعض المحسوبين عليه، دفة الوهم وأكذوبة الدفاع عن الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، وحشر أنفه في كل ما يعنيه وما لا يعنيه، مستغلا الصلاحية الممنوحة لديه والتي تتجاوز في احايين كثيرة سقف رئاسة الجامعة.

يحظى الملتقى بنفوذ واسع، ودعم غير محدود من قبل النظام السياسي الحاكم، وهذا يبدو جليا من خلال تدخلاته الغريبة وانخراطه في مسارات ليس لها علاقة بالجانب التعليمي أو الأكاديمي.

لم تكن حادثة البارحة الوحيدة، ففي العام الماضي أوقفت جوقة الملتقى وبطريقة إستفزازية حفل تخرج قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بحجة ما يعتقده انحلال وسفور وخروج عن الأدب.

أشفق لحال هؤلاء وهم يعتقدون أنهم يخوضون حروبا مقدسة ضد شريحة، من المفترض أنها، تحمل مصابيح العلم ويقع على عاتقها مهمة نهضة الوطن، ورقي المجتمع، إذ تمثل هذه الشريحة كنوز الأمة ومصدر فخرها، ليأتي أولئك وبمنتهى السهولة بإسقاط كل شيئ وإحالة قلعة تعليمية شامخة بحجم جامعة إب، يديرها أعلى طبقة مثقفة بالمجتمع، إلى مقاطعة أو ولاية نائية في أقصى شمال أفغانستان.

جاء الملتقى الطلابي على أنقاض إنحسار اتحاد طلاب الجامعة، ذلك الكيان الشبابي الجامع، والإطار المفتوح، الذي كان يلبي متطلبات الطالب الجامعي ويسهم في حل كافة الاشكالات التي يواجهها، جاء بفكر ايدلوجي، وتوجه سياسي، ورؤية بدائية محدودة وعدوانية وضد كل ما هو مدني ومعاصر.

على هذا المسار جامعة إب تمضي قدما في خلق جيل منزوع الإرادة، بلا أفق أو هوية، وهي بهذا تسعى حثيثا لإنتاج وصنع أجيالا مجهولة متقوقعة تسير على خطى التنظيمات الإسلامية المتطرفة والأفكار المتصلدة.

شاهد أيضاً

عامان من عطاء الرئيس العليمي..!!

  بقلم :عبدالرحمن جناح اليوم الـ8 من أبريل 2024م، تهل علينا الذكرى الثانية لـ تشكيل ...