الإثنين , مايو 13 2024 الساعة 06 11
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / تعاظم المحن (نسيم ) بين الإعاقةِ والتهميش

تعاظم المحن (نسيم ) بين الإعاقةِ والتهميش

 

أن تكوني امرأة فهذه مصيبة في ظلِ مجتمع ذكوري وأن تكوني امرأة وسوداء فالمصيبة أعظمُ، لكن ماذا إذا كنتِ امرأةََ وسوداء مهمشة ،ومعاقة حركيا إنها تعاظم المحن.
منظمة العفو الدولية قالت في تقرير لها : إنّ ملايين الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن هم أكثر الفئات تعرضاً للإقصاء والتهميش في ظروف الحرب الحالية التي تشهدها اليمن وأكثر ما يعاني التهميش هم النساء.
معاناة
نسيم أرمان 45 عاماً (عدن)من ذوي الاحتياجات الخاصة تعاني من إعاقة حركية بالقدم اليسرى بسبب حمى أصابتها وهي في المهد لتعيش حياة قاست فيها من الإعاقة والتهميش تقول نسيم: عانيت من اصابة حركية بالإضافة إلى ظروف الأسرة الصعبة ونظرة التهميش نشئت طفلة فقيرة مهمشة والأمر من ذلك نضرة الشفقة التي تحاصرني أينما وليت وجهي ونظرتهم لي ناقصه أي أني لن أستطيع تقديم شي.
يقول نعمان الحذيفي (رئيس‏ الاتحاد الوطني للمهمشين والفئات الأشد فقرا): يكابد المهمشون الظلم، والإقصاء، والحرمان إلا أن هذه المعاناة تزداد إيلاما عندما يكون المهمش معاقا فكيف إذا كانت امرأة.
نحن نفتقد للمعلومات والإحصائيات ليس على المعاقين من المهمشين بل على المهمشين بشكل عام وليس لدينا إحصائية رقمية عن عدد المهمشين في اليمن لكن نحن ثلاثة مليون ونصف أو أكثر أي ما يعادل 12 بالمية من سكان اليمن.
دارس البعداني (رئيس المركز الإعلامي للأشخاص ذوي الإعاقة) يقول: المعاقات من فئة المهمشات مهمشات حتى في المعلومات ويعانين كثير، نفتقر لمعلومات عنهن وعن ظروفهن وغير مسجلات في الجمعيات الخاصة بالمعاقين ولا في مراكز تأهيل ولا يوجد من يهتم بهم لعدم التوعية وعدم الترحيب بهذه الفئة تغيب الإحصائيات عنهن ولا توجد أي بينات ولذلك لا يلتحقون بالتعليم ولا يحصلوا على حقهم الصحي أو المواطنة المتساوية وضعهم مؤلم.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فإن ما يقدر باربعة ملايين شخص من ذوي الإعاقة يعيشون في اليمن.
ويوضح البعداني أن الاحصائيات تشير أن إجمالي النساء اللواتي يعانين من إعاقةِ حول مليوني (امرأة) بين ذهنية وحركية وبصرية ذلك يعني أن عدد المعاقات من فئة المهمشين قد تكون بالألف.
طفولة مسلوبة
تتذكر نسيم وبغصة طفولتها: طبعا انا حرمت في طفولتي من اللعب، والجري، وحصص الرياضة، والبستنه وكذلك طريقة مشي بطيئة زملائي كانوا يتركوني وحيدة كم كنت اتألم لذلك.
نسيم عمر35 عاماً (عدن) وهي رئيس الجمعية اليمنية لناجيين من الألغام تقول كنتُ في التاسعة ِ من عمري عندما وجدت لغمَا في نفايةٍ قريبة من المنزل أبان حرب صيف 1994م بعدها اصبت بصدمةٍ عندما فقت وانا مبتورة القدمين من أسفل الركبة.
لأضل عام كامل في المشفى انهرت تماما حرمت من الطفولة التي كنتُ أحلم بها وأرطمتْ أمال الفتاة التي لم تكمل الصف الرابع ابتدائي في جدار الإعاقة وظلم المجتمع المصحوب بالتهميش لذوي الإعاقة.
عقبة التهميش والإعاقة
تردف نسيم كنت أقطع مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة برفقة والدتي لم يكن لي صديقات بسبب لوني واصابتي كنت منطوية بشكل كبير ومنبوذة لأسباب لم يكن لي بها ناقة ولا بعير -وبعد برهة تكمل -: بسبب أني مهمشة.
وتوجز أرمان الصعوبات التي واجهتها قائلة: كنت عندما أقدم على وضيفة ويرون إعاقتي يقولون لا تستطيعين
بالرغم أننا مؤهلين لأخذ مناصب قيادية إلا أنه ما زلنا مهمشين ومنبوذين كذلك كوني معلمة ناجحة في عملي وناشطة مجتمعية أترأس مؤسسة ارمان لتنمية المجتمع لكن لم يشفع لي نجاحي وأبداعي من أن انال ما اتمناه لإن تقبل المجتمع لنا مازال قاصر للفئة مهمشة فما بالك بأمره معاقة ومهمشة.
وتشرح لميس: عشت حياة مريرة ومعاناة مع الأطراف الصناعية واكملت الثانوية بصعوبة لكن لم أستطيع أن أكمل كلية الحقوق لأني خضعت لعملية بتر أخرى حطمت احلامي التي لم تكن قد شبت بعد العود للعمل بمجال التوعية في مخاطر الألغام ومع محاولات بائسة لاستحداث أطراف مناسبة اكابد اليوم من أجل ادماج ضحايا الألغام بالمجتمع خصوصا النساء.
وتحدث الحذيفي عن الصعوبات التي تواجها شريحة المعاقين في الفئة: تضل المشكلة أكثر قتامة عندما نتحدث عن المعاقين من المهمشين هذه الفئة لم تنال حضها ولم يتم استيعابها ضمن برامج التدريب والتأهيل لذوي الهمم والإعاقة ونحن ليس ليدينا جمعيات متخصصة بهذا الجانب تختص بذوي الاحتياجات الخاصة.
هذا بتصوري أفقدنا عن المعلومات الحقيقة وعدد المهمشات من ذوات الإعاقة المشكلة كبيرة وحتى في الإتحاد العام لذوي الإعاقة يفتقرون لهذه المعلومات وللأسف المعاقات المهمشات من الفتيات يتم استغلالهن حيث يكونوا مصدر لتسول المشكلة هي في شحة المعلومات ونحن بحاجة الا دراسة وبحث.
يضيف البعداني: المرأة ذات الإعاقة مصادر رأيها لا تحصل على التعليم حتى في زواجها لا يؤخذ رأيها ومظلومة بشكل كبير في التعليم والصحة.
أمومة شاقة
لم يتقبل المجتمع امرأة معاقة متزوجة ومن اسوى الأمور لما حملت كانوا يقولون: (لماذا تحملي وانت معاقة لن تسطيعي واخر يقول صعب عليك تربية الأطفال وهذا كلام ممرضات وأطباء واليوم أنا إم لثلاث فتيات).
بل والأسواء عندما اشتريت سيارة وأعبر شارع ما الكل يتابعني بنظراته معاقة وتسوق سيارة جعلوها من المعجزات هذه كانت الكلمات التي تفوهت بها نسيم وهي تتحشرج بالدمع.
ويردف البعداني: المرأة المعاقة من فئة المهمشين تعاني من ظلم مركب ظلم انها امرأة وظلم الإعاقة الذي يسبب لها احباط نفسي ويسبب لها تعامل لا إنساني ويسبب لها نضرة قاصرة ونضرة شفقة ورحمة مم يحطم نفسيتها بالإضافة إلى اللون يأخذ أيضا منحى اخر منحى تميزي وعنصري والمرأة المهمشة تعاني أكثر من غيرها من المعاقات وبشكل كبير بسبب الانطواء الذي فرض عليه المجتمع حتى الرجال من ذوي الاعقة في فئة المهمشين تغيب عنا المعلومات عنهم فما بالك بالنساء المعاقات والمهمشات
نجاح رغم المعانة
تكيفت نسيم مع المجتمع وأكملت حياتها رغم المعناه والألم جعلت كل العقبات سلم عبور لنجاحها عملت كناشطة مجتمعية ومقدمه الخدمات الإغاثية والإنسانية في ظل الحرب فتحت مركز اسعافي للجرحى بالمنطقة، اشتغلت بإيواء النازحين وتوزيع الإغاثة نسيم اليوم ناشطة نسوية مبرزة عملت على مساعدة النساء المعاقات ودمجتهم بالمجتمع حاولت توفير سبل للعيش لفئتها المهمشة وفئتها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

شاهد أيضاً

رئيس الوزراء يقدم التعازي لسفير اليمن في سويسرا بوفاة شقيقه.

  قدم رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، التعازي والمواساة إلى سفير اليمن ...