في إب تُدان الضحية ويُبرأ المجرم.

بقلم : نشوان النظاري

كارثة بكل المقاييس، عندما يُبرأ المجرم، وتُدان الضحية، ويدفع المجني عليه ثمن لجوئه لمؤسسات الدولة، ثم أين يذهب وقد بدت الحياة أمامه أشبه بغابة مجردة من القيم والأخلاق، وبات الكل ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على الآخر ..

حالة من التعري الأخلاقي والسقوط المهين، والانحدار صوب الانفلات المجتمعي والتصحر الحضري، إذ كيف يمكننا تقبل وضع عبثي غير لائق كهذا الذي حصل للطفل مصطفى، حيث أقدم وحش عديم الإنسانية والضمير على اغتصابه، وحين قام والده بتقديم شكوى للجهات القضائية، تم تغريمه مائتين الف ريال ..

يحدث ان يختفي التقرير من داخل ملف القضية، ويبرأ المتهم، ويحكم بإطلاقهه فيما الضحية يحكم عليها بدفع 200 الف غرامة تقاضي.

تقرير الطبيب الشرعي يثبت حدوث جريمة إغتصاب، إذ يؤكد وجود جرح قطعي حول فتحة الشرج بطول 2 سم وتوسع فتحة الشرج، والمتهم يدلي باعترافات اولية عن ارتكابه الجناية، لكن كل شيئ ترنح وانهار ..

كيف لا يحدث كل ذلك، والضحية نازح من محافظة الحديدة، وإبن لأب أصم وأم فقيرة ليس بيديها حيلة ..

الحادثة وقعت قبل نحو عام واثارت ضجة في حينه، حيث قام المتهم بإغتصاب الطفل ذو الخمس سنوات داخل غرفة منزله، والاسبوع المنصرم برأت المحكمة المتهم بذريعة فقدان تقرير الطبيب الشرعي، وهذا للاسف ما هو مكتوب على منطوق الحكم.