الخميس , مايو 16 2024 الساعة 20 15
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / القيامة البيئية التي تنتظر البحر الأحمر.

القيامة البيئية التي تنتظر البحر الأحمر.

بقلم : م. أنور العامري
ينتظر خزان صافر (السفينة الراسية في رآس عيسى) قيامة بيئية غير مسبوقة ستتسبب بكارثة ستكون الأكبر في التاريخ الحديث على المستوى البيئي

ولو عدنا بذاكرتنا الى 24 مارس 1989م , وكارثة السفينة (إكسون فالديز) التي غرقت بالقرب من سواحل ألاسكا
مما أدى لتسرب مايقارب 40.000 طن من النفط الخام على طول 2500 كم من السواحل ، ووقوع كارثة بيئية
تسببت في تدمير شاطئ المحيط بمضيق الأمير ويليام
والتي اعتبرت أكبر كارثة بحرية بيئية في حينه , وقد تحملت شركة اكسون اكٽر من 5 مليار دولار كتعويضات عن الخسائر
كما تسببت في موت الملائين من الكائنات البحرية المختلفة والطيور ، وتدمير حركة الملاحة البحرية ، وتوقف الصيد
واستمر تنظيف التسرب لمدة ثلاث سنوات ، استخدمت فيها مئات المراكب والطائرات للتنظيف

اما خزان صافر العائم (لا قدر الله) فستكون قيامة بيئية بكل المقاييس تنهى كل أشكال الحياة على البحر الأحمر
وستهدد الملاحة البحرية , وحركة السفن وسيفلس الصيادين ، وشركات الصيد وتتوقف السياحة على جميع سواحل البحر الأحمر , وتتضرر جميع الدول المطلة على البحر الأحمر , كون الخزان يعد ٽاني اكبر خزان عائم في العالم , ويحوي حاليا كمية 1.140.000 برميل من النفط الخام .

ويجب ان لا يستخف الحوثيين بهذا الأمر ، ولا يتركوا مجالاً للتشكيك او لمحاولة الضغط للمكاسب السياسية او الشخصية.
فهم اكثر من سيتضرر ، كون سفن الغذاء والنفط والدواء ستتوقف حينها تماما من الدخول لميناء الحديدة , بل وسيدمر الميناء.
ويجب عليهم أن يعوا حجم الكارثة التي ستصيب اليمن بشكل خاص , والعالم بشكل عام ، بينما يستمروا بالرهان على تعنتهم , رامين عرض الحائط كل المبادرات والمناشدات والتحذيرات الصادرة عن كافة الجهات ذات العلاقة خلال الفترات الماضية بما فيها الوساطات المحلية والدولية والأممية التي تدخلت من أجل إقناعهم بالسماح للفرق الفنية الأممية لإجراء أعمال الصيانة اللازمة للخزان ولكن دون جدوى.
وسبق أن خاطبت وزارتي النفط والخارجية اليمنيتين الأمم المتحدة وهيئاتها مرارا وطالبت بمساعدتهما في تقييم وضع خزان صافر وتنفيذ الصيانة اللازمة أو تفريغ كمية النفط المخزون خشية من حدوث تسريب نفطي سيتسبب بكارثة بيئية خطيرة.

كما أكدت جميع التقارير لمراكز الدراسات ، ان خطر حدوث الانفجار يتزايد يومياً ، وإذا حدث فإن ذلك لن يتسبب فقط في إتلاف أو غرق السفن المتواجدة في المنطقة المجاورة فحسب , بل سيؤدي أيضاً لحدوث أزمة بيئية تقارب أربعة أضعاف حجم تسريب النفط في “إكسون فالديز”.

كما وذهبت تقارير دولية لوصف خطر السفينة النفطية صافر والتي اسمتها بـ”القنبلة العائمة” كونها لم تخضع للصيانة منذ العام 2015م
فيما تصر ميليشيا الحوثي على استخدامها كورقة مساومة مع الحكومة اليمنية

ويعتبر الخزان مُعرضاً للإنفجار في أي وقت بسبب التقادم وتوقف الصيانة ، كما ان المنشأة والأنابيب والمعدات اصبحت جميعها متهالكة، الأمر الذي سيتسبب في تسريب الغاز الخامل ، عوضاً عن تسرب النفط الخام
إضافة لكون منظومة مكافحة الحريق أصبحت ايضاً متهالكة ومتوقفه
ويفاقم الازدياد بدرجة الحرارة، وارتفاع الرطوبة، وعدم توفر المازوت ، المسؤول عن تشغيل الغليات من حجم المشكلة ، معرضا جسم الخزان للتآكل ..

ونؤكد هنا بأن صيانة الخزان اصبحت ضرورة حتمية عاجلة لا تحتمل التأجيل بحسب تقارير الفنيين الذي قامت وزارة النفط اليمنية بإرسالهم ، والتي اكدت جميعها أن جاهزية أنظمة التشغيل في الخزان العائم منهارة كليا وتكاد الكارثة ان تكون وشيكة ان لم يتم إنقاذ الموقف.

كل ذلك يأتي بعد اعلان شركة صافر عن حالة طارئة على صافر ، وحدوث ثقب في أحد خزاناتها ، صاحبه تسرب المياه إلى داخل غرفة الماكينات.

كما نطالب الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، وكافة المنظمات الدولية والمحلية إلى سرعة التدخل والضغط على المليشيات الحوثية المسيطرة على المنطقة للسماح للفرق الفنية بإجراء الصيانة اللازمة للخزان قبل حدوث الأزمة التي لا يعي الحوٽيين حجمها الكارٽي.

شاهد أيضاً

عامان من عطاء الرئيس العليمي..!!

  بقلم :عبدالرحمن جناح اليوم الـ8 من أبريل 2024م، تهل علينا الذكرى الثانية لـ تشكيل ...