السبت , مايو 18 2024 الساعة 20 05
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / تقارير وحوارات / انتهاكات «العنصرية الهاشمية» ضد الاعلاميين في صنعاء.

انتهاكات «العنصرية الهاشمية» ضد الاعلاميين في صنعاء.

( الوطن نيوز – متابعات)

لم يكن حال غالبية الاعلاميين اليمنيين، بهذه السوء، خلال العقود الماضية، ولم يعرف الاعلاميون اليمنيون المنافي والتشرد وقبل ذلك السجون والقتل في السجون، الا في ظل جائحة المليشيا الحوثية، وأدعياء الحق الالهي في التسلط على رقاب اليمنيين، ومخلفات ماتعرف الهاشمية السياسية (الحاكمة) بتفويض من السماء.

وشدد الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية والإجماع الوطني ، منذ سبتمبر 2014، على إحكام القبضة على الإعلام. وفاحت عن تمثلات لخطة المليشيا روائح عنصرية سلالية، وحقد مكتنز تجاه الكثير من الاعلاميين والناشطين في الاعلام الرقمي، الذين يواصلون مجابهة طموحها العنصري والسلالي، ويفندون خطابها الدعائي في اسقاط الجرع الاقتصادية، ورفع معاناة الشعب!

أكثر ما كانت تخشاه المليشيا هو الإعلام، والإعلاميين، وظهر ذلك بجلاء في اكثر من خطاب لزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، وتحريضه ضد الإعلاميين، ففي وقت مبكر من الانقلاب وإسقاط مؤسسات الدولة في صنعاء والتمدد نحو المحافظات وصولا الى عدن، اهدر عبدالملك الحوثي دم المعارضين الاعلاميين لانقلابه ، وأباح في خطاب متلفز لمليشياته المسلحة “استهداف الصحفيين والمثقفين المعارضين لهم واعتقالهم، معتبرا أنهم يشكلون خطورة أكبر من مقاتلي المقاومة الشعبية ضده، ويجب وضع حد لهم”.
وقال إن “المرتزقة والعملاء من فئة المثقفين والسياسيين والإعلاميين أخطر على هذا البلد من المرتزقة المقاتلين في الميدان إلى جانب العدوان”، حسب وصفه، مضيفا “يجب على الجيش واللجان الشعبية التصدي لهم بحزم”.

وشكّل الخطاب التحريضي لزعيم المليشيا، إيذانا بحرب عنصرية شرسة ضد الصحفيين والاعلاميين، المناهضين لعنف مليشياته، ومشروعه الانقلابي على الدولة والهوية اليمنية.
وتم الأخذ عمليا بمضامين الخطاب، من خلال البدء في اختطاف واعتقال عشرات الاعلاميين والصحفيين، والزج بهم في السجون، قبل أن يتمكن اخرون من الهروب والفرار الى خارج صنعاء أو الى خارج البلد.

وأخذ الاستهداف لمئات الصحفيين والاعلاميين من قبل المليشيا في صنعاء وغيرها من المدن التي وصلت اليها، ابعادا عنصرية وسلالية؛ فقد وصل تضييق وعنف وتعسف المليشيا الى العشرات من الصحفيين الذين لاذوا بالنزوح الى قراهم وقبائلهم، مكتفيين بصمتهم رغم أوجاعهم ومعاناتهم!

في بسط سيطرتها على مؤسسات الإعلام الرسمية، في صنعاء، مارست ولاتزال تمارس المليشيا الحوثية، العنف العنصري والسلالي ضد من تبقى من الصحفيين والاعلاميين المنتسبين لهذه المؤسسات، ولم يغادرو صنعاء.
وكافأت قيادة المليشيا منتمون الى السلالة، من صحفيين واعلاميين معروف عنهم فشلهم، وعدم كفاءتهم، بتمكينهم من مواقع قيادية عليا في المؤسسات الرسمية للإعلام. واوعزت الى هؤلاء تشديد القبضة على المؤسسات، بالإعتماد على كوادر السلالة المقيتة الذين يجب تمكينهم من كل الإدارات والأقسام.
وتركزت المناصب الاعلامية في قيادة مؤسسات الصحافة والاعلام التلفزيوني والاذاعي، على بيوتات السلالة ( المنصور ، شرف الدين، الشامي، الى جانب عناصر يمثلون درجات اقل في ترتيب السلالة، مثل الاهنومي، وساري، والصبري، والحيفي، وفايع ..الخ

وتبعا لكل تلك الممارسات الحوثية، اضطر عشرات الصحفيين والاعلاميين، من الجنسين، في صحيفة الثورة، والجمهورية، وقنوات اليمن وسبأ والايمان، المكوث في منازلهم، او العودة الى قراهم، بعد أن وجدوا التعاملات السلالي والعنصرية للمليشيا الحوثية في مؤسساتهم التي وصلت خدمة البعض منهم فيها الى ما يقارب الثلاثين سنة.
وطال الاستهداف السلالي، السلالي، الإعلام المسموع، اذاعة صنعاء البرنامج العام، واذاعات المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا:( الحديدة ، حجة ، صعدة ، عمران ، ذمار، إب) حيث عززت المليشيا من توجهها السلالي، باعتماد خطاب اعلامي محلي ينضح بالأفكار التي تعلي من شأن السلالة، وتقدس شخصياتها وتمجد حقها وحدها دون سائر بني البشر في تولي أمور الناس والقيام بشئون حكمهم.
ورصدت نقابة الصحفيين اليمنيين، خلال العام 2019، ثمان حالات إيقاف عن العمل وتهديد بالفصل وإيقاف مرتبات و منع عدد من الصحفيين والإعلاميين من دخول مؤسساتهم من قبل المليشيات الحوثية بصنعاء.
وقالت النقابة، إن “هذه الحالات طالت مئات الصحفيين، خصوصا العاملين في وسائل الإعلام الرسمية (الثورة، وكالة سبأ، تلفزيون اليمن، إذاعة صنعاء).
واشارت الى أن “قرابة 300 موظف في إذاعة صنعاء لوحدها فصلوا من أعمالهم”. منذ سيطرة المليشيات الحوثية على المؤسسات في صنعاء.
و”غادر أكثر من 400 صحفي ووسيلة إعلامية العاصمة صنعاء قسراً منذ اجتياحها من المليشيات الحوثية، التي أعلنت حرباً شعواء عليها بهدف إخفاء جرائمها وتقويض الحريات والصحافة الحرة، وإفراغ العاصمة من أرباب الكلمة وعدسات الصحفيين. وما زالت المليشيا تختطف أكثر من 14 صحفياً منذ 5 سنوات، بالرغم من تدهور حالتهم الصحية.
وترفض محكمة في صنعاء، العدول عن قرارها بالاعدام بحق 4 صحفيين، وعقوبة الحبس ضد ستة آخرين، في ابريل الماضي، بالرغم من عدم قانونية الاتهامات الموجهة للصحفيين الذين يرزحون لخمس سنوات في سجون المليشيا.

وفي الوقت الذي تعزز المليشيات الحوثية من إحكام قبضتها على مؤسسات الإعلام الرسمي، عمدت الى استغلال منهوبات الاموال الخاصة بهذه المؤسسات، وغيرها من مؤسسات الدولة، لتشكيل امبراطورية اعلامية، تمثلت في انشاء عدد من الاذاعات الخاصة، أبرزها اذاعة 21سبتمبر التي يشرف عليها الناطق العسكري للمليشيا يحي سريع، واذاعة سام التي يديرها حمود شرف الدين، والى جانب ذلك أنشأت المليشيا صحف يومية واسبوعية، مثل يومية “المسيرة” و “لا”.
وتكثف المليشيا في أوعية هذه الامبراطورية الاعلامية، من خطاب يكرس مشروع السلالة الهاشمية، ويمنح شخصياتها القداسة، ويعظم من افكار وسلوكيات المليشيا، كما يستهدف الخطاب حماية السلالة والسيد.

وبالمطلق ترفض المليشيا داخل أجهزتها الإعلامية الخاصة، اي تواجد لمادون من ينتسبون الى السلالة.
ويتلقى القائمين على هذه الاجهزة تعليمات باستقطاب من ينتسبون للسلالة للعمل فيها، كما يتلقون التحذيرات من اي تعامل مع صحفيين واعلاميين من غير السلالة، ما يشير الى سعي للمليشيا الى تكوين امبراطورية اعلامية خاصة بها، لمواجهة ما تتوقعه من مفاجآت قد تغير في طبيعة المعادلة، وتربك الحسابات.

شاهد أيضاً

تقرير: تدمير كلي وجزئي لـ4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي.

كشف تقرير حكومي عن تدمير نحو خمسة آلاف مأوى للنازحين، في ثمان محافظات، خلال أبريل ...