الجمعة , مايو 17 2024 الساعة 08 16
آخر الأخبار
الرئيسية / الأخبار / شؤون محلية / وزير الأوقاف والإرشاد .. شكرا

وزير الأوقاف والإرشاد .. شكرا

لو سألني احدهم ما هي المعاناة الكبرى التي كان يعانيها الحجاج اليمنيين طيلة رحلة الحج في المواسم الماضية ؟ لكان الجواب بدون تردد هو عدم الترتيب ، والتكدس ، والإنتظار المرهق لإستكمال إجراءات الدخول الى المملكة في منفذ العبر اليمني الذي اصبح المنفذ الوحيد المعتمد لدخول الحجاج .

المنفذ اليمني للأسف لا تتوفر به ابسط الخدمات ، فلا فنادق ولا حمامات ولا مساجد ولا مطاعم يطمئن الحاج لنظافتها ، ولا بقالات تتوفر بها احتياجات الحجاج للشراء منها .

الوضع في المنفذ كان سيئا ، لكن الأسوا من ذلك كان غياب الترتيب والتنظيم في عملية التفويج ، إذ كان يترك لكل وكاله إختيار الوقت الذي يناسبها لتفويج حجاجها بدون تنسيق مع الوكالات الأخرى ، وبسبب هذه المزاجيه في التفويج كانت تاتي ايام تتكدس بها الباصات في المنفذ بما يتجاوز مئة باص في وقت لا يستطيع المنفذ تمرير اكثر من اربعين باص في اليوم ، ولهذا كان يتعين على بعض الباصات وعليها الحجاج ان ينتظروا دورهم الذي سيأتي بعد يومين وثلاثة واربعة ايام  ، وفي المعتاد يكون اغلب الحجاج من المسنين الذين يحتاجون الى الحمامات كل ساعة واخرى ، ولكم ان تتخيلوا حجم  الإرهاق والإنهاك والإعياء الذي يصيب الحجاج وهم جلوس على كراسي الباصات لأيام .

العمل المبدع الذي قام به طاقم الوزارة هذا العام بقيادة الوزير الكفؤ الدكتور احمد عطية هو وضع خطة للتفويج المتتالي وفق جدول زمني يبدأ من يوم 19 ذوالقعده وينتهي يوم 2 ذو الحجة ، بحيث لا يتجاوز عدد الباصات التي تصل الى المنفذ كل يوم عن 40 باص اي بحدود 2000 حاج يوميا .

الخطة طموحة ، لكن نجاحها كان يعتمد بشكل اساسي على تجاوب الوكالات والتزامها بالجدولة ، ولربما ان بعض القلق قد ساور واضعي الخطة في قدرة الوكالات على الإلتزامبها خصوصا وانها تطرح للمرة الأولى ، ناهيك عما يتطلبه نجاحها من تنسيق وتنظيم دقيق والتزام بالمواعيد بين الوكالات وشركات النقل والوزارة .

وكانت المفاجأة السارة ان الوكالات لم تخيب الظن ،فقداظهرت التزاما صارما وتنظيما دقيقا ، ليحتفل الجميع في نهاية يوم 02 ذو الحجةبدخول آخر حاجوالإنتهاء من عملية تفويج ما يزيد قليلا عن 24 الف حاج خلال فترة 14 يوم المحدده لها تماما، دون تسجيل تأخير او تكدس في المنفذ واضعة بذلك حدالمعاناة تفوق الوصف صاحبت الحجاج اليمنيين في كل المواسم السابقة .

نجاح لم نتوقع ان نشاهد مثله من جهة حكومية خصوصا في الظروف التي يعيشها بلدنا الآن ،  حيث عذر الظروف الإستثنائية جاهز وفي متناول كل موظف حكومي اذا اراد ان يهمل او يتقاعس او يتلكأ .

الا انه وبقدر ما يستحق القطاع الحكومي في الوزارة الإشادة والثناء على ابداع خطة التفويج والمتابعة الحثيثة لتنفيذها على مدار الساعة والوصول بها الى خاتمتها السعيدة  ، فان دور القطاع الخاص ممثلا بوكالات الحج والعمرة كان له نصيبه ايضا من التنوية والإطراء ، حيث اثبتانه يمكن له ايضا ان يؤدى دوره بدرجه عالية من الإنضباط والإلتزام اذا وجد في القطاع الحكومي من يخطط ويراقب ويشرف بامانه وصدق ومسؤولية .

بقي ان نشير الى ان هناك موظفين في وزارة الأوقاف لعبوا ادوارا  رائعة وعظيمة اسهمت في نجاح خطة التفويج المبدعة وقاسموا وزيرها الكفؤ شرف انهاء معاناة الحجيج في المنفذ وتسهيل رحلتهم الى الديار المقدسة .

على رأس هؤلاء دمث الأخلاق وعنوان التواضع الشيخ مختار الرباش وكيل الوزارة الذي انتقل الى المنفذ ليقوم بالإشراف الشخصي المباشر على سير عملية التفويج وتذليل الصعوبات التي تظهر وما اكثرها وقد ادى دوره على افضل واكمل وجه ، وكذلك الأخ عبدالرقيب شجاع الدين مسؤول النقل في الوزارة الذي لم يوفر جهدا او وقتا للقيام بواجبه بتفان واخلاص  ، ويكفي ان نذكر لهذا الرجل الشهم ان والدته توفت في الأيام الأخيرة من التفويج ومع ذلك فقد آثر البقاء على راس العمل  حتى نهاية التفويجرغم فداحة المصاب .. نماذج تعيد بعض الأمل الى النفوس في زمن الآمال المحطمة …. فلهم كل الشكر والتقدير.

….

شاهد أيضاً

رئيس الوزراء يلتقي في لندن عدداً من مسؤولي المنظمات العاملة في اليمن.

  التقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم في العاصمة البريطانية لندن، ...