«اتفاق جدة» فاتحة للاستقرار .. واصطفاف وطني في مواجهة الخطر الإيراني ..«تقرير»

الوطن نيوز – تقرير خاص:
توصلت الحكومة الشرعية إلى اتفاق نهائي مع متمردي “المجلس الانتقالي” في مدينة جدة، بعد أشهر من التمرد الذي أعلنه “الانتقالي” بدعم وتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي حين وصف مراقبون هذا الاتفاق بـ”التاريخي”، رأى الكثير من الكتاب والمثقفين أن اتفاق جدة، يهدف بالأساس إلى توحيد الجبهة الداخلية في مواجهة ميليشيات الحوثي التي تسيطر على صنعاء وبعض المحافظات الأخرى منذ 2014.

وقوبل الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية المملكة العربية السعودية، بترحيب كبير من قبل الحكومة الشرعية وأيضا من المجلس الانتقالي، واعتبر وزير الاعلام “معمر الارياني” أن الاتفاق “يحفظ وحدة اليمن وسيادته وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه، ويعزز من قدرة الدولة على مواجهة الميليشيات الحوثية”.

المرجعيات الثلاث

الوزير ” معمر الارياني”، قال في تغريدة له على حسابه في تويتر أن ” الاتفاق بصيغته النهائية والذي يوحد جهود اليمنيين لمواجهة الانقلاب الحوثي في إطار الشرعية الدستورية، يحفظ الثوابت الوطنية ويلتزم بالمرجعيات الثلاث، ويعزز من تواجد مؤسسات الدولة في المحافظات المحررة”.. نافيا بذلك ما تردده بعض الأطراف من أن الاتفاق لم يتحدث عن المرجعيات الثلاث كشرط لا تنازل عنه في أي حل سياسي، أو أن ميليشيات” الانتقالي ” قد تمكنت من تقديم نفسها كند للحكومة المعترف بها دولياً.

بصيص نور

وجاء الاتفاق الذي لعبت الدبلوماسية اليمنية فيه دوراً مهماً، وسط حديث المجتمع الدولي عن بصيص أمل بإنهاء الصراع “رغم البؤس الكبير الذي يعيشه الشعب”، وشدد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث على ضرورة أن تعود الحكومة اليمنية الشرعية “بسلطة كاملة” إلى مدينة عدن، لدى إطلاعه مجلس الأمن الأسبوع الماضي على التطورات اليمنية عبر اتصال مصوّر .. معتبراً أن “هناك المزيد من الأمل رغم البؤس الكبير الذي يعيشه الشعب اليمني” حسب تعبيره.

دعم الشرعية

ورحب نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر بـ”اتفاق جدة” واصفاً إياه بالـ”إيجابي”، مشيراً في تغريدة نشرها على تويتر، إلى ما وصفها بـ “الجهود الحميدة التي بذلت للوصول إلى مسودة الاتفاق التي أكدت حرص الجميع على إنهاء التمرد وعودة الدولة ومؤسساتها ودعم الشرعية”.

يمن جديد

ووصف مستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية مختار الرحبي، اتفاق جدة، بانه “نهاية كاملة لمشروع الانتقالي”، وكتب الرحبي على صفحته في موقع تويتر قائلاً” لا حكم ذاتي للجنوب ولاقوات خاصة تابعة للانتقالي بعيدا عن الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية، ولا انفصال للجنوب ولا تقرير للمصير كما يروج الانتقالي”. حسب ما جاء في التغريدة .. واختتم الرحبي تغريدته بالقول ” دولة واحدة وعلم واحد وحكومة واحدة وقيادة واحدة يمن اتحادي جديد”.

توحيد الصفوف

ولم تخفي مليشيا الحوثي انزعاجها من الاتفاقية التي تطوي صفحة التمرد المشابه لتمردهم على الشرعية الدستورية في سبتمبر 2017، وأورد الكاتب الصحفي عبدالناصر المملوح، تغريدة للمتمرد محمد علي الحوثي يشجب فيها الاتفاق، وعلق عليها بالقول :” زعلك دليل على ادراكك أن اتفاق جدة يصب في خدمة توحيد الصفوف لتخليص الوطن من شروركم “.

الهدف صنعاء

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور محمد جميح، أن الجميل في اتفاق جدة هو أنه يصب في مصلحة الكل، وأن الكل موافق عليه، في إشارة إلى تأييد الحكومة الشرعية وميليشيا الانتقالي للاتفاق النهائي، مؤكدا على أن ” الخصم هو الأمامي الجديد الذي سيطر على القصر الجمهوري في صنعاء” حسب تعبيره.

خطوة هامة

ومن جهته، اعتبر الفنان اليمني فهد القرني، أن الاتفاق “خطوة نحو الأمام بعيداً عن لغة الربح والخسارة” .. وكتب القرني على صفحته في تويتر قائلاً ” متفائلون بنجاح الاتفاق وتفعيل الدولة على الأرض”، واصفاً ماجاء في المسودة بخصوص عودة الشرعية إلى عدن، أنها “خطوة كبيرة للوطن والمواطن”.

نصر لليمن الاتحادي

واعتبر الناشط السياسي محمود العريقي، أداء “الزبيدي” لليمين الدستورية أمام الرئيس هادي “نصرا لليمن الاتحادي الذي لا بديل عنه للجميع”

وقال العريقي في حديث للـ”وطن نيوز” : “خصمنا واضح ومعروف، ليس بالنسبة لليمن فقط، بل للخليج والمنطقة بأسرها، إيران تدعم المقاتلين الحوثيين بالمال والسلاح وتستقدم له المرتزقة من مختلف الدول، والأولى بنا جميعاً أن نوجه اسلحتنا إليه كي نستعيد الدولة المختطفة، واتفاق جدة التاريخي هو الخطوة الأولى في طريق تحقيق هذا الهدف”.

ويعد هذا الاتفاق نهاية لأحداث التمرد الذي شهدته العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات الجنوبية من قبل قوات ما يسمى بـ” المجلس الانتقالي ” المدعوم من الإمارات، في أغسطس الماضي، وهو ما تخشاه جماعة الحوثي التي تراهن على شق الصف الداخلي للشرعية، لاستمرار سيطرتها على عاصمة البلاد ومحافظات أخرى.