الجمعة , مارس 29 2024 الساعة 11 41
آخر الأخبار
الرئيسية / مقالات / الشرعية أو “أُمراء الحروب”

الشرعية أو “أُمراء الحروب”

بقلم/ عمار المحرابي

دق ناقوس الخطر باتزان أحد معايير الصدق ورجال الدولة، لا مواربة أو مداهنة عند التعامل مع القضايا المصيرية، فالإصلاح الجاد وحده الذي يضمن البقاء كضرورة لتغيير الأوضاع القائمة، ومحاولة إحداث أثر إيجابي بالمنطق، والعقل، ومساهمة في معالجة القناعات الراسخة وإعادة تشكيلها من جديد، بعيداً عن حالة التعسف والاحتكام إلى القوة، قبل أن تتسع الهوة ويتعذر الحل.

اجتاح الحوثي صنعاء فاحتفلت طهران نيابة عنه ابتهاجاً بالنصر عبر ممثلها في البرلمان “علي رضا زاكاني” بإعلانه “انضمام اليمن كرابع عاصمة تتبع نظام ولاية الفقيه”، بسقوط صنعاء سقطت الدولة وعبر الحوثي من صعدة شمالاً وصولاً لشواطىء عدن ومضيق باب المندب جنوباً، وبالانقلاب على الشرعية وإضعافها سيعود إلى عدن منتصراً ويدفع الجميع ثمن خرق السفينة بالصراع المبكر على الثروات ومواقع القيادة.

لم يضحي اليمنيون ويخوضوا غمار التحرير بقرار مقاومة الانقلاب واستعادة الدولة ويقدموا عشرات الآلاف من الجرحى والشهداء ليؤسسوا انقلاباً من نوعٍ آخر مع فارق التشبيه، سلوك النأي بالنفس لن يحمي عدن من عودة الانقلاب فضلا عن بقية المناطق المحررة الأقل تحصينناً، يجب تدارك الخلل والتفكير بحكمة ، نحن بحاجةٍ إلى الالتفاف حول الشرعية والمساهمة في بناء دولة تتسع لكل الجهود والطاقات لا السعي في إذكاء العداوات والثارات التاريخية التي سيكتوي بنارها الجميع “لا قدر الله”.

فقد طرفي الانقلاب زمام المبادرة بترسانة جيش من أقوى جيوش المنطقة تسلحاً بعدالة القضية لا بقوة سلاحنا..، وسيعود مجددا بمجرد فقداننا لعدالة القضية وسماحنا بانحراف البوصلة عن مسارها الوطني، نحن أمام مرحلة مفصلية تستدعي مراجعة الضمير والعقل والنظر للواقع بمسؤولية جامعة.

ليس لدينا من خيار سوى الوقوف مع الشرعية أو ان نسلم أنفسنا لمجاميع مسلحة يقودها أمراء حروب يمتلكون عتاداً من المال والسلاح ليصبح ما تبقى من اليمن عبارة عن إقطاعات لمتنفذين، لدينا القدرة على حل مشاكلنا دون الحاجة لإسقاط الدولة المتعافية وهدم المعبد على رؤوس الجميع، لسنا بحاجة لفقدان كل ما كسبناه من تضحيات بشق الأنفس وبمساعدة الأشقاء، فقد لا تُتَاح لنا فرصة النهوض مرة أخرى ، وسيتحول النصر حينها لهزيمة مدوية لصالح العدو مالم نُحسن ترتيب أولوياتنا.

نحن بحاجة ماسة لتحمل مسؤولياتنا الوطنية وترشيد خطاب الكلمة والوعي لتجاوز مرحلة المحورية من تاريخ اليمن، وإفساح الطريق أمام تنافس شريف وحراك يفضي إلى بناء دولة مواطنة متساوية للجميع في الحقوق والواجبات وسيادة القانون، بعقلانية رشيدة ، واعتراف بحق الآخر وفهم واعٍ للملابسات والظروف المحيطة، والمساهمة في بناء اليمن الاتحادي الذي يحقق التوازن المجتمعي انطلاقاً من مخرجات الحوار الوطني التي قدمت الحلول لجميع القضايا الشائكة، وضمنت الحقوق العادلة لجميع أبنا الوطن، قبل ان يتم الانقلاب عليها من قبل تمرد الحوثيين وصالح كمسعى لفرض أمر واقع على اليمن والمجتمع الدولي ككل.

شاهد أيضاً

عبدالاله.. رجل المرحلة بامتياز

  احلام الحمودي من وسط تعز الجميلة، وتحديداً شارع 26 سبتمبر، أطل قائدٌ شجاع يسمي ...