كتابات/ محمد مرشد الضبيبي
تسع سنوات من العطاء في مجال العمل الإنساني بقيادة سيف مثنى: الرجل الإنساني في محافظة مأرب لخدمة أكثر من مليوني نازح
في محافظة مأرب التي أصبحت ملجأً لملايين النازحين من جميع أنحاء اليمن، برز اسم الوحدة التنفيذية كأحد أبرز المكاتب الحكومية التي قادت العمل الإنساني بحنكة واقتدار، مديرها سيف مثنى، الرجل الذي تجاوز التحديات ليصبح رمزاً للعطاء الإنساني، قاد الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين على مدى تسع سنوات، تمكن خلالها من تنظيم جهود ضخمة لتلبية احتياجات النازحين بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، وكذلك تنسيق العمل مع المنظمات الإنسانية والكتل والأوتشا.
العمل الإنساني في ظل قيادة الوحدة التنفيذية
أثبتت الوحدة التنفيذية كفاءة استثنائية في إدارة العمل الإنساني في مأرب رغم الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون، ورغم التحديات التي واجهتها بخبرة وحنكت مديرها، استطاع توجيه الوحدة التنفيذية نحو تحقيق إنجازات ملموسة في جميع القطاعات التي تحتاجها المجتمعات النازحة، مثل الغذاء، والصحة، والتعليم، والمأوى.
التنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية
عملت الوحدة التنفيذية على توسيع نطاق الشراكة مع المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية لضمان تدفق الدعم المستدام وتلبية الاحتياجات المتزايدة للنازحين، ومن أبرز تلك الجهات كانت:
الأوتشا (مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة): حيث سعت الوحدة التنفيذية للتعاون الوثيق مع الأوتشا لتنظيم العمل الإنساني وتوزيع المساعدات بفعالية أكبر، مع تعزيز التنسيق بين المنظمات الإنسانية والكتل لتجنب ازدواجية الجهود.
المنظمات الدولية: مثل اليونيسيف، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، إذ عملت هذه المنظمات على تقديم مساعدات كبيرة مثل الغذاء والدواء والمياه النظيفة، وقاد مثنى جهود التنسيق معها لضمان وصول الدعم إلى كل مستحق.
المنظمات والجمعيات المحلية: دعمت المنظمات المحلية جهود الوحدة التنفيذية عبر تقديم خبراتها الميدانية والموارد المتاحة، كما وفرت اليد العاملة المؤهلة، وساعدت في تنفيذ مشاريع تنموية تهدف إلى تحسين حياة النازحين في مأرب.
الكتل الإنسانية ودورها في تسهيل العمل
نجح سيف مثنى في إدارة العلاقة مع الكتل الإنسانية، وهي المجموعات التي تتولى تنسيق جهود القطاعات المختلفة مثل الصحة والمياه والتعليم والمأوى والايواء والغذاء والتعليم بفضل جهوده في هذا السياق، تمكن من:
تحديد أولويات الاحتياجات الإنسانية: من خلال التنسيق مع الكتل، كان مثنى قادراً على توجيه الدعم نحو القطاعات الأكثر حاجة، ما ساهم في توجيه التمويل والمساعدات بفعالية أكبر.
تطوير معايير توزيع المساعدات: عملت الكتل الإنسانية على وضع معايير لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأشد احتياجاً، وساعد مثنى في تنفيذ هذه المعايير ميدانياً، مما حقق نتائج ملموسة على مستوى حياة النازحين.
تعزيز التنسيق بين الشركاء: ساهمت الكتل الإنسانية، بالتعاون مع الوحدة التنفيذية، في تحسين التنسيق بين الشركاء المحليين والدوليين، مما قلل من التداخل في العمل وزاد من كفاءة التوزيع.
الإنجازات الإنسانية للوحدة التنفيذية.
على مدار تسع سنوات، كانت الوحدة التنفيذية تحت قيادة سيف مثنى نموذجاً للتفاني والإصرار في تحسين حياة النازحين رغم التحديات الكبيرة، ومن بين أبرز إنجازات الوحدة التنفيذية:
1. توفير الغذاء والمأوى: نجحت الوحدة، بالتعاون مع الشركاء، في توزيع مساعدات غذائية على آلاف الأسر، إضافة إلى إنشاء وتحسين المأوى لتوفير مأوى آمن ومستدام للنازحين.
2. الخدمات الصحية: بفضل التنسيق مع المنظمات الصحية، تم إنشاء مراكز طبية ثابتة ومتنقلة في المخيمات، وتوفير اللقاحات والعلاج المجاني للأمهات والأطفال، مما ساهم في تقليل انتشار الأمراض وتحسين الصحة العامة.
3. التعليم: أسهمت الوحدة في إنشاء العديد من المدارس بالتعاون مع المنظمات التعليمية، ما ساعد على استمرار التعليم للأطفال النازحين، وساهم في تقليل نسبة الأطفال المحرومين من التعليم.
4. تمكين النساء والشباب: عملت الوحدة على توفير فرص تدريب مهني للنساء والشباب، مما ساهم في بناء قدراتهم وإتاحة فرص عمل لهم، وساعد العديد من الأسر النازحة في تحسين مستوى معيشتها.
5- الكهرباء: حيث استطاعت الوحدة التنفيذية بالشراكة مع المنظمات الدولية والمكاتب الحكومية إيصال الكهرباء الى كل مخيم من مخيمات النزوح.
6- المياه والإصحاح البيئي:
استطاعت الوحدة التنفيذية ان تلبي احتياجات النازحين المتجددة في مجال المياه والإصحاح البيئي حيث افتتحت الكثير من خزانات المياه الجوفية و حفر العديد من الآبار وبناء الكثير من الخزانات البرجيه وتمديد العديد من شبكات المياه إضافة إلى توزيع آلاف الخزانات البلاستيكيه.
التحديات والنجاح
رغم الإنجازات، لم يكن الطريق سهلاً، حيث واجهت الوحدة التنفيذية العديد من التحديات، من أبرزها:
النقص المستمر في التمويل: مع ازدياد أعداد النازحين، كانت الحاجة إلى الموارد تزداد باستمرار، إلا أن مثنى استطاع التغلب على هذه التحديات عبر البحث عن شركاء جدد والضغط للحصول على دعم إضافي.
التنسيق المعقد بين الشركاء: نظراً لكثرة الشركاء وتعدد البرامج، تطلب الأمر تنسيقاً دقيقاً لتجنب التكرار، واستطاع مثنى من خلال حنكته تحقيق توازن بين مختلف الشركاء وضمان وصول الدعم إلى الفئات المحتاجة.
الرؤية المستقبلية للوحدة التنفيذية
تتطلع الوحدة التنفيذية إلى مستقبل أفضل للعمل الإنساني في مأرب، حيث تهدف إلى:
التركيز على المشاريع المستدامة: حيث تدرك الوحدة التنفيذية أن تحقيق الاستدامة هو الحل الأمثل لمساعدة النازحين على تحقيق الاكتفاء الذاتي، لذا تسعى لزيادة المشاريع في برامج التمكين الاقتصادي والتعليم والاكتفاء الذاتي.
تعزيز التنسيق مع الشركاء الدوليين: تأمل الوحدة التنفيذية توسيع نطاق التعاون مع المنظمات الدولية لضمان استمرارية الدعم، خاصة في ظل تزايد الأعداد والحاجة إلى تدخلات متخصصة.
إطلاق برامج الدعم النفسي والاجتماعي: تسعى الوحدة التنفيذية لخلق بيئة داعمة للنازحين تشمل برامج تأهيل نفسي واجتماعي، للمساهمة في تحسين الحالة النفسية وتخفيف الصدمات التي يعاني منها النازحون.
الخاتمة
بقيادة سيف مثنى، استطاعت الوحدة التنفيذية في مأرب تحقيق نجاحات كبيرة في دعم ملايين النازحين وتلبية احتياجاتهم في ظروف صعبة، مثنى، الرجل الذي لم يثنه شيء عن خدمة الإنسانية، أثبت أن العطاء لا يعرف حدوداً، وأن الإرادة القوية يمكنها تجاوز جميع العقبات.