حذرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب من أزمة غذائية حادة تهدد حياة مئات الآلاف من النازحين بالمحافظة، وأطلقت نداءً عاجلاً لمطالبة كافة الجهات المعنية بسرعة التدخل لإنقاذ حياة النازحين وتفادي كارثة إنسانية وشيكة في المحافظة.
وقالت الوحدة التنفيذية في تقرير لها: “استنادًا إلى تقارير ميدانية من مخيمات النازحين، نطلق نداء استغاثة عاجلًا إلى جميع الجهات الحكومية والمؤسسات المالية وشركاء العمل الإنساني الإقليميين والدوليين، ونطالبهم بسرعة التدخل لتجنب كارثة وشيكة تهدد حياة الآلاف من النازحين بسبب النقص الحاد في الغذاء الذي تواجهه أغلب الأسر النازحة في مأرب”.
مؤكدة أن محافظة مأرب تشهد أزمة إنسانية حادة تتعلق بالأمن الغذائي وسوء التغذية، ويعيش 50% من سكانها في ظل انعدام الأمن الغذائي الحاد، بعد تصنيف معظم مديرياتها في المرحلتين الثالثة والرابعة لسوء التغذية ضمن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC).
وأوضح التقرير أن المعلومات الميدانية تشير إلى أن 42% من النازحين في مخيمات مأرب محرومون من المساعدات الغذائية الشهرية المنقذة للحياة، مما يجعلهم عرضة لخطر المجاعة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل جنوني بنسبة تجاوزت 210% خلال العامين الماضيين.
مبينًا أن ما لا يقل عن 45% من الأسر النازحة عاجزة عن تأمين احتياجاتها الغذائية الأساسية، ويعاني الكثير من الأطفال والنساء الحوامل من مستويات حرجة من سوء التغذية وشبه مجاعة بسبب هذا العجز، مما ينذر بكارثة إنسانية لا تحمد عقباها.
ولفت التقرير إلى أنه خلال الفترة من مايو إلى أغسطس الماضي، شهدت حالات سوء التغذية الحاد والمتوسط في مأرب ارتفاعًا ملحوظًا، وصلت في مدينة مأرب إلى المرحلة الرابعة (مرحلة فوق عتبة الطوارئ)، بينما وصلت مديريات (مأرب الوادي – حريب – رغوان) إلى المرحلة الثالثة (مرحلة الطوارئ)، مع توقعات بأن تصل إلى المرحلة الرابعة خلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر القادم.
وجاء في التقرير: “تعاني نحو 120 ألف أسرة نازحة في محافظة مأرب من انعدام الأمن الغذائي، منها 72 ألفًا و400 أسرة مستفيدة من مساعدات برنامج الغذاء العالمي، إثر توقف صرف مساعداتها الغذائية منذ مارس الماضي، بينما لا تزال هناك 87 ألفًا و447 أسرة نازحة في قوائم الانتظار لإضافتها في قوائم برنامج الغذاء العالمي”.
وأضاف: “وتواجه 234 ألف أسرة نازحة صعوبات في تأمين احتياجاتها في الأمن الغذائي، بزيادة قدرها 44% مقارنة بالعام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بمقدار 25.4% حتى نهاية العام الحالي، وسط عجز هائل في عمليات الاستجابة الإنسانية”.
منوهًا إلى أن سعر سلة الغذاء المعيارية الكافية لإطعام أسرة من 5 أفراد لمدة شهر، ارتفع إلى نحو 99 دولارًا (189 ألف ريال) بزيادة قدرها 37 ألف ريال عن شهر يناير الماضي، مما جعل عشرات الآلاف من الأسر النازحة تقلل عدد وجباتها اليومية لتأمين احتياجاتها الأساسية، في خطوة جديدة نحو الهاوية.
وبحسب التقرير، فإن 120 ألفًا و344 طفلًا وامرأة من النازحين في مأرب يعانون من حالات سوء التغذية، منهم 17 ألفًا و680 امرأة من النساء الحوامل، بالإضافة إلى وجود نحو 16,530 فردًا من ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى تمكين اقتصادي.
ودعت الوحدة التنفيذية في تقريرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وكتلة الأمن الغذائي وكل المنظمات والصناديق الإنسانية، وكافة الجهات الدولية المانحة إلى التحرك العاجل لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من الأسر النازحة وتغطية احتياجاتها الأساسية، وفي مقدمتها توفير المساعدات الغذائية العاجلة لهم.
وحثت برنامج الغذاء العالمي بسرعة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستئناف توزيع مساعداته الغذائية وضمان عملية توزيعها للنازحين المستفيدين منها بانتظام، وتوسيع مساعداته وزيادة حصص الغذاء لتشمل كل النازحين في المحافظة، سواء في المخيمات أو خارجها، مع ضرورة مراعاة الجودة والتنوع في تلك المساعدات.
مشددة على ضرورة رفع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والإغاثية الإقليمية والدولية من مستوى تدخلاتها في محافظة مأرب وزيادة نسبة تمويلاتها المخصصة للمحافظة، بما يسهم في تغطية الاحتياجات الضرورية للنازحين ومنع تدهور الوضع الإنساني.
إحصائيات وأرقام
وتشير التقديرات إلى أن إجمالي عدد سكان محافظة مأرب حاليًا بلغ 3 ملايين و59 ألفًا و752 نسمة، منهم 2 مليون و134 ألفًا و497 نسمة من النازحين، بالإضافة إلى 531 ألفًا وثلاثة آخرين من المجتمع المضيف، وكذا 356 ألفًا و711 نسمة هجرة داخلية بسبب الأوضاع الاقتصادية.
كما تشير التقديرات إلى وجود نحو 37 ألفًا و541 مهاجرًا غير شرعي بمأرب، وإعادة 2400 مهاجر إلى بلدانهم طوعية، بحسب إحصائية صادرة عن مكتبي الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين والجهاز المركزي للإحصاء بمأرب، ونتائج مسح ميداني لمناطق النزوح صادر عن المنظمة الدولية للهجرة.
وبحسب الإحصائية، فإن 63 ألفًا و623 أسرة نازحة، بواقع 458 ألفًا و85 نازحًا، يعيشون في 204 مخيمات وتجمعات للنازحين بالمحافظة، بالإضافة إلى 232 ألفًا و835 أسرة نازحة، بواقع مليون و676 ألفًا و412 نازحًا، يعيشون خارج المخيمات.